الحدث الصحي
قالت المدير المشارك - المبادرة الفلسطينية لعلوم الأعصاب/جامعة القدس والأستاذ المساعد في علوم الأعصاب - جامعة رتجرز/الولايات المتحدة الأمريكية، الدكتورة جمان النتشة، إن دماغ الرجل ودماغ المرأة في الحقيقة مختلفان، يتفاضل كل منهما على الآخر ويتميز عنه بوظائف معينة. مشيرة إلى أن حجم دماغ المرأة أصغر من حجم دماغ الرجل بما يتناسب مع حجم الجسم فحجم جسم المرأة بطبيعة الحال أصغر من جسم الرجل، لكن عدد خلايا الدماغ والقدرات العقلية متشابهة عند المرأة وعند الرجل.
وأضافت النتشة لـ" الحدث" أنه يوجد في دماغنا مناطق مختلفة كل منها مسؤول عن وظيفة معينة، وكلما كانت التشعبات العصبية أكبر في منطقة معينة، كانت تلك المنطقة أقوى وأكثر كفاءة. مثلاً يوجد في دماغنا منطقة تسمى اللوزة؛ هذه المنطقة مسؤولة بشكل أساسي عن معالجة المشاعر، وهي أقوى في دماغ المرأة من دماغ الرجل، كذلك بعض المناطق المسؤولة عن اللغة والتواصل فيها عدد أكبر من الخلايا والتشعبات العصبية مقارنة بالرجل.
وأشارت إلى أنه من اللافت للنظر مثلاً أن الرجل لا يفضل الحديث كثيراً، ولا التعبير عن مشاعره... لذلك عندما تسأله كيف كان يومك؟ قد يكتفي فقط ببضع كلمات للإجابة، بينما لو سألنا المرأة السؤال نفسه، سيكون بإمكانها إعطاء صورة كاملة عن يومها واستخدام تعبيرات مجازية تجعلك تشعر بكل ما حدث معها بشكل سلس ومفصل. مؤكدة على أن هذا لا يعني بالطبع أن المرأة كائن اجتماعي "يثرثر" أكثر من الرجل؛ بل أن لديها قدرة عالية على فهم المشاعر، وأن لديها ذكاء اجتماعياً وعاطفياً فائقاً يمكنها من بناء العلاقات، ومن فهم الآخر، ومن التقبل والتعايش.
وتابعت، إن الرجل كذلك لا يتأثر كثيراً بوجود خلافات أو نزاعات اجتماعية أو حتى عاطفية في حياته، بينما تميل المرأة جداً إما لتجنب النزاعات أو إلى حلها إن وجدت. من هنا نلاحظ أنه إن حدث خلاف بين رجل وامرأة: بين زوج وزوجته، أو بين أم وابنها، المرأة هي المبادرة عادة في حلّ ذلك الخلاف وليس الرجل. لأن تركيب دماغها ووظيفته لا تحتمل وجود هذه الخلافات، وتسعى دائماً للاستقرار الاجتماعي، واستقرار العلاقات في حياتها.
وأردفت أنه بالمقابل؛ يوجد منطقة في دماغنا تسمى "الحصين"، هذه المنطقة مسؤولة عن الذاكرة والتعلم وعن حفظ الاتجاهات؛ وهي أكثر كفاءة عند الرجال. لذلك نجد الرجال أقدر من النساء على حفظ الطرق وتذكرها وعلى القيادة في أماكن جديدة في كثير من الحالات.
كما وأضافت أن الرجل كذلك يميل إلى الظهور وإثبات الذات أكثر من المرأة، وذلك يرجع لتأثير بعض الهرمونات الذكرية على دماغه. لذلك نرى رغبة الرجال في النقاش وإثبات الرأي مثلاً في الجلسات الاجتماعية أكثر من النساء. الرجل لا يحب أن يغلبه أحد، بطبيعته، وعلى النقيض المرأة تتقبل الرأي الآخر بشكل أكثر سلاسة.
وفي الختام قالت النتشة، هل تعرفون كذلك أن دماغنا يتكون من نصفين؟ كل نصف مسؤول عن وظائف معينة. النصف الأيمن من وظائفه الخيال، والإبداع، والفنون، أما النصف الأيسر مفن وظائفه اللغة، والحساب، والمنطق. يتصل النصفان معاً بجسر من الخلايا العصبية، وهذا التواصل أكبر وأعمق في دماغ المرأة مقارنة بدماغ الرجل؛ لذلك المرأة أكثر قدرة على إنجاز عدة مهام معاً، هي أقدر على ال multi-tasking، مما يفسر أن ما يقارب ٩٠٪ من الكتّاب الموجودين في المحاكم هم من النساء. لماذا؟ لأن المرأة بإمكانها أن تسمع وتكتب في الوقت نفسه... لاحظوا كذلك وظيفة الأم في أسرتها؛ هي قادرة -عادة- على رعاية الأطفال، والاعتناء بالمنزل، والقيام بشؤون زوجها، وفوق ذلك المحافظة على وظيفتها وعلى الشبكة الاجتماعية لأسرتها... كيف؟ دماغها يساعدها على ذلك.