الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

بالأرقام.. لماذا احتلت فلسطين المركز الأول عالمياً في بطالة النساء؟

2020-06-27 09:47:55 AM
بالأرقام.. لماذا احتلت فلسطين المركز الأول عالمياً في بطالة النساء؟
تعبيرية

الحدث ـ أحلام دراغمة

ارتفع مؤشر البطالة للإناث حوالي ٣٢٪، لتتصدر الضفة الغربية وقطاع غزة المرتبة الأولى في بطالة النساء عالمياً، فبعد أن كان ٨٪ فقط عام ٢٠٠٠، أصبح ٤١٪ عام٢٠١٩، وذلك حسب بيانات البنك الدولي، فما هي علاقة هذا الارتفاع بتباين نسبة التعليم، ومعدلات الإنجاب وسن الزواج، وهل لهذه العوامل تأثيرٌ مباشرٌ على هذه النسبة ؟

 

تشكل الإناث نسبة ٤٩٪من إجمالي السكان في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي الوقت الذي يشكّل فيه الرجال ٧٠٪. من إجمالي القوى العاملة التي تزيد عن مليون وربع شخص، تشكّل مشاركة النساء ما نسبته ١٩٪ فقط، وارتفعت هذه النسبة بمقدار ٤٪ منذ عام ٢٠٠٠ حتى عام ٢٠١٩.

بالإضافة الى وجود فجوة كبيرة بين الذكور والإناث المشاركين في القوى العاملة فبلغت حوالي ٧ من كل ١٠ ذكور، مقابل حوالي ٢ من كل ١٠ إناث، حسب تقريرٍ عن القوى العاملة للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في الربع الأول من العام ٢٠٢٠.

فيما بلغ معدل البطالة بين النساء المشاركات في القوى العاملة ٤١٪  مقابل ٢١٪ بين الرجال للعام ٢٠١٩، ومعدل البطالة بين الشباب الخريجين من حملة شهادة الدبلوم المتوسط فأعلى بلغت ٥٢٪، بواقع ٦٨٪ للإناث مقابل ٣٥٪ للذكور، كما أنّ بطالة النساء في قطاع غزة هي ضعفها في الضفة الغربية، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

 

التعليم وتأثيره على نسبة البطالة

يزيد إلتحاق الإناث عن الذكور بالمرحلة الثانوية بنسبة ٢٠٪، فبلغت معدلات الالتحاق للذكور حوالي ٧١% مقابل ٩١% للإناث، كما بلغت نسبة الطالبات الملتحقات في مؤسسات التعليم العالي الفلسطينية ٦٠% من مجموع الطلبة الملتحقين، وذلك وفق بيانات وزارة التربية والتعليم ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي للعام الدراسي٢٠١٨/٢٠١٩

وفي إحصائية جديدة نشرت بداية عام ٢٠٢٠، سجّل حملة شهادات تخصص الصحافة والإعلام أعلى نسبة بطالة بنسبة ٤٩،٦٪، يليه تخصص العلوم التربوية بنسبة ٣٨٪، بسبب النقص الكبير في فرص العمل لهذين التخصصين، وزيادة الإقبال على دراستهما في الجامعات، فيما سجّل تخصص القانون أقل نسبة بين باقي التخصصات وهي ١٧،٩٪.

ومن الملاحظ ضعف توجه المرأة للتعلم في القطاع المهني الذي يعتبر خياراً ضعيفاً للأنثى للالتحاق به في مرحلة الثانوية، وتفضيل القطاع الأكاديمي. الأمر الذي يوضّح أنه على الرغم من الارتفاع الكبير في نسبة الإناث المتعلمات إلّا أن نسبة البطالة أيضاً مرتفعة وأكثر من نسبة الذكور، خاصة في تخصصي الصحافة والإعلام والعلوم التربوية وهما الأكثر إقبالاً للالتحاق من قبل الإناث في فلسطين.


علاقة الزواج المبكّر بنسبة البطالة المرتفعة

انخفضت نسبة الزواج المبكر (لمن هم أقل من ١٨ سنة) لكلا الجنسين، فقد بلغت نسبة الإناث أقل من ١٨ سنة واللواتي عقد قرانهن خلال عام ٢٠١٨ حوالي ٢٠٪ من إجمالي الإناث اللواتي عقد قرانهن خلال نفس العام، في حين كانت النسبة للإناث عام ٢٠١٠ حوالي ٢٤٪ .

وبعد أن كان معدّل خصوبة المرأة الفلسطينية يتراوح ما بين ٥-٦ أطفال عام ٢٠٠٠، انخفض تدريجياً خلال السنوات الماضية ليصل الى ٣.٦ طفل حسب آخر احصائية عام ٢٠١٨، وهذا يعني أنه على الرغم من انخفاض أحد أهم العوائق أمام عمل المرأة وهما نسبة الزواج المبكر ومعدل الإنجاب للنساء، إلّا أن معدّل البطالة ما زال في ازدياد.


قيود وتحديات أخرى

وقد تكون المفاهيم والقيود الاجتماعية هي أحد أسباب ارتفاع نسبة البطالة عند الإناث مقارنة بالذكور، فالنظام الأبوي السائد في المجتمع انعكس على واقع مشاركة النساء الاقتصادية وحدّ من وصولها لفرص عمل في بعض القطاعات الانتاجية وبعض المهن، فالمجتمع المحافظ يحاصر المرأة في وظائف معينة، ويفضّل توظيف الذكور في أخرى.

وفي القطاع الخاص يشتكي أرباب العمل من إجازة الأمومة الإلزامية. ويزعمون أنها تؤثر سلبًا في أرباحهم. ونتيجةً لذلك، فإن أرباب العمل إمّا يوظفون عددًا أقل من النساء المتزوجات أو يفصلون العاملات لديهم حالما يتزوجن.

بالإضافة لشيوع العمل في قطاع الاقتصاد غير الرسمي وهو الاقتصاد غير المسجل بشكل رسمي والذي يوظف عماله بشكل غير رسمي أيضاً ويعانون فيه من ظروف عمل سيئة إضافة لفقدانه الأمان الوظيفي، ويفتقد هذا القطاع للإحصائيات الرسمية، لكن بشكل عام تكثر مشاركة المرأة فيه خاصة في مجال العمل من المنزل والبيع المباشر للمستهلك.  

كما يعدّ الاحتلال عائقاً رئيسياً لنمو الاقتصاد الفلسطيني، فيسيطر على كثير من الموارد والثروات بالتالي يحرم الفلسطينيين من استغلالها ومن فرص العمل التي توفرها، بالإضافة لغزو السوق الفلسطيني بالبضائع الإسرائيلية، وتأثيرها السلبي على القطاعات الإنتاجية الفلسطينية ما سبب كساداً عالياً في سوق العمل الفلسطيني، وأضعف من قدراته التشغيلية، 

كما أن الحصار الذي يفرضه على قطاع غزة أدى لتفاقم الأزمة السكانية بالتالي الاقتصادية والمعيشية هناك، فمع ازدياد نسبة السكان ونسبة التعليم في القطاع الا أنّ فرص العمل محدودة جداً.


العديد من الأسباب المذكورة عملت على ارتفاع نسبة بطالة النساء في فلسطين، لكن يبقى السؤال هل هناك أسباب أخرى خفية وراء هذا الارتفاع المقلق خلال السنوات الأخيرة، وكيف ستواجه الحكومة الفلسطينية هذه المشكلة؟