السبت  27 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أزهار ومحمد.. عندما يحوّلان "جلبوع" إلى صالة أفراح

2019-07-28 10:20:47 AM
أزهار ومحمد.. عندما يحوّلان
سجن جلبوع

الحدث - رولا حسنين

كلما حاولنا وضع حدود للتضحية التي يتمتع بها الشعب الفلسطيني، أو لقناعاته الراسخة تجاه قضيته العادلة، أو لإمكانياته في تذليل سبل العيش من أجل أن يحظى بلحظات من الفرح في خضم الأوجاع التي يصرّ الاحتلال على تسببها له، نعجز عن خطّ هذا الحد؛ لأن النماذج كل يوم تسطر معاني الفداء التي يكتسبها الفلسطيني بالفطرة ربما، أو من اليقين بضرورة العيش وأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة.

شهدنا أمس في مدينة نابلس "جاهة دون عريس"، ذهبت عائلة الأسير محمد العزيزي (28 عاماً) لقراءة فاتحته على الفتاة أزهار عامر (22 عاماً) من نابلس أيضاً. بينما كان سجن "جلبوع" حيث يقبع الأسير العزيزي قسراً منذ عام، يعجّ بالفرحة وكأنه صالة أفراح.

جاهة بلا عريس

العروس أزهار عامر تحدثت إلى مراسلة "الحدث" عن بداية خطبتها بالأسير العزيزي، فقالت: في شهر رمضان التقت بي خالة العريس خلال صلاة التراويح في إحدى المساجد، وكانت قد أخبرت شقيقتها "والدة محمد" عني، وجرى اتصال بين العائلتين وتم تحديد موعد زيارة لنا.

وأشارت: في البداية كان الأمر صعباً عليّ، إذ سأرتبط بأسير، لا أعرف عنه شيئاً من قبل، ولا أعرفه شكلاً حتى، ولكن إصرار عائلته على القدوم لمنزل عائلتي كانت فاتحة خير، استشعرت أن الله يريدني أن أتقاسم ومحمد أجر الجهاد.

الأسير العريس محمد العزيزي

ولكن اللافت في قصة أزهار ومحمد أنهما اجتمعا في لقاء لم يستمر أكثر من 10 دقائق، في سجن "جلبوع"، حيث صدر تصريح زيارتها لشقيقها الأسير زيد عامر والذي أشاد لها بمحمد وشجعها على الزواج منه، وكانت عائلة محمد في زيارة نجلها أيضاً، فاتفقت العائلتان على أن تتركا مساحة من الوقت  لهما ليتحدثا ويتعرفا على بعضهما البعض، الأمر الذي تمّ بالفعل.

أزهار طالبة الدراسات العليا في جامعة النجاح، اعتبرت ارتباطها بالأسير محمد العزيزي رسالة تضحية؛ فالأنثى شريكة الرجل في نضاله وجهاده، ولا يقلّ دورها عن دوره، وعن ماهية العقبات التي من الممكن أن تعيشها أزهار نتيجة ارتباطها بأسير من المقرر أن يمضي عاماً آخر في السجن، قالت: أعلم أن صعوبات كثيرة ستواجه فتاة قررت الارتباط بأسير، ومن المحتمل أن يعيد الاحتلال اعتقاله أكثر من مرة، ولكن هؤلاء الشباب الذين ضحوا لأجل الوطن، لا بد أن نضحي نحن لأجلهم أيضاً.

وأضافت: أمس كانت الفرحة منقوصة، بلا عريس، وبلا شقيقي الأسير زيد عامر والمتهم بالمشاركة في عملية "ايتمار" عام 2015، ولكن ننتظر فرحاً قادماً إن شاء الله.

الأسير زيد العامر

ولا بدّ أن ارتباط الأسير اجتماعياً، يساهم في تخفيف معاناته اليومية داخل سجون الاحتلال، إذ يكون دائم التفكير بمستقبله مع الفتاة التي اختارها شريكة حياته، وهذا ما أكدته غفران زامل خطيبة الأسير حسن سلامة المحكومة بالسجن المؤبد مدى الحياة، حيث أكدت في حديثها لـ "الحدث": أنه لا شك ان الاحتلال وعبر احكامه العالية التي يصدرها بحق الأسرى وإجراءاته التعسفية بحقهم من عزل انفرادي ومنع زيارة وفرض عقوبات عليهم جزء منها عامل نفسي اذ يريد ان تتحطم معنويات الاسير، كما يريد له انقطاعه عن عالمه الخارجي وامتداده الاجتماعي لذلك فإن خطوة الارتباط بأسير هي أكبر رد على هذا المحتل، بأن الأسير يستطيع ان ينتزع حقه بالحياة من بين كل العقوبات والإجراءات التي تفرضها عليه، فهذا الارتباط أبلغ رد على هذا المحتل ان كان يريد لأسرانا الموت فإننا نمنح لهم الحياة.

وأضافت: ارتباط الأسير بشريكة حياة هو بمثابة إعادة الحيوية لحياته فاليوم له زوجة تشاركه حياته ومعاناته وهذا عامل نفسي مهم يسهم بالتخفيف عنه، إضافة إلى أنه تجديد للأمل الذي يحيا به  بأن هناك فتاة تنتظره تكمل معه الحياة تشاركه تفاصيلها.