الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

صالح البرغوثي لم يمت

2019-01-08 01:12:57 PM
صالح البرغوثي لم يمت
ولادة الطفل صالح البرغوثي في قرية كوبر

الحدث- ريم أبو لبن

لم تكتف قرية كوبر بوسمها بـشهر "يوليو" من كل عام؛ فهو شهر حُمّل بـأسماء لأبطال ومعتقلين، بل اختارت أيضا شهر كانون الثاني/ يناير من هذا العام لتزف نبأ ولادة طفل قد اقترن باسم الشهيد صالح البرغوثي( 29) عاماً والذي اغتالته قوات الاحتلال في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

أقفل الشريط على يديه الصغيرتين الرطبتين بتاريخ 2/1/2019 حيث كتب عليه اسم (صالح البرغوثي) تينماً بالشهيد صالح، والذي ما زال حياً في أعين عائلته وأقربائه، لاسيما وأن سلطات الاحتلال رفضت تسليم جثته، وبهذا فإن هناك أملا لديهم بالرجوع رغم مزاعم إسرائيلية بـاستشهاده.

قال تامر البرغوثي، وهو والد الطفل صالح وأحد أقرباء الشهيد: "لو أخذوا صالح، كل يوم سننجب صالح البرغوثي".

أضاف: "للوهلة الأولى، وبعد احتضان ابني، نظرت إليه بكل تأمل، وتذكرت ملامح صالح وابتسامته التي لم تفارقه، وقلت سأسميه تيمناً به... أريده بطلا كما صالح".

واستكمل حديثه: "والدة صالح هاتفتني تهنئني بمولودي، وبها حزن لفقدان ابنها، لاسيما وأنها تمنت له العيش بأمان، وأن يصبح كما نريد وأكثر".

مجتمعياً قد عرف الوالد تامر بلقب "عين كوبر"، ذاك اللقب الذي التصق به، وذاع صيته بين سكان قرية كوبر الواقعة شمال غرب رام الله، لاسيما وأنه يتسلق الليل والنهار كي يقتنص الأحداث والاقتحامات الإسرائيلية للقرية وكان آخرها التشديد الإسرائيلي والإجراءات التعسفية الحاصلة بعد اغتيال قوات الاحتلال للشهيد صالح البرغوثي من قرية كوبر حينما كان عائداً من عمله كسائق لمركبة "عمومية" في مدينة رام الله، وفي المقابل، فإن الاحتلال يدعي بأن صالح البرغوثي هو أحد أفراد الخلية التي نفذت عملية إطلاق النار بالقرب من مستوطنة عوفرا في التاسع من شهر كانون الأول / ديسمبر الماضي.

إذا الوالد يلقب بـ"عين كوبر"، فهل ستجول عينا الطفل صالح كما أباه؟ وهل سيعود (الشهيد) ليقبل المولود الجديد؟

 هي أمنيات قد يحين مولدها في أي لحظة، وقد تخطئ الموازين، ويذاع عرس جديد بعودة ذاك "الشهيد". هذا أقصى ما تتمناه عائلة الشهيد صالح البرغوثي وما أشاد إليه تامر.

قال تامر: "صالح البرغوثي لم يمت، نحن نؤمن بأنه لم يمت، لا نعرف مصيره أين، هل هو شهيد فعلاً أم لا لاسميا وأن العائلة لم تر جثته بعينها، ولم تسلم جثته بعد، واسرائيل تدعي استشهاده".

أضاف موضحاً عن طبيعة مشاعرهم ليلة إعلان نبأ اغتيال صالح: "صدمنا عند سماع الخبر، وكنا نبحث عن إجابة لذات السؤال هل صالح فعلا استشهد؟ لم نحصل على إجابة حتى اللحظة".

واستكمل حديثه: "في الساعة التاسعة مساءً، توجهنا لمنزل والد الشهيد، وتفاجأنا بجنود يقتحمون المنزل كانوا قد وصلوا بمركبة مدنية، وكان عددهم قرابة 100 جندي، وبدأوا حينها بإطلاق النار والقنابل المضيئة بشكل عشوائي.. هي لحظات لا تنسى".

وبعد برهة، أكمل حديثه: "منا من فر من قبضتهم ومنا من أصيب، فقد أصيب ثلاثة من العائلة من بينهم صالح نبيه البرغوثي (أبو صائب) فيما تم استهداف قدمه بـ 3 رصاصات، ومن بعدها تم اختطافه، وبعد عدة أيام علمنا بوجوده داخل مستشفى بالداخل المحتل وكانت قدمه اليسرى قد بترت بفعل الإصابة".

وبالعودة لداخل المنزل، أوضح تامر أن الاحتلال في تلك اللحظة قام باقتياد والد الشهيد صالح البرغوثي (أبو عاصف) خارج المنزل وأجلسوه تحت المطر والطقس البارد، وبجانبه عدد من الشبان وكبار السن، فيما تم تفتيشهم بشكل دقيق وربطت أيديهم بمرابط بلاستيكية بشكل "وحشي" على حد تعبير تامر.

قال: "تم تفتيشي وربطي بطريقة غير طبيعية، ووضعت خارج المنزل على أرضية مبللة ولمدة 4 ساعات متتالية".

ولم تهدأ وتيرة إسرائيل بعد أن أعلنت استشهاد صالح، والذي تم اعتقاله قسرا في الثاني عشر من كانون الأول من العام الماضي، بل عمدت على اعتقال المطارد والأسير المحرر عاصم البرغوثي خلال تواجده في قرية أبو شخيدم، فيما زعم الاحتلال أن عاصم شارك في عملية إطلاق النار قرب مستوطنة عوفرا بالاشتراك مع شقيقه الشهيد صالح البرغوثي.