كيف سيؤثر انسحاب الولايات المتحدة من سوريا على "إسرائيل"؟

الحدث- عصمت منصور

نشرت صحيفة معاريف تحليلا عن تأثير قرار الولايات المتحدة سحب قواتها من سوريا على "إسرائيل":

تذبذب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مستمر بقوة، إعلان البيت الابيض والبنتاغون عن بدء سحب القوات الأمريكية من سوريا، في حال تحقق سيعتبر ضربة قاسية للسياسة الإسرائيلية.

اليوم الأربعاء غرد الرئيس ترامب على حسابه على تويتر أن السبب الحقيقي لوجود قوات بلاده في سوريا هي داعش وقد انتهت وهي تغريدة تناقض ما غرد به قبل أسبوعين حين قال إن سبب وجودهم "إسرائيل".

لدى الولايات المتحدة 3000-4000 جندي في سوريا معظمهم من الوحدات الخاصة ويتمركزون في شمال شرق سوريا في المناطق الكردية وفي منطقة التنف المحاذية للحدود الإسرائيلية السورية الأردنية العراقية ومعظم مهماتهم تتمحور حول مساعدة الأكراد وما تبقى من جيش سوريا الحر.

هذه المساعدات ساهمت في تقوية الأكراد في مقابل تركيا التي ترى بهم منظمات إرهابية وخارجة عن القانون ويلاحقها جيشها في كل مكان وقد أعلنت تركيا قبل عدة أسابيع أنها ستشرع في عملية عسكرية ضد الأكراد والرئيس التركي اتصل بترامب وحذره من وجود قواته في المنطقة وامكانية أن يتصادم مع الجيش التركي.

الرئيس ترامب من مؤيدي الانعزال وفي دعايته الانتخابية قبل سنتين أعلن أنه لا يريد لأمريكا أن تكون شرطي العالم ولكن ورغم ذلك قبل في نهاية الأمر موقف الجيش ووزير الدفاع جيمس ماتيس بضرورة وجود قوات أمريكية في الشرق الاوسط.

رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الجيش ليبرمان ورئيس الأركان والموساد حاولوا أكثر من مرة اقناع نظرائهم بضرورة إبقاء التواجد الأمريكي في سوريا واعتبروا أن هذا حيوي لحلفائهم في المنطقة وخاصة لإسرائيل.

"إسرائيل" معنية بالوجود العسكري الأمريكي من أجل موزانة التأثير مع القوات الروسية في سوريا وتشكيل قوة صد أمام جهود إيران لتعزيز وجودها ونيتها نشر صواريخ ومجموعات قرب الحدود وهو ما تصدت له "إسرائيل" بضرباتها الجوية.

انسحاب القوات الأمريكية من سوريا رسالة صارخة لبقية حلفائها في الشرق الأوسط مثل السعودية والأردن والإمارات ومصر وغيرها تفيد أن ليس بالامكان الاعتماد على الولايات المتحدة وضربة قاضية للأكراد الذين أحسوا بالخيانة بعد أن حاربوا داعش بمساعدة التحالف ليجدوا أنفسهم لوحدهم أمام النظامين التركي والسوري.

فوق كل هذا الانسحاب الأمريكي انتصار للتصميم الإيراني في التمسك بسوريا وتخلي عن الساحة ليس فقط السورية لروسيا لأن كل فراغ تتركه أمريكا ستملؤه روسيا وهو ما يجعل المطلب الاسرائيليب انسحاب إيران من سوريا أبعد ما يكون الآن.