الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الدبلوماسية الفلسطينية في مواجهة صفقة القرن

2019-06-20 03:48:18 PM
الدبلوماسية الفلسطينية في مواجهة صفقة القرن
نتنياهو وترامب وكوشنر

الحدث - إبراهيم أبو صفية

يترقب الفلسطينيون والمهتمون، مخرجات  مؤتمر البحرين في أواخر حزيران الجاري، حيث لم يبق سوى بضعة أيام على عقده، في ظل مخاض حقيقي لبعض الدول في حسم قراراتها بالمشاركة من عدمها، إذ يعتبر هذا المؤتمر الخطوة الفعلية الأولى لخطة الإدارة الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية.

ويعتبر حجم المشاركة والقرارات الفاعلة هو من يحدد طبيعة نجاح أو فشل المؤتمر، رغم أن أصحاب الشأن والذين تدور حولهم القرارات لن يشاركوا، وهناك إجماع وطني فلسطيني برفضه، بل والمحاولة في تحييد بعض الدولة عن المشاركة والانخراط بصفقة القرن الأمريكية.

وفي خضم الترقب، يتساءل البعض عن دور الدبلوماسية الفلسطينية التي لم تستطع إقناع الدولة العربية المستضيفة عن حجم الدور الأمريكي في تصفية القضية الفلسطينية، وكذلك الدول التي ستشارك دون أن تلتفت للموقف الفلسطيني الداعي لها بعدم المشاركة والتصدي للمؤامرة الأمريكية.

في أواخر العام الماضي، طرحت الولايات المتحدة الأمريكية قرارا في الأمم المتحدة لإدانة المقاومة في قطاع غزة وإطلاق الصواريخ على مستوطنات الغلاف، فتفاجأ الفلسطينيين آنذاك، بأن عددا كبيرا من الدول الأوروبية ودول العالم وافقت على القرار الأمريكي، حيث أيدت 87 دولة المشروع الأمريكي مقابل 57 ضد و30 دولة امتنعت عن التصويت، فاعتبر البعض حينها بأن هناك تراجعا حقيقيا لدور الدبلوماسية الفلسطينية، وخصوصا في ظل عدم قدرتها على منع بعض الدول الالتحاق بالركب الأمريكي بنقل سفاراتها للقدس.

اليوم وبعد ازدياد وتيرة المؤامرة ضد القضية الفلسطينية؛ برزت الكثير من الأسئلة عن دور السفارات الفلسطينية في العالم، ودور وزير الخارجية الفلسطيني، والدبلوماسية الفلسطينية بشكل عام وتصديها لهذه المخططات وتحشيد الرأي العام الدولي الداعم للقضية الفلسطينية.

وقال  الكاتب  الإسرائيلي "بن كسبيت"، في تقرير نشره في موقع المونيتور، إنه على الرغم من أن السلطة الفلسطينية في حالة إفلاس والرئيس عباس في مأزق؛ إلا أن رفضه وتحديه للمؤتمر يثبت أن الزعيم الفلسطيني المخضرم يتمتع بمكانة أكثر استقرارًا في المنطقة ويملك حق النقض (الفيتو)، حتى ضد الولايات المتحدة.

وأوضح  "بن كسبيت"، أن الاستراتيجية الأمريكية لإضعاف السلطة الفلسطينية، ودفع الرئيس عباس إلى الاستسلام، قد فشلت ووصلت إلى طريق مسدود تاريخي.

 

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل أبو يوسف، إن الدبلوماسية الفلسطينية تواصل حراكها لثني الدول عن المشاركة في مؤتمر البحرين، ومواجهة صفقة القرن، وأنها لن تمل في إيصال الصوت الفلسطيني لكل دول العالم.

وأوضح أبو يوسف لـ "الحدث"، أن ما حققته الدبلوماسية من إخراج الصين وروسيا في بيانات تؤكد على أن القضية الفلسطينية لا تحل إلا عبر حل الدولتين، وكذلك رفضهما للمشاركة في مؤتمر البحرين، يعد انجازا في مسيرة المواجهة.

وأشار إلى أن الخارجية الفلسطينية تواصلت مع  مملكة البحرين وطلبت منها عدم استضافة المؤتمر، ووجهت دعوات إلى الدول العربية لعدم المشاركة، وتواصل الدبلوماسية الفلسطينية في العمل على إخراج موقف رافض لمخرجات المؤتمر والصفقة.

وبين أن هناك ركائز رئيسية يتم العمل بها من أجل التصدي لصفقة القرن ومخاطرها على القضية الفلسطينية وتداعيات إعلان ترمب بالاعتراف بالقدس، ووقف المساعدات الأميركية، أولا تفعيل العمل الدبلوماسي في كافة المحافل الدولية وعبر منظمات الأمم المتحدة وأهمها مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة واستكمال الانضمام للمنظمات الدولية، والركيزة  الثانية تصعيد المقاومة الشعبية على الأرض وتطويرها للتصدي للمخططات الاحتلالية، الثالثة فلسطينيا فهي ضرورة إتمام المصالحة الفلسطينية مؤكدا على اهمية ترتيب البيت الفلسطيني في ظل التحديات والمخططات التي تستهدف القضية الفلسطينية.

وأكد على أن  عدالة القضية الفلسطينية لا بد أن توحد العالم وصولا لأن يضغط باتجاه حل الدولتين والذي يجمع عليه الاتحاد الأوروبي والصين وروسيا وهذه دول كبرى لن يتم تجاوزها في أي حل مقبل، إضافة إلى  أن المسار الدبلوماسي والسياسي الذي تمضي فيه القيادة الفلسطينية لابد أن يأتي ثماره.

بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي، أشرف عكة، إن الدبلوماسية الفلسطينية تتبع استراتيجية التريث والانتظار، حتى حصول حدث يغير موازين القوى، ويساهم في فرض رؤيتها القائمة على حل الدولتين.

وأشار عكة لـ " الحدث"، أن الحدث الذي تنتظره الدبلوماسية الفلسطينية مثل ما حصل عام 1974 وهو عندما حصلت  منظمة التحرير الفلسطينية على مقعد مراقب في الأمم المتحدة، وكذلك ما حدث عام 2012 وإعلان دولة فلسطين عضو مراقب في الأمم المتحدة، لذلك تتريث حتى حصول حدث جديد يساهم للوصول إلى ما تهدف إليه.

وأوضح، أن الدبلوماسية الفلسطينية استطاعت تحييد روسيا والصين عن مؤتمر البحرين وهذا يشكل نجاح، إضافة إلى الحفاظ على موقف الاتحاد الأوروبي الثابت حول نظرته لحل الصراع الفلسطيني - " الإسرائيلي" القائم على حل الدولتين أيضا.

وأكد على أن علاقة السلطة الفلسطينية ستتأثر مع الدول العربية المشاركة المستضيفة لـ مؤتمر البحرين والذي يمهد لتصفية القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن الدول العربية تسعى إلى تشكيل حلف يواجه إيران في المنطقة، بعيدا عن ماذا يحدث لفلسطين وخسارة القضية الفلسطينية، لذلك ستتأثر العلاقة لتخلي العرب عن فلسطين.

وفي ذات السياق قال الكاتب والمحلل السياسي عادل سمارة، إن من الواضح أن الدبلوماسية الفلسطينية غير قادرة على منع أو اقناع من ينتظم بالفلك الأمريكي؛ بسبب أن المشروع أمريكي بالأساس.

وأوضح سمارة لـ" الحدث" أن كل التوابع العربية في الفلك الأمريكي لا تنظر للقرار الفلسطيني و موقفه ودعواته لعدم الحضور والقبول، ورغم أن الصفقة شكل من أشكال الحرب، إلا أنها غير قادرة على رفضها.

وبين أن الموقف الفلسطيني أيضا خجول أمام الدول العربية خصوصا عندما يخرج أحد الساسة الفلسطينيين ويصرح بأن العرب لم يفرطوا بالقضية الفلسطينية، فهذا موقف لا يمت مقاومة الصفقة بصلة.

وأشار إلى أن الدبلوماسية الفلسطينية غير قادرة على تغيير وجهات نظر الدول العربية، كونها تعتمد على الريع منها وهي بذلك " تدس السم بالدسم" على حد وصفه، مضيفا غير أن بعض هذه الدول المشاركة هي ضحية الصفقة  كـ "الأردن".

ولفت إلى أن من الممكن أن تقنع شخص رأيه من رأسه ولكن لن تستطيع اقناع شخص رأيه من غيره، لذلك الأنظمة العربية مأمورة ولن تخضع للضغط الفلسطيني بل ستبقى بالفلك الأمريكي.

وأردف أن من غير المقبول أن نخدع القارئ أو المشاهد بأن هذه الدول قرارها من ذاتها وأنها صاحبة قرار، لذلك لا بد من تفنيد هذه الصورة عن الدول العربية.

 

 

 

© AP PHOTO / ARIEL SCHALI