الجمعة  19 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الكشف عن سر شيوع الاكتئاب بين النساء

2019-05-23 01:51:10 PM
الكشف عن سر شيوع الاكتئاب بين النساء

 

الحدث الصحي 

عرف العلم الآن بشكل لا يقبل الشك بأن النساء أكثر عرضة من الرجال للاكتئاب، لكن أسباب ذلك بقيت غير معروفة. دراسة أميركية علمية تعزو ذلك إلى التأثير المختلف للالتهابات على دماغ المرأة عنه في دماغ الرجل.

إيلاف من كولون: يعاني في ألمانيا5,3 ملايين ألمانية وألماني(من سن18-79 سنة) من الاكتئاب بدرجات مختلفة، وهو ما يشكل8,2% من السكان. وتكشف الدراسات السابقة ان الألمانيات أكثر عرضة للاكتئاب من الألمان 2-3 مرات. 

وتوصل اتحاد شركات التأمين الصحي إلى أن واحدة من كل أربع نساء عانت مرة في الأقل من الاكتئاب في حياتها، مقارنة بواحد من كل ثمانية رجال عاش نفس التجربة.الأدهى من ذلك هو أن أعراض الاكتئاب عند النساء أكثر شدة وأكثر مناعة ضد العلاج. هذا مع العلم ان نسبة النساء والرجال للاكتئاب تتقارب إلى حد ما مع تقدم السن.

سبق لمنظمة الصحة العالمية أن حذرت من انتشار الاكتئاب بين الناس على المستوى العالمي، وخصوصاً بين النساء. وتكشف الاحصائيات في العالم الصناعي ان الاكتئاب يدمر حياة المزيد والمزيد من البشر، وان هذا الاكتئاب يكلف الغرب أموالاً طائلة، تنجم عن عدم القدرة على العمل وعن كلفة علاج هذا المرض. 

ولذلك فقد صنفت منظمة الصحة العالمية الاكتئاب كأهم عامل يسبب العجز عن العمل على المستوى العالمي. وقدرت المنظمة اصابة 300 مليون إنسان بالاكتئاب على المستوى العالمي، وترتفع نسبته بين النساء الشابات من عمر14-25 سنة أكثر من الضعف عن الشباب من نفس العمر.

إنعدام المتعة

تظهر دراسة اميركية جديدة حول الموضوع أن لشيوع الاكتئاب بين النساء علاقة بالالتهابات وتأثيرها المباشر على مركز المكافأة في الدماغ. ويوجد مركز المكافأة في الدماغ في منطقة اسمها ventral striatum ويتألف مجموعة من هياكل الدماغ والمسارات العصبية التي هي مسؤولة عن الإدراك، بما في ذلك التعلم التعاوني (في المقام الأول الإشراط الكلاسيكي والتعزيز الفعال)، (أي التحفيز و"الرغبة" في المكافأة) والمشاعر الإيجابية، ولا سيما العواطف التي تنطوي على المتعة.

 ويكافئ "نظام المكافأة" الدماغي الإنسان حينما يقوم بسلوك معين يروقه، ويؤدي ذلك عن طريق تفعيل الدوائر العصبية المرتبطة بالشعور بالمتعة. وهذا يحفز الشخص على تكرار الفعل مصدر المكافأة.

وتوصلت البروفيسورة ناومي ايسنبيرغ، من جامعة كاليفورنيا في لوس انجلس، إلى ان الالتهابات في النساء تسبب حالة انعدام المتعة Anhedonia عند النساء ولاتسببها عند الرجال.

ستنشر نتائج الدراسة في مجلة Biological Psychiatry: Cognitive Neuroscience and Neuroimaging وتقول ان انعدام المتعة هي عدم القدرة على الشعور بالسرور عند عمل شيء كان عمله في السابق يدعو إلى الانشراح، وهي  درجة تسبق الإصابة بالاكتئاب ومن أهم المؤشرات الأولية على المرض. وتعبّر حالة انعدام المتعة عن نفسها في تخطيط الدماغ في ضعف نشاط مركز المكافأة.

افتعال الالتهابات بالسم الداخلي

أجرت ايسنبيرغ وفريق عملها تجاربها على 115 متطوعاً سليمين صحياً( لا يعانون من الاكتئاب) شكلت النساء 69 متطوعاً منهم. وافتعل الباحثون حالة التهاب في مجموعة من المتطوعين عن طرق زرقهم بجرعات خفيفة من سم داخلي(اندوتوكسين)، بينما زرقوا المجموعة الاخرى بماء مقطر باعتبارهم مجموعة مقارنة (بلاسيبو).

وبعد ساعتين من الانتظار، كانت تكفي كي يعطي السم مفعوله، طلب الباحثون من أفراد مجموعة الاندوتوكسين تنفيذ عمل ما لقاء مكافأة مالية. وتم رصد تأثير السم على سلوك المجموعة بواسطة أجهزة الكشف بالرنين المغناطيسي.

وكانت النتيجة هي رصد ضعف نشاط مركز المكافأة الدماغي فيventral striatum، كما رصدوا الاختلاف في هذه النشاط الضعيف بين أدمغة النساء والرجال. إذ أدى الالتهاب الذي سببه السم الداخلي إلى ضعف كبير في عمل مركز المكافأة مقارنة بالرجال وبأفراد مجموعة البلاسيبو (الماء المقطر). بينما لم يتم رصد أي ضعف يذكر في ركز المكافأة عند الرجال.

وذكرت الباحثة مونيا مويني، التي شاركت في التجارب، ان النتائج تكشف بأن الالتهابات المزمنة عند النساء تجعلهن أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالاكتئاب. ونصحت الباحثة مويني الأطباء بتوفير رعاية أكبر للنساء اللواتي يعانين من الالتهابات المزمنة، لأنهن أكثر عرضة من غيرهن للإصابة بالاكتئاب. وربما يمكن تشخيص علامات الاكتئاب المبكر فيهن بشكل أسهل يتيح علاجهن بشكل مبكر من المرض.

وهي أول دراسة من نوعها تسلط الضوء على أسباب شيوع الاكتئاب بين النساء أكثر من الرجال، بحسب رأي البروفيسورة ايسنبيرغ.

النساء يتعاطين مهدئات أكثر

في تقرير لشركة"بارمر" للتأمين الصحي، التي يشترك فيها نحو9,1 ملايين ألمانية وألماني، جاء ان النساء يتعاطين المهدئات، ومسكنات الألم، وعقاقير معالجة الاكتئاب 300 في المائة أكثر من الرجال. وأشار التقرير إلى وجود2,1 مليون مدمن على هذه الأدوية في ألمانيا، تشكل النساء نسبة الثلثين (800 ألف امرأة).

عموماً كان تعاطي النساء لمضادات الاكتئاب302 في المائة أكثر من الرجال، وتنخفض هذه النسبة إلى269 في المائة في حالة الأدوية المهدئة، وإلى266 في المائة في حالة العقاقير التي تساعد على النوم، وإلى 126% في حالة أدوية معالجة أمراض القلب والدورة الدموية.

البروفيسور راينر ثوماسيوس، من جامعة هامبورغ الطبية، لاحظ ان دراسة "بارمر" لم تشمل الأدوية المهدئة والمضادة للألم التي تصرف في الصيدليات دون الحاجة إلى وصفة الطبيب. وأشار ثوماسيوس إلى كميات هائلة من الأسبرين والباراسيتامول وغيرها التي يتعاطاها الألمان بالأطنان سنوياً.