الحدث ـ محمد بدر
هاجمت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الليلة الماضية باستهداف مراكز ثقافية إيرانية إذا ما أقدمت إيران على عمل انتقامي بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني.
واعتبرت الصحيفة أن ترامب عمليا يهدد بالقيام بأعمال منافية للقانون الدولي وتشكل جريمة حرب، لأن استهداف المراكز الثقافية لأي دولة هو عمل يقع خارج القانون الدولي ومناقض له.
وأوردت الصحيفة أيضا تهديدات ترامب للعراقيين بأنه سيقوم بفرض عقوبات شديدة في حال اتخذوا قرارا بإخراج القوات الأمريكية من بلدهم. وعلقت الواشنطن بوست على ذلك بالقول: "كل هذه التهديدات يطلقها ترامب وهو جالس في منزله ويقضي عطلته السنوية".
وقالت الصحيفة إن ترامب استهزأ أيضا بالبروتوكولات المتبعة في إخطار الكونغرس قبل القيام بعمل عسكري، حيث اكتفى بنشر تغريدة على تويتر وقال إنها بمثابة إخطار رسمي لإمكانية توجيه ضربات لإيران.
وأضافت الصحيفة: "في الوقت الذي يراقب فيه القادة في العواصم في جميع أنحاء العالم تداعيات الضربة الأمريكية التي نفذتها الطائرات بدون طيار في الأسبوع الماضي والتي أدت لاغتيال اللواء قاسم سليماني، يخسر ترامب في جميع الاتجاهات دون أي اعتبار للقانون أو حتى السياسة".
وتابعت الصحيفة: "لقد كان مشاكسًا بامتياز، ويبدو أنه يتصرف وفقًا لنظرية مفادها أن التهديدات الجريئة قد تجبر الإيرانيين على الرضوخ أو التراجع".
وأوضحت الصحيفة أن تهديدات ترامب أثارت قلق زعماء الكونغرس الذين يشعرون بالقلق من أنه يتخذ قرارات غير منتظمة خالية من الاستراتيجية ودون مشورة حكيمة. وأثار تعهده باستهداف المواقع الإيرانية ذات الأهمية التاريخية والثقافية مصدر قلق خاص.
وذكرت الصحيفة أن اتفاقية لاهاي لعام 1954 لحماية الممتلكات الثقافية تحظر استهداف المواقع الثقافية بعمل عسكري؛ إلا في حال أن الضرورة العسكرية الملحة تتطلب ذلك. ووفقا للصحيفة، فإن إيران لديها 24 موقعًا على قائمة الأمم المتحدة لمواقع التراث العالمي الثقافي.
ورأت الصحيفة أن وزير الخارجية مايك بومبيو، حاول تخفيف حدة الانتقادات الموجهة لترامب بسبب تهديده باستهداف المراكز الثقافية، من خلال التأكيد على أن أي إجراء أمريكي سيكون قانونيًا. لكنه في الوقت ذاته رفض التوضيح ما إذا كانت المراكز الثقافية أهدافا "مشروعة" أم لا.
واعتبرت الصحيفة أن ترامب لا يستهزئ فقط بمبادئ القانون الدولي وإنما أيضا بالقانون الأمريكي بشأن جرائم الحرب. "لقد أصر على أن وجوب استخدام التعذيب القاسي في جلسات التحقيق، واقترح قتل عائلات المتورطين بأعمال هجومية ضد الولايات المتحدة، وقبل شهرين برأ ثلاثة من أفراد القوات المسلحة الأمريكية المتهمين أو المدانين بارتكاب جرائم حرب".
وأكدت الصحيفة أن تهديدات ترامب أثارت انتقادات شديدة ليس فقط بين المشرعين الديمقراطيين وإنما كذلك بعض الجمهوريين، الذين أشاروا إلى أن استهداف المواقع الثقافية بعمل عسكري ينتهك القانون الدولي.