السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

عن بهاء شجاعية ووحدة حماس السرية.. تفاصيل خاصة تكشفها الحدث (صور)

2019-02-18 05:28:02 AM
عن بهاء شجاعية ووحدة حماس السرية.. تفاصيل خاصة تكشفها الحدث (صور)
راجي الهمص وهو يهز بيده فنجان القهوة على البث المباشر لقناة الأقصى والتي اعتبرها الاحتلال إشارة مشفرة لبعض الخلايا والعناصر التابعة للمقاومة بالضفة

الحدث ــ محمد بدر

في 16 ديسمبر الماضي، اعتقلت قوات الاحتلال بهاء شجاعية 22 عاما، على حاجز حزما، بينما كان في طريقه لجامعة القدس التي يدرس فيها. تم نقل بهاء إلى مركز تحقيق عسقلان، حيث خضع لتحقيق مكثف استمر لأكثر من 38 يوما في زنازين ومكاتب التحقيق. وبعد انتهاء التحقيق معه، حيث لم يكن هناك أي اعتراف من طرفه، وجهت له المحكمة العسكرية الإسرائيلية في عوفر تهمتي الدخول لمنطقة عسكرية مغلقة بدون تصريح، ورفع راية حماس خلال استقباله في اعتقاله السابق.

يقول أبو بهاء لـ"الحدث" إن ابنه تعرّض لتحقيق مكثف جدا، وإن اتهامه برفع راية حماس كان بناء على الصور والفيديوهات التي انتشرت بعد الإفراج عنه، وكذلك تهمة وجوده في منطقة عسكرية مغلقة، كانت بالاستناد لشهادة الجنود في الحاجز، ولكنه (بهاء) لم يقرّ بما وجهته له المخابرات الإسرائيلية. وأضاف: "تابعنا مع المحامي قضيته وأوضح لنا أن التهم الموجهة له ليست بخطيرة وغير مقلقة".

ويوّضح (أبو بهاء) أن العائلة صدمت وتفاجأت، قبل أيام، بما أورده الإعلام الإسرائيلي حول قضية ابنه نقلا عن الشاباك، حيث أُشير إليه كعضو في وحدة سرية لحماس تعمل من خلال توجيهات مقدمي البرامج في فضائية الأقصى. وجاء في التقارير الإسرائيلية، كذلك، أن "بهاء اعترف في التحقيق أن ناشطا من حماس جنّده للعمل العسكري، وأوضح له أن تلك الإشارات هي للتحرك والعمل وستكون من خلال فضائية الأقصى".

لائحة اتهام بهاء

اطلعنا في "الحدث" على لائحة اتهام بهاء، التي زودتنا بها العائلة، وكانت على النحو التالي:

البند الأول:  رفع راية حماس خلال استقباله بعد الإفراج عنه في اعتقاله السابق.

البند الثاني: حيازة مواد غير قانونية (راية حماس). وهو متعلق بالبند الأول.

البند الثالث: الدخول لمنطقة عسكرية مغلقة بدون تصريح.

ويتبيَن بعد الاطلاع على لائحة اتهامه عدم وجود أي بند يشير لما ورد في تقارير الإعلام الإسرائيلي، خاصة وأنها (التقارير) أشارت لاعترافه المباشر بعضويته في "الوحدة السرية" التابعة لحماس، وتلقي إشارات من خلال فضائية الأقصى.

ويشير أبو بهاء أن هذه التقارير أضرت نفسيا بالعائلة في اتجاهين، الأول: أنها أصبحت تخشى أن يقضي ابنها فترة أطول في السجن، في حال شكلّ النشر الإعلامي وسيلة ضغط خفية يمكن أن تؤثر على قرار القضاة، بحيث تصبح الضجة الإعلامية التي أثيرت حول ابنه من المعايير التي سيتعامل على أساسها القضاة، والثاني: أن البعض بدأ يُطلق الشائعات استنادا لما ورد في هذه التقارير بأن بهاء اعترف خلال التحقيق على أشخاص مرتبطين بالجناح العسكري لحركة حماس وبناء على ذلك تم الكشف عنهم واعتقالهم.

معلومات الشاباك كاذبة

وهذه ليست المرة الأولى التي ينشر فيها الشاباك معلومات كاذبة، مدعيا تحقيق إنجازات وهمية تتعلق بكشف خطط للمقاومة أو اعتقال مجموعات تابعة لها.

ففي 13 يناير الماضي، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن جيش الاحتلال اعتقل مجموعة عسكرية تابعة لحماس في الضفة الغربية، مشيرةً إلى أن الشاب موفق أبو زيتون من بلدة دير الغصون قضاء طولكرم، هو أحد أفراد المجموعة التي تم اعتقالها، ونشرت سلاحا قالت إنه ضبط في منزله.

اتصلت الحدث بعائلة الشاب أبو زيتون، وتبيّن أنه قد تم الإفراج عنه بعد ساعات من اعتقاله. وأبدت العائلة استغرابها وسخريتها مما نشره الإعلام الإسرائيلي نقلا عن الشاباك.

وأشار عبد السلام  شقيق الشاب موفق أن قوة عسكرية إسرائيلية اقتحمت منزل شقيقه في التاريخ المذكور، وصادرت سلاحا من نوع "خرطوش" (سلاح صيد)، رغم أنه مرخص من قبل السلطة الفلسطينية. موضحا بأن شقيقه أكد للمحققين الإسرائيليين أن السلطة رخصت له السلاح لأن لديه مزارع أغنام وأبقار.

وأضاف أن محققي الاحتلال وعدوا شقيقه خلال التحقيق، بإعادة البندقية له بعد التأكد من أنها مرخصة من قبل السلطة الفلسطينية، وأبلغوه أيضا بانتهاء التحقيق معه وإغلاق الملف، وبناء على ذلك تم الإفراج عنه في وقت لاحق من نفس اليوم.

الأمن والإعلام

وتلجأ المخابرات الإسرائيلية لهذا النوع من الكذب والتضليل من أجل زرع تصورات نوعية عنها، بأنها قادرة ودقيقة وبارعة وخارقة، وهو ما يساهم في المحافظة على شعور الإسرائيلي بالأمن، لأن مثل هذه التقارير والمعلومات تزيد من اعتقاده بقدرة هذه المخابرات على الحفاظ عليه وأمنه، وهو أكثر يحتاج إليه الإسرائيلي ليبقى على أرض فلسطين.

كما أنها تحاول أن تقنع الإسرائيلي أنها متفوقة على العقل العربي والفلسطيني ومتقدمة عليه، وتهدف من خلال هذه الفكرة، لإشباع الشعور بالتميّز والتفوق لدى "اليهودي"، حيث أن هذا الشعور مترسخ في العقيدة التوراتية وهو بحاجة لإمداد معلوماتي وعملي مستمر لبقائه. بالإضافة إلى أن الأكاذيب، أيضا، تعتبر إحدى وسائل المخابرات الإسرائيلية في محاربة المقاومة سواء على المستوى العملي أو النظري.

لائحة اتهام بهاء شجاعية قناة الأقصى وشيفرة لخلايا الضفة