الأربعاء  24 أيلول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

العنف ضد النساء في غزة.. خبيرات يكشفن الأسباب والحلول

2020-03-11 05:25:50 PM
العنف ضد النساء في غزة.. خبيرات يكشفن الأسباب والحلول
صورة تعبيرية

 

الحدث ـ  سناء أبو مدين

أصبح العنف ضد النساء آفة اجتماعية أقرب إلى كونها ثقافة عامة تضطر للمرأة للتعايش معها بحكم الأعراف والقوانين الاجتماعية غير المنصفة. ويعرف العنف ضد النساء بأنه أي اعتداء ضد المرأة مبني على أساس الجنس سواء سبب لها إيذاء أو ألما جسديا أو جنسيا أو نفسيا ويشمل التهديد والضغط والحرمان التعسفي للحريات سواء ذلك في الحياة العامة أو الخاصة. 

ويتزايد توغل هذه الظاهرة في التفاصيل اليومية للمرأة الفلسطينية في قطاع غزة، ففي عام ٢٠١٧بلغ عدد النساء المعنفات في قطاع غزة ٣١٩ امرأة و٢٠١٨ بلغ ٤٣٢امرأة وحاليا ٥٠٠ امرأة، مع الإشارة إلى أن هذه الإحصائيات لا تعكس حقيقة الواقع المحكوم بقيود اجتماعية تمنع المرأة من الإبلاغ عن تعرضها للعنف.

أنواع العنف ضد المرأة

وفي السياق، أشارت هنادي سكيك مديرة بيت الأمان للنساء المعنفات في قطاع غزة إلى أن العنف الجسدي هو أكثر أنواع العنف انتشارا وعادة ما يتسبب به زوجها أو أحد أفراد عائلتها من الذكور مثل : الاعتداء بالضرب أو باستخدام آلة وقد يتسبب بوفاة الضحية، ويشمل هذا النوع من العنف جرائم "الشرف" التي ترتكب بحق المرأة.

وأضافت أن العنف اللفظي والنفسي هو العنف الممارس من خلال ألفاظ مهنية  أو شتائم تنقص من قدرها بالإضافة إلى التهديد وسوء المعاملة وهو ما يؤدي إلي إصابة المرأة بالاكتئاب الحاد.

وأوضحت سكيك أن العنف الجنسي هو التحرش الجنسي أو أي تهديد جنسي  أو أي علاقة تفرض بالإكراه أو الاغتصاب. أما العنف الاقتصادي فيتمثل في حرمان المرأة من الحصول على استقلاليتها وإبقائها كتابع لأحد أفراد أسرتها مثل: حرمان المرأة من التعليم والعمل ومن الأمثلة على ذلك قصة إحدى النساء من جنين وتبلغ من العمر ٣٩ عاما، قد تعرضت للضرب من قبل أخيها بالمهدة وتهتكت قدميها وعظامها، والسبب فقط لأنها خرجت تبحث عن العمل بعد حبسها في المنزل ٣ سنوات وحرمانها من المصروف بعد طلاقها من زوجها.

أسباب العنف ضد المرأة 

وبينت اسكيك أن أسباب العنف مصدرها ما يسمى بـ قوامة الرجل على المرأة بمعنى حق الولاية عليها خاصة حين يستغل الرجل هذه القوامة لتبرير أعمال العنف بحقها في حين أن القوامة بفهمومها الأساسي تعني تحمل المسؤولية وحماية المرأة واحتوائها في ظل وجود ثقافة الهيمنة في المجتمع الذكوري، وما يترتب على ذلك من اضطهاد المرأة والنظر لها نظرة دونية، وتفضيل الذكر عليها لأسباب أبوية وتقليدية.

وشددت اسكيك على أن أسباب تزايد وتيرة العنف ضد النساء تعود أيضا إلى عزوف النساء عن الشكوى أو الإعلان عن العنف الممارس ضدهن يجعل الطرف الآخر يتمادى في العنف، بالإضافة إلى جهلهن بحقوقها الشرعية والقانونية، وقدم التشريعات القانونية وصعوبة تغييرها.

وأضافت أن الانقسام الفلسطيني والاستبداد السياسي والحصار وقلة الدخل دفع الرجل للتفرغ للمرأة يفرغ غضبه عليها، وبالإضافة إلى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي في إنشاء فجوة بين الأهل والأبناء والزوج والزوجة حيث قل الحوار والتفاهم وأصبح المعين للشخص هاتفه بعد أن كان المعين أمه أو أخته أو زوجته.

بدورها أشارت صابرين أبو عمرة الأخصائية الاجتماعية إلى أن البيت الآمن يتخذ العديد من الإجراءات تجاه المرأة المعنفة فيقوم بوضع الخطة اللازمة للتعامل مع الحالة بالطريقة الصحيحة ويقوم بتقديم الدعم النفسي من خلال خطة علاجية نفسية تناسب وضع الحالة.  

كما ويقوم البيت الآمن، وفق أبو عمرة، بتدريب النساء كالرسم على الزجاج والتطريز والخياطة. كما وأشرف البيت على مبادرة استوصوا بالنساء خيرا ومبادرة الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية لتعريف المعنفات بحقوقهن والعديد من الأنشطة الترفيهية. 

وترى اسكيك أن الحل لظاهرة العنف ضد النساء هو تطبيق "القوانين الإسلامية" ومعاقبة كل من يقوم بممارسة العنف ضد المرأة حتى تشعر بالأمان، والقيام بحملات توعية للجنسين بشكل مكثف عن هذه الظاهرة، وإعطاء دورات للمقبلين على الزواج عن كيفية الحياة الزوجية ومراعاة الحقوق المتبادلة.