ثلاثة سيناريوهات ستحدد مصير نتنياهو

الحدث- عصمت منصور

كتب بنكسبيت في موقع المنيتور حول أزمة نتنياهو التالي:

خلال أسابيع قليلة سيضطر نتنياهو إلى اتخاذ قرار حياته، وربما أيضا حياتنا نحن، لأنه لم يحارب في معركة السلام ولا خاض حربا واكتفى بإبقاء الوضع الراهن كما هو، وهذا يجعل قراره القادم دراماتيكيا، وهو ما سيحدد كيف سينتهي اذا ما انتهى عهد نتنياهو.

هل سيجر نتنياهو إسرائيل إلى فوضى داخلية أقرب إلى الحرب الأهلية أم أنه سيتخلى عن عناده، أي بكلمات أخرى هل سيتمسك بكونه رئيسا للوزراء رغم قضايا الفساد أم أنه سيسعى لعقد صفقة مع النيابه مقابل تخليه عن الحياة السياسية؟

من يعرف نتنياهو يدرك أنه شخص لا يتنازل وغير قادر على الاعتراف بخطأه أو رفع راية الاستسلام، ومن الأنسب له أن يحارب حتى النهاية، وأن يحرق المعبد وأن يهين شعبه ويتهم الشرطة ولكن هذا لن يمنع من أن يدرك في مرحلة ما أنه إذا ما أصر على الأمر فإنه يمكن أن ينهي دربه كما انتهى أولمرت داخل السجن.

ربما ليس من المتأخر التوصل الى صفقة الانمع المستشار القضائي للحكومة تنقذه وتنقذ زوجته من السجن.

في يومه الأخير قرر قائد الشرطة روني الشيخ أن يقدم توصياته بتقديم نتنياهو للمحاكمة وهي توصيات تضاف لتوصيتين سابقتين في ملفات 1000 و2000 إلا أن هذه التوصية في ملف 4000 هي الأخطر وقد أحدثت هزة في السياسة الداخلية لأنها الأولى التي تشمل سارة نتنياهو.

سيبقى نتنياهو يردد أنه لا يوجد ما يدان به ولكن في الحقيقة فقد وسع الأسبوع الماضي وللمرة الثالثة طاقم الدفاع عنه، وعلى ما يبدو أن لدى الشرطة أدلة كافية وشهادات يمكن أن تدين نتنياهو بالرشوة.

أمام نتنياهو الآن ثلاثة سيناريوهات الأول هو سيناريو أحلام نتنياهو وهو أن يواصل المستشار القانوني تردده وأن يمدد عملية دراسة الملفات وأن يقرر في النهاية أن يغلق الملفات دون اتهام، وهنا سيخرج نتنياهو منتصرا وهو ما سيحوله إلى النسخة الإسرائيلية من الرئيس التركي اردوغان ونسبة هذا السيناريو لا تتجاوز 15%.

السيناريو الثاني هو ان يقدم المستشار القضائي توصياته بإدانة نتنياهو وتقديم لائحة اتهام ضده على الأقل في ملف واحد وهو 4000 إلى جانب اتهامات أخف في ملف 1000 إلا أن احتمالات ان يواصل نتنياهو مسيرته كرئيس وزراء في ظل محاكمته يصل إلى الصفر واحتمالات حدوث السيناريو رقم 2 عالية.

لا يوجد قانون في إسرائيل يتطرق لهذا الوضع وهو أمر لم يسبق أن حدث كما أن المحكمة العليا موجودة وهو ما يعني أن نتنياهو لن يضيع وقته في خلق سابقة مثل هذه.

السيناريو الثالث هو سيناريو الوسط وهو أن يقدم المستشار لائحة اتهام معتدلة جدا لا تتضمن الرشوة وهو السيناريو الأخطر لأنه سيدفع نتنياهو لأن يحارب وأن يواصل تحريضه ضد الشرطة وأجهزة القضاء وهو ما زال يتمتع بشعبية ووضعه في الاستطلاعات جيد واليمين من خلفه ويؤمن ببراءته ويعتبر ان هذه مؤامرة لاسقاط اليمين بطرق غير شرعية.

في اسرائيل السيناريو الحقيقي هو الواقع ولا يمكن لأحد أن يتنبأ به، وكل الحمل الآن على اكتاف مندلبليت المستشار القضائي للحكومة.