الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أبرز المنعطفات في العلاقات الخليجية الفلسطينية

2020-09-28 11:46:54 AM
أبرز المنعطفات في العلاقات الخليجية الفلسطينية
حكام الخليج برفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو

متابعة الحدث ـ سوار عبد ربه

لا تزال القضية الأكثر اشتعالا في الساحة الفلسطينية والعربية هي اتفاقات التطبيع العربية الأخيرة مع "إسرائيل"، وما بين التأييد والرفض والاستنكار والقبول، لا بد من تتبع طبيعة العلاقة التي كانت تحكم دول الخليج العربي بفلسطين وقضيتها من جهة، وبكيان الاحتلال منذ نشأته من جهة أخرى.

لا شك أن العلاقات الفلسطينية الخليجية  شهدت منعطفات وتحولات كثيرة، باختلاف حكامها وطبيعة الظروف في المنطقة، فأحيانا كانت تحظى القضية الفلسطينية بمواقف خليجية داعمة، وأحيانا أخرى بمواقف معاكسة.

وكان لسايكس بيكو 1916 ووعد بلفور 1917 الأثر الأكبر في مسار القضية الفلسطينية، التي كانت للأمير عبد العزيز بن سعود يد في تطبيقهما، نتيجة إطلاق بريطانيا العنان لحملته لمتابعة زحفه والسيطرة على الجزيرة العربية.

في المقابل، في عهد الملك سعود، عارض الملك أي ذكر لوطن يهودي على الأراضي الفلسطينية واقترح بمنح أراض لليهود في البلدان الأوروبية التي اضطهدتهم، وتلقى الملك حينها تعهدا من الرئيس الأمريكي فرانكلين بأن أمريكا لن تتخذ أي قرار يتعلق بفلسطين دون مشاورة العرب، ولكن بعد وفاته بدأت مرحلة جديدة من السياسة الأمريكية تجاه فلسطين وأيد الرئيس الأمريكي ترومان إقامة دولة للاحتلال على الأراضي الفلسطينية.

وفي العدوان الثلاثي على مصر انضمت السعودية إلى باقي الدول العربية ودعمتهم ب 10 ملايين دولار، ووصلت حينها العلاقات السعودية الأمريكية لأدنى مستوياتها.

وفي عام 1961، رفضت المملكة تجديد اتفاقية الظهران الجوية مع أمريكا، وبعث الملك سعود رسالة للرئيس الأمريكي كينيدي موضحا أن السبب هو الموقف الأمريكي من النزاع العربي- الإسرائيلي الموالي للاحتلال.

وفي عام 1973، قطعت الدول الخليجية النفط عن أمريكا والدول الأوروبية الداعمة للاحتلال، بغية الضغط عليها للتدخل والتأثير في أمريكا كي تصدر بيان  يطالب الاحتلال بالانسحاب لحدود 1967.

أما العلامة الفارقة في العلاقات الخليجية مع فلسطين كانت عندما دخل صدام حسين إلى الكويت، ورفض منظمة التحرير التصويت على قرار الانسحاب الفوري للعراق من الكويت، بالرغم من معارضة الجالية الفلسطينية في الكويت والتي قدر عددها ب 400 ألف فلسطيني يشكلون قوة مزدهرة إلى خطوة العراق.

وشهدت الألفية الجديدة تطورات جمة في العلاقات الخليجية مع فلسطين، حيث أعلنت السعودية عن مبادرة سلام عام 2002 وأعيد تأكيدها في العام 2007 وجعلت هذه المبادرة الاعتراف العربي ب"إسرائيل" مشروطا بإنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967.

وشهد العام الحالي توقيعا لاتفاقي تطبيع لدولتين خليجيتين مع الاحتلال بعد علاقات سرية طويلة جمعت البلدين بالاحتلال.

وتعتبر دولة قطر الحالة الأكثر خصوصية في دول الخليج لأنها تقيم علاقات مع الإسرائيليين منذ سنوات، وفي  المقابل تحتضن المقاومة الفلسطينية وتستضيف بعض قادتها، ونجحت في الآونة الأخيرة في الوساطة بين فصائل المقاومة في غزة و"إسرائيل".

وفيما يتعلق بموقف السعودية توقع مقال روجر كوهين، الكاتب في صحيفة «نيويورك تايمز»، أن نشهد تطبيعا قريبا بين السعودية وإسرائيل، في إطار سعي المملكة الحثيث لدعم الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، في الانتخابات المقبلة، وخوفًا من فوز المرشح الديمقراطي، جو بايدن، بالانتخابات.

والعلاقات السعودية الإسرائيلية تعتبر لينة بالعموم، حيث تقوم السعودية بمبادرات كالتسامح الديني، وإصدار تصريحات غير مسبوقة حول التوعية بالهولوكوست، وإرسال مسؤولين حكوميين لزيارة معسكر أوشفيتز.

أما عمان فتشير التقارير إلى أنها هي الأخرى في الطريق إلى التطبيع، بعد سلسلة من اللقاءات والزيارات المتبادلة، كان آخرها زيارة من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لمسقط العام الماضي.

 وما زالت الكويت، البلد الخليجي الوحيد الرافض للتطبيع حكومة وشعبا.