الإثنين  20 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

علميا.. لا وجود لـ "لفحة الهواء"

2018-12-24 04:07:43 PM
علميا.. لا وجود لـ
صورة تعبيرية

 

الحدث- ريم أبو لبن

حاولت التسلق إلى عقولهم والبحث عن سبب لتلك المسميات والمعتقدات الطبية والتي يعتبرها البعض أمراً علمياً ولكن هي في مضمونها مصطلحات مجتمعية قد ارتبطت بـ"الهواء" مثلا. فكيف تقول لطبيب الأعصاب "أصابتني لفحة هواء".

"هو مصطلح مجتمعي وليس علمي، لا يوجد ما يسمى لفحة هواء". هذا ما أكده لـ"الحدث" د. زياد نزال أخصائي الأعصاب والدماغ.

قال: "أحد المرضى تعرض لجلطة ويصف وضعه بأنه تعرض لـ لفحة هواء، وأحدهم تألم ويصف نفسه بذات الصفة".

"هي تسمية عامية ليس لها علاقة بالوصف العلمي، وقد تعني عند بعض الأشخاص وجود آلام في منطقة العضلات، وقد تطلق أيضاَ على وجود عطب قد أصاب العصب السابع في الوجه، حيث لا يتمكن الفرد من فتح عينه بشكل مناسب، حتى إن فمه يميل للجانب الآخر من الوجه". هذا ما أشار إليه طبيب الدماغ والأعصاب زيد غانم في حوار مع "الحدث".

في ذات السياق، قال: "يقال لها لفحة على العصب السابع، حيث يصاب العصب السابع بالفيروس، ويسمى بالتهاب العصب السابع".

وعليه، فقد أوضح د. غانم بأن مصطلح "لفحة هوا" قد يرتبط بوجود مشكلة صحية أو آلام إما في العضلات أو الأعصاب.

إذا من يصاب مجتمعيا بـ "لفحة الهواء" إلى أي طبيب يتوجه؟ قال غانم "لمن لا يستطيع فتح عينه وفمه قد يميل إلى الجنب الآخر وبهذا فقط يصاب بالعصب السابع عليه التوجه إلى طبيب للأعصاب، أما من يشعر بوجود ألم في رقبته ويقول (لدي لفحة في الرقبة) فعليه التوجه إلى طبيب عظام".

أضاف: "مصطلح لفحة الهواء، لا أعلم من أين جاء بها الناس وما هو مصدرها ولكن من خلال الخبرة والتجارب أدركنا ماذا يريد المريض وماذا يقصد من قوله (لدي لفحة هواء)؛ حيث يتم تشخيصه ومن ثم يتم تحديد مصدر الألم هل هو عصبي أم عظمي ومن خلال الأعراض المرضية".

وتأكيدا لما قيل سابقاً؛ فقد أوضح طبيب الدماغ والأعصاب د. محمود سحويل  لـ"الحدث" بأن مصطلح (لفحة هوا) هو مصطلح شائع وليس له أي مصدر علمي.

قال د.سحويل: "يطلقون  تسمية (لفحة هواء) على أي شيء قد يصيب أجسادهم".

أضاف موضحاً قوله: "المريض قد يستطيع تحديد موضع (لفحة الهواء) كما يصفها، فتجد أحدهم يشعر بألم في الصدر ويصف نفسه بأن لديه لفحة على الصدر، أما آخر فقد يشعر بألم في عينيه ويقول عن نفسه قد أصيب بلفحة على العصب السابع، وقد يطلقون أيضا التسمية على (الرشح)".

قد أعود بالوراء قليلاً، حينما شعرت بوجع في أسفل ظهري وسمعت حينها جدتي تردد من خلف الشباك "لفحة هوا يا حفيدتي"، حينها لم أدرك معنى الكلمة، ولكن وبعد سنوات أدركت بأن المجتمع الفلسطيني تنغمس فيه المصطلحات والتي هي نتاج عادات ومواقف قديمة حيث تم توارثها بطريقة "اللاوعي" وقد نرددها دون أن نعلم أصلها وسبب نشأتها.