السبت  12 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مقتل البغدادي لن يغير قواعد اللعبة بالنسبة للرئيس الأمريكي ترامب

2019-10-31 12:42:51 PM
مقتل البغدادي لن يغير قواعد اللعبة بالنسبة  للرئيس الأمريكي ترامب
ترامب ، البغدادي

 

 الحدث- جهاد الدين البدوي 

نشر موقع ذا هيل مقالاً للكاتب نيال ستانيج تحدث فيه أن الرئيس دونالد ترامب حقق نجاحاً كبيراً في اغتيال زعيم داعش أبو بكر البغدادي يوم السبت الماضي، ولكن الخبراء السياسيين يعتقدون أن هذا النجاح لن يغير من وضعه الداخلي بالنسبة للمشكلات التي يعاني منها.

 ويضيف ستانيج ان الجمهوريين الذين يقبلون بمقتل البغدادي الذي فجر نفسه أثناء ملاحقة ملاحقته من قبل القوات الأمريكية، أقل أهمية من مقتل مؤسس القاعدة أسامة بن لادن في عام 2011 أثناء فترة ولاية الرئيس السابق أوباما.

وينقل ستانيج عن أحد استراتيجيي الحزب الجمهوري الذي له صلة بالبيت الأبيض: "هذا مختلف عن أسامة بن لادن؛ لأن الجميع كان يعرف هوية الإرهابي، وفي المقابل لم يكن الكثير من الناس يعرفون من هو زعيم "داعش ".

وينقل الكاتب عن دان جودي وهو استراتيجي جمهوري أيضاً: "إنه من المهم الاعتراف بأهمية زوال البغدادي – لكن النظر اليه من خلال تأثيره في المنظور الداخلي.

 ويضيف جودي: " من الناحية الإستراتيجية، إنها صفقة ضخمة، كما ويعتبر نصر كبير، وأعتقد أن الناس يدركون ذلك". "لكن معظم الناس لم يعترفوا بالبغدادي، بينما احتل أسامة بن لادن مكانًا فريدًا في النفسية الأمريكية".

ويرى الكاتب أنه إذا ثبت أن هؤلاء الخبراء على صواب، فمن المحتمل أن يثبت ذلك خيبة أمل للرئيس.

 وقد حاول الرئيس ترامب اثارة مقتل البغدادي عبر تويتر قبل الإعلان الرسمي عن مقتله صباح الأحد، وسط صخب في غرفة الاستقبال الدبلوماسية في البيت الأبيض، وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" إنه كان يأمل بتحويل مقتل البغدادي إلى "لحظة مهمة في إرثه السياسي".

ويبوضح الكاتب بأن الرئيس استعان بلغته المتقلبة لوصف مصير البغدادي. عندما أشار إلى زعيم تنظيم الدولة على أنه "مات مثل الكلب" وقال إنه كان "يبكي ويصرخ".

وأثناء حديث الرئيس في مؤتمر للشرطة بشيكاغو يوم الاثنين أكد ترامب أن البغدادي كان يجب أن يقتل قبل سنوات، "ورئيس سابق كان عليه قتله".

ويؤكد الكاتب بأن أوباما حصل على زيادة بشعبيته بعد اغتيال أسامة بن لادن في الثاني من مايو 2011. وهو

وبحسب استطلاع اجراه معهد "غالوب"، للأسبوع الذي سبق ذلك اليوم، لم يوافق عدد كبير من الأمريكيين على أداء أوباما الوظيفي، فقد عارض أداء أوباما 47%، مقابل 44% كانت تدعم أداءه، إلا أن هذه النسبة زادت بعد أسبوع إلى 51% دعمت أداءه مقابل 40% لم توافق على أدائه.

 وعندما ترشح أوباما لإعادة انتخابه في العام التالي، قام نائب الرئيس جو بايدن بتلخيص إنجازات إداراته، بقتل أسامة بن لادن، وإنقاذ صناعة السيارات قائلاً: "لقد مات ابن لادن ، وعاشت "جنرال موتورز".

ويرى الكاتب بأنه من غير المحتمل أن يؤدي مقتل البغدادي إلى تأثير سحري على ترامب، ليس فقط لأن زعيم تنظيم الدولة أقل شهرة من أسامة بن لادن، ولكن أيضاً لأن ترامب نفسه شخصية مثيرة للانقسام.

 ويضيف الكاتب بأن موقف ترامب مرتبط بشكل أقرب بالشؤون الداخلية مثل إجراءات محاكمته ووضع الاقتصاد. ومع ذلك، فإن نجاح الغارة حظي بالثناء حتى من أعداء ترامب ، بما في ذلك رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب آدم شيف. الذي وصف اغتيال البغدادي بأنه انتصار مهم ويوم عظيم ولكنه لم يثنِ على ترامب. بل انتقد قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، والذي كان يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه تخلي عن الأكراد الذين قاتلوا إلى جانب القوات الأمريكية.

ومما لا شك فيه أن بعض الجمهوريين يجادلون بأنه حتى لو لم تغير عملية اغتيال البغدادي شعبية ترامب، فإنها قد تمنحه على الأقل قسطا للتنفس من المسؤولين المنتخبين من الحزب الجمهوري الذين انتقدوا صراحة الانسحاب من سوريا.

وقال جودي: "كان العديد من الجمهوريين، خاصة في الكونغرس، غير راضين عن سحب القوات الأمريكية". ويضيف إلى أن العملية الأخيرة "قد تخفف من الضغط عليه بسبب قراره".

وينقل الكاتب عن الخبير الاستراتيجي الذي أصر على عدم الكشف عن هويته: ان العملية يمكن أن يكون لها تأثير مختلف، وهو "تعزيز حقيقة أن ترامب هو قائد قوي لقاعدته". على النقيض من ذلك، شعر الديمقراطيون في الكونغرس بالسخط لأنهم لم يتلقوا معلومات عن الغارة ضد البغدادي.

ويورد الكاتب عن السيناتور الديمقراطي عن ديلوار، كريستوفر كونز، قوله: إن عدم إخبار الديمقراطيين البارزين في الكونغرس يعد "إهانة". كما ويجادل ديموقراطيون آخرون بأن تبجح الرئيس وتفاخره يقتل أي تأثير سياسي إيجابي من الغارة.

 قال جويل روبن، الذي شغل منصب نائب مساعد لوزير الخارجية في إدارة أوباما، أشار إلى أن ترامب سعى إلى "تحويل عملية اغتيال البغدادي لنصر شخصي".

جادل روبن بأن أوباما والرئيس السابق جورج دبليو بوش كانا أكثر تواضعًا بعد مقتل أسامة بن لادن والرئيس العراقي السابق صدام حسين، وأضاف أن ترامب يشعر بالحاجة لفعل هذا، والقول إنه فعل ذلك بطريقة أفضل.

ويختتم ستانيج مقالته بالإشارة إلى أن هناك نقطة اتفاق واحدة تجمع الطيف السياسي الأمريكي، رغم كل الاهتمام الذي تلقته عملية البغدادي في الأيام الأخيرة، فإن النقطة المحورية في العالم السياسي ستعود قريبًا إلى الوطن - وإلى التحقيق في المساءلة التي تهدد رئاسة ترامب.