الجمعة  04 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

التجمع الديمقراطي في أول تحرك: الحوار الوطني والشراكة هما السبيل للخروج من نفق الذهاب للمجهول... صور

2019-01-12 03:52:09 PM
التجمع الديمقراطي في أول تحرك: الحوار الوطني والشراكة هما السبيل للخروج من نفق الذهاب للمجهول... صور

الحدث المحلي

نظم التجمع الديمقراطي الفلسطيني صباح اليوم مسيرةً جماهيرية حاشدة ومتزامنة بين غزة والضفة، خرج بها الآلاف، رفضاَ لصفقة القرن والمخططات التصفوية التي تحاك ضد قضيتنا الفلسطينية، واحتجاجاً على استمرار الانقسام الفلسطيني، بمشاركة واسعة من قيادات وكوادر قوى التجمع الديمقراطي.

ورُفعت في المسيرة أعلام فلسطين والشعارات واليافطات المنددة بالانقسام والداعية لإنجاز المصالحة واستعادة الوحدة، وإنهاء العقوبات المفروضة على القطاع، وتعزيز صمود شعبنا، وضرورة التصدي لصفقة القرن وسط هتافات وحدوية.

في غزة ألقى عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية ومسئول فرعها في قطاع غزة الرفيق جميل مزهر كلمةً باسم التجمع قدّم خلالها رؤية التجمع لحل المعضلة الفلسطينية وتجاوز الأزمة الأخيرة.

وقد استهل مزهر كلمته بتوجيه تحية الفخر والاعتزاز إلى روح الشهيدة آمال الترامسي والتي استشهدت أمس في غزة أثناء مشاركتها في مسيرات العودة، ولكافة شهدائنا الأبطال، متعهداً بالاستمرار في النضال والكفاح حتى تحقيق الأهداف الوطنية المنشودة.

 وأشار مزهر إلى أن تنظيم المسيرة جاء في وقت تتصاعد فيه وتائر العدوان الأمريكي والصهيوني وتتسع دوائره لتمس كافة أبعاد وجودنا وثوابتنا الوطنية، وفي ظل انقسام مدمر طالت تداعياته الكارثية وإسقاطاته السلبية مجمل مناحي الحياة والعلاقات الوطنية وعلى مؤسساتنا الوطنية التي تعيش أزمة بنيوية عميقة، وفي ظل واقع عربي مجافي أبرز سماته هرولة بعض الأنظمة الرجعية الرسمية للتطبيع مع الكيان الصهيوني.

وتطرق مزهر في سياق كلمته إلى عدد من الثوابت والمرتكزات الوطنية التي انطلق منها التجمع الديمقراطي حيث انطلق في فلسفته ورؤيته من برنامج وطني تقدمي وحدوي يضع على جدول أولوياته مقاومة الاحتلال ومواجهة كل المخططات التصفوية، والدفاع عن حقوق الناس والتصدي لكل أشكال الانتهاكات بحقهم، ودعوة لجميع أبناء شعبنا بمختلف مكوناته وتلاوينه السياسية والمجتمعية وكل القطاعات الشبابية والنسوية والطلابية والعمالية والنقابية إلى الالتحام مع هذا التجمع لمواجهة التحديات الراهنة، وعودة الحياة الديمقراطية إلى النظام السياسي الفلسطيني.

وشدد مزهر على ضرورة إعادة ترتيب أوضاعنا الوطنية الداخلية على أسس وطنية سليمة ما يتطلب العمل بشكل عاجل على محاصرة كرة النار والصدام والفوضى بهدف تحصين الجبهة الداخلية من أية محاولات تهدد السلم الأهلي والأمن المجتمعي.

 ولفت مزهر إلى أهمية تعزيز الحريات العامة والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير والحق في التجمع والعمل السياسي، مشدداً على ضرورة وقف الاستدعاءات والاعتقالات في الضفة وغزة والإفراج الفوري عن أي معتقل على خلفية سياسية تنظيمية.

ورأى مزهر أن الحوار الوطني الشامل والشراكة الوطنية هما السبيل الوحيد للخروج من نفق الذهاب للمجهول، على أن تكون ضمن أولوياتنا ضرورة الاتفاق على موعد لا يتجاوز عام لإجراء انتخابات شاملة رئاسية وتشريعية ومجلس وطني فلسطيني جديد، على قاعدة احترام نتائج هذه الانتخابات والقبول بها.

وأكد على أن المقاومة بكافة أشكالها خيار استراتيجي لشعبنا كفلته الشرائع والمواثيق الدولية، مما يستدعي التأكيد على أن التناقض الرئيسي مع  الاحتلال على  قاعدة الاستمرار بالمقاومة وبمسيرات العودة والتصدي لجرائم الاحتلال والمستوطنين في الضفة.

ونوه مزهر إلى أن البديل عن برنامج التسوية هو النضال من أجل تنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تؤكد على حق شعبنا في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، وبما يعيد لمؤسسات المجتمع الدولي دورها في العمل على تنفيذ هذه القرارات والضغط على العدو الصهيوني لوقف عدوانه الشامل على شعبنا.

وفي رام الله طالب المئات من النشطاء والقيادات السياسية ظهر اليوم السبت، باسعادة الوحدة، وأكدوا على رفضهم لصفقة القرن، وضروة مواجهة التطبيع.

وفي تصريحات صحفية قال مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية _أحد الأحزاب المشاركة في تشكيل التجمع_: "نحن هنا للدعوة إلى الوحدة الوطنية والمصالحة، كأداة لأسقاط صفقة القرن ووقف التطبيع وإنهاء كل المؤامرات لتصفية القضية الوطنية الفلسطينية".

وتابع: "نحن هنا لرفع صوتنا ضد الاعتقال السياسي والإقصاء السياسي وكل أشكال قمع الحريات العامة للأفراد والأحزاب، وسنمارس ضغطًا شعبيًا من الشارع ليتوحد الطرفين ويرضخا لمطلب الشعب بالوحدة الوطنية".

وحول الآلية التي يمكن العمل عليها للضغط على فتح وحماس لرضوخ لهذه المطالب، أوضح البرغوثي أن "الضغط الشعبي هي الآلية الوحيدة التي ستجبرهما لتحقيق مطالب الشارع الفلسطيني". مشيرًا إلى أن التحركات ستستمر حتى تغير موازين القوى في الشارع الفلسطيني والوصول غايات الشعب بترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وإتمام الوحدة.

فيما قال أمين عام حزب الشعب “فدا” بسام الصالحي، في تصريحات أخرى: إن القوى اليسارية خرجت لإشهار قيام الائتلاف الديمقراطي بالمطالبة بإنهاء الانقسام، وتوحيد الشعب الفلسطيني لمواجهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، بما فيها صفقة القرن، والتطبيع، وتعزيز دعم وصمود المواطن.

وجاب مشاركون بالمسيرة التي دعا لها التجمع الديمقراطي الفلسطيني، شوارع مدينة رام الله، ورفعوا أعلام فلسطين، ولافتات تؤكد على ضرورة الوحدة وإنهاء الانقسام، وضرورة مواجهة صفقة القرن، ومواجهة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، فيما رددوا هتافات تؤكد على مطالبهم.

وأعلن التجمع الديمقراطي قبل نحو عشرة أيام عن انطلاقه رسميًا من رام الله وغزة، لمواجهة التحديات التي تمر بالقضية الفلسطينية، حيث يتشكل التجمع من خمس قوى تتمتع باستقلاليتها التنظيمية، وهي: الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحزب الشعب، وحركة المبادرة الوطنية، والاتحاد الديمقراطي فدا، إضافة لعدد من الشخصيات وممثلي مؤسسات عن المجتمع المدني.

يذكر أن التجمع الديمقراطي الفلسطيني هو تجمع لخمسة من قوى اليسار في الشارع الفلسطيني (حزب الشعب الفلسطيني، الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الجبهة الديمقراطية، المبادرة الوطنية) بالإضافة إلى شخصيات مستقله وعامة في الضفة والقطاع، أعلن عن انطلاقه في الثالث من يناير- كانون ثاني الحالي، كأتلاف يعمل تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية، لتحقيق التوازن في ميزان القوى الحزبي في الشارع الفلسطيني، وليشكل أداة ضغط على كل من حماس وفتح لتحقيق المصالحة و أنهاء الانقسام بحسب بيان الإعلان الصادر عنه.