الخميس  18 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مار سابا.. دير تاريخي ممنوع على النساء

2019-02-26 09:52:26 AM
مار سابا.. دير تاريخي ممنوع على النساء
دير مار سابا

الحدث الثقافي 

دير مار سابا يقع قرب بيت لحم في فلسطين المحتلة، بني قبل نحو 1500 عام ويضم جثمان مؤسسه سابا ومقبرة للرهبان. يتميز بمعماره الخاص وبقوانينه الفريدة، ومنها منع النساء من دخوله وحظر أكل التفاح فيه. 

الموقع
يقع دير مار سابا في صحراء وادي القدرون التي تبعد نحو عشرين كلم عن مركز مدينة بيت لحم بالضفة الغربية. ويحتاج الوصول إلى المكان المرور ببلدة العبيدية والسير عدة كيلومترات في منعطفات ومنعرجات تتخللها مناظر خلابة للتلال والجبال.

التأسيس
بُني دير مار سابا بطريقة هندسية فريدة قبل 1500 عام بيد الراهب سابا ومعه مجموعة من الرهبان على سفح أحد الجبال، ويكاد يكون الدير منحوتا في بطن الجبل. ويرمز إلى حياة "الرهبنة الصعبة"، لذلك يقصده رجال الدين المسيحي من كان مكان في العالم.

وبحسب مصادر الدير، فإن سابا صار راهبا وعمره ثماني سنوات، وجاء إلى منطقة بيت لحم وعمره 18 عاما، وتوفي عام 532 ميلادي. وتوجد جثته في الدير داخل تابوت زجاجي، كما توجد فيه مقبرة دفن بها الرهبان ورجال الدين الذين توفوا داخله.

تحفة معمارية
يذكر المسؤولون الفلسطينيون أن الدير يتميز بكونه تحفة معمارية، حيث يرتفع في أجزاء منه إلى عدة طبقات، إضافة إلى العديد من الأبواب والممرات الضيقة التي تؤدي إلى أقسام متعددة من المبنى الذي يضم نبع ماء، وكذلك مجموعة من الآبار لجمع مياه الأمطار.

وهناك العديد من الرهبان المهمين الذين أقاموا فيه، ومنهم يوحنا الدمشقي عام 720 ميلادي خلال الفترة الأموية، حيث كان الدير تجمعا للرهبان. وشهد البناء تفاعل العديد من الحضارات، وآخر مرة جرت فيه أعمال ترميم وبناء كانت عام 1840 من قبل الكنيسة الروسية.

قوانين
تُتداول حكايات وقصص كثيرة حول دير مار سابا، ومنها أن مياه نبعه تشفي من الأمراض.

ويواصل الدير تطبيق تقليد قديم يمنع النساء من دخوله، لكن يمكنهن الوصول إلى مدخله والوقوف ببابه أو النظر إليه من الخارج، والحصول على شربة من نبع مائه أو بعض طعامه للبركة، لكن دخولهن إليه ممنوع. وذكرت تقارير إعلامية أن السبب وجود قناعة بأن زلزالا سيضرب الدير إذا ما دخلته امرأة.

وبحسب ما ذكرته صحيفة "الشرق الأوسط" في أحد أعدادها لعام 2010؛ فإن من بين القوانين الموجودة في الدير المنع من أكل التفاح، وسبب ذلك أن سابا أراد أن يأكل تفاحة في غير موعدها لكنه رأى في ذلك شرَهاً فلم يأكلها.

ويرفض القائمون على الدير ربطه بالكهرباء أو المياه أو وسائل الاتصال الحديثة ومنها الإنترنت، وفسر أحد المقيمين به ذلك -في حديث لوسائل إعلام عام 2010- بقوله "لا نريد لشيء أن يشوش على اتصالنا بالله، الكهرباء والتلفزيون والإنترنت ستأخذ من وقتنا وتشوش على عقولنا، وبالتالي على اتصالنا بالله".

تراث عالمي
عند إعداد وزارة السياحة والآثار الفلسطينية قائمة تمهيدية للمواقع الأثرية المرشحة للانضمام إلى قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للتراث العالمي عام 2016، كان دير مار سابا في صدارة عشرين موقعا.

والقائمة كانت معدة سلفا لكن المساعي في هذا الصدد تسارعت بعد أن أصبحت فلسطين تتمتع بعضوية كاملة في اليونسكو عام 2011.

ومن بين المواقع الأخرى في قائمة المواقع المرشحة: جبل جرزيم، وكهف شقبا، وتل أم عامر، وميناء غزة القديم، وقرى الكراسي، وبلدة الخليل القديمة. ونجح الفلسطينيون في تسجيل المدرجات المائية في قرية بتـّـير على لائحة التراث العالمي.

وقال مسؤول ملف التراث العالمي في وزارة السياحة والآثار الفلسطينية أحمد الرجوب، لوكالة رويترز للأنباء في مارس/آذار 2016 "لدينا أولويات في تسجيل بعض المواقع الفلسطينية على لائحة التراث العالمي في اليونسكو، وبالتأكيد هذا الدير (دير سابا) يستحق أن يكون على لائحة التراث".

 

المصدر