الثلاثاء  14 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ماذا قدمت جامعة الدول العربية لفلسطين منذ تأسيسها؟

2020-09-27 10:34:27 AM
ماذا قدمت جامعة الدول العربية لفلسطين منذ تأسيسها؟
جامعة الدول العربية

متابعة الحدث - سوار عبد ربه

لا عجب في موقف جامعة الدول العربية من القضية الأخيرة التي شغلت الساحة العربية والفلسطينية، وهي اتفاقات التطبيع بين كل من الإمارات والبحرين مع "إسرائيل"، حيث رفض مجلس الجامعة في اجتماع على مستوى وزراء الخارجية إدانة الاتفاقين بناء على طلب مقدم من السلطة الفلسطينية.

بدورها، رفضت الفصائل الفلسطينية، نتائج اجتماع جامعة الدول العربية معتبرة أنها بهذه الخطوة أعلنت بيان نعيها.

المتابع لمواقف الجامعة منذ تأسيسها وحتى اليوم، يستشعر بوضوح اكتفاء الجامعة بإطلاق شعارات وتصريحات تنظيرية بعيدة عن التأثير الملموس أو التغيير الفارق.

وتأسست جامعة الدول العربية بالتزامن مع بداية قضية فلسطين، حيث بدأت بست دول في القاهرة عام 1945 أما حاليا فيبلغ عدد الدول العربية المشاركة في الجامعة 22 عضوًا مع سوريا التي علقت عضويتها في العام 2011.

ولم تنجح جامعة الدول العربية في حل القضية الفلسطينية منذ بدايتها في العام 1947-1948، ومرت مواقفها حيال القضية الفلسطينية بتحولات كثيرة. وفي ما يلي استعراض لأبرز مواقف الجامعة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية:

بالعودة إلى العام 1946 دعا الملك فاروق إلى عقد مؤتمر أنشاص الذي خلص إلى رفض المخططات الصهيونية وتهويد فلسطين، ووقف تهجير اليهود إليها.

وبعد شروع "إسرائيل" بتحويل مجرى نهر الأردن عام 1964 عقدت الجامعة أول قمة عربية لها في القاهرة بدعوى الرئيس المصري جمال عبد الناصر بهدف إنشاء قيادة عربية موحدة لجيوش الدول العربية، معتبرًا أن "إسرائيل" الخطر الأساسي الذي يتوجب على الأمة العربية بأسرها دفعه.

وفي العام ذاته عقدت الجامعة مؤتمرها الثاني في الإسكندرية الذي أقر "خطة العمل العربي الجماعي" لتحرير فلسطين، بأهدافها العاجلة والآجلة، واعتبار منظمة التحرير الفلسطينية، ممثلا عن الشعب الفلسطيني.

وهدف المؤتمر الثالث للجامعة والذي عقد في مدينة الدار البيضاء بدعوة من الملك الحسن الثاني إلى الموافقة على دراسة مطالب منظمة التحرير الفلسطينية، على رأسها الحرية الكاملة للتنظيم وإجراء انتخابات عامة مباشرة للمجلس الوطني الفلسطيني.

وجاء المؤتمر الرابع الذي عقد في مدينة الخرطوم بعد هزيمة الجيوش العربية وعرفت تلك القمة باسم "قمة اللاءات الثلاثة"، حيث أكد المشاركون فيها أنه لا صلح مع "إسرائيل"، ولا اعتراف بها، ولا تفاوض معها.

وفيما يتعلق بالصدام الفلسطيني الأردني دعت الجامعة العربية خلال المؤتمر الذي عقد في الرباط إلى وقف الصدام العسكري بين وحدات الجيش الأردني والمقاتلين الفلسطينيين، لكن المؤتمر لم يكمل أعماله كما لم يصدر عنه بيان ختامي.

وعقب توقيع النظام المصري اتفاقية كامب ديفيد مع "إسرائيل"، عقدت الجامعة مؤتمرًا طارئًا نقلت فيه مقر الجامعة إلى تونس وعلقت عضوية القاهرة، ورفضت التطبيع وعزلت النظام المصري.

وفي العام 1981 طرح ولي العهد السعودي آنذاك مبادرة للسلام تقوم على اعتراف عربي بـ"إسرائيل" مقابل إنشاء دولة فلسطينية مستقلة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية على حدود 1967.

وفي الانتفاضة الأولى عام 1988 عقدت الجامعة مؤتمر متأخرا بالجزائر لدعم الانتفاضة الشعبية الفلسطينية التي جاءت مفاجئة لكافة الأطراف السياسية في المنطقة.

ولم تعقد الجامعة أي مؤتمر بشأن اتفاقية أوسلو ووادي عربة وأثار صمتها آنذاك جدلا كبيرا.

ودعمت الجامعة الانتفاضة الثانية التي انطلقت في أعقاب فشل المفاوضات واقتحام أريئيل شارون لباحات المسجد الأقصى، حيث طالبت في بيان بتوفير الدعم اللازم للقضية وتثمين رد الفعل الشعبي العربي المتعاطف والداعم مع هذا الحراك.

وعام 2002 تبنت الجامعة في قمة بيروت المبادرة العربية للسلام التي أطلقتها السعودية والتي تهدف إلى إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الجولان المحتل، مقابل تطبيع العلاقات بينها وبين الدول العربية.

وبعد وفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات عقدت الجامعة مؤتمرا في الجزائر جددت فيه التزامها بالمبادرة العربي للسلام وقرارات الشرعية الدولية ومرجعية مدريد.

وفي العام 2007 رحبت الجامعة باتفاق مكة الذي قضى بوقف الاقتتال الداخلي بين حركتي حماس وفتح وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، كما حاولت إعادة إحياء المبادرة العربية للسلام مرة أخرى.

وعقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اعتراف إدارته بالقدس عاصمة لـ "إسرائيل" عام 2018، عقدت الجامعة قمة طارئة في السعودية، أكدت فيها عدم شرعية القرار الأمريكي، وطالبت دول العالم "بعدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل".

وفيما يتعلق بموقف الجامعة من صفقة القرن رفضت الجامعة في مؤتمرها الذي عقد على مستوى وزراء الخارجية في شباط الماضي خطة ترامب لافتة إلى أنها لا يمكن أن تبني سلاما عادلا.