السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أوامر الاحتلال بحق محافظ القدس تمنعه من اصطحاب طفله للمدرسة

2020-10-01 10:12:07 AM
أوامر الاحتلال بحق محافظ القدس تمنعه من اصطحاب طفله للمدرسة
قوات الإحتلال تحتجز عدنان غيث

الحدث ـ محمد بدر

مر عامان على تعيين الرئيس الفلسطيني محمود عباس عدنان غيث (46 عاما) محافظا للقدس، خلال تلك الفترة اعتقل أكثر من 18 مرة، إلى جانب عشرات حالات الاعتقال والاستدعاء للاستجواب. 

في معظم الحالات، يتم استجوابه لانتهاكه اتفاق أوسلو، الذي يحظر أنشطة السلطة الفلسطينية في القدس وفق زعم الاحتلال، لكن لم يتم تقديم لائحة اتهام ضده بأي حال من الأحوال، ويتم الإفراج عنه من المحكمة.

بالتزامن مع التضييق عليه من خلال الاستدعاءات والتحقيقات، بدأت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بفرض قيود إدارية على غيث بموجب أنظمة الطوارئ. 

وصدرت أربعة أوامر إدارية مختلفة بحق غيث، وقعت جميعها من قبل قائد قيادة الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال، اللواء أوري غوردين. أحد الأوامر يمنع غيث من الإقامة في أي مكان آخر في القدس الشرقية باستثناء سلوان،  ويتضمن خريطة تحدد مسارات سيره.

الأمر الإداري الثاني يمنعه من الاتصال بـ 51 شخصًا، بمن فيهم الرئيس عباس وكبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية، وأيضًا بأشخاص لا يعرفهم غيث كما يقول.

الأمر الإداري الثالث يمنعه من حضور مناسبات ومظاهرات مختلفة وجمع الأموال، والأمر الرابع يمنعه من دخول أراضي الضفة الغربية. 

وتساءل غيث في مقابلة مع هآرتس: "في أحد الأوامر كتب أنني أعرض القدس للخطر، وفي آخر أنني أعرض المنطقة للخطر، فأين يريدونني أن أقف بين السماء والأرض؟".

وقال "عليّ الذهاب إلى صندوق المرضى، لكن لا يمكنني ذلك. لا يمكنني أيضًا اصطحاب طفلي إلى المدرسة أو الذهاب للصلاة في المسجد، لأنها أماكن خارج الخريطة. لم أحضر حفل زفاف أخي أو جنازة زوجة والدي وعمي".

على عكس المحافظين السابقين للقدس الذين جاؤوا من النخبة الفلسطينية، جاء غيث من الميدان. كانت المرة الأولى التي اعتقلته فيها "إسرائيل" خلال الانتفاضة الأولى، عندما كان في الثالثة عشرة من عمره. 

وبعد اعتقاله الأول، تم اعتقاله عدة مرات وقضى أحكامًا بالسجن، بعضها إداري، دون محاكمة، بسبب نشاطه السياسي، وواصل نشاطه في حركة فتح حتى أصبح أحد أبرز قياداتها في القدس.

ووفقًا لغيث ومحاميه رامي عثمان، فإن اتفاقيات أوسلو تقرّ بوجود علاقة بين السلطة الفلسطينية وسكان القدس الشرقية وحق السلطة الفلسطينية في أن يكون لها محافظ للتعامل مع الشؤون المدنية الفلسطينية في المدينة. 

ومن الواضح أن غيث ليس أول حاكم للسلطة الفلسطينية في القدس. تم تعيين محافظين منذ عام 1994، لكن لم يتم التضييق على أي منهم كما غيث. وفقًا للكثيرين في القدس قابلتهم هآرتس، فإن سبب استهدافه هو شعبيته الكبيرة في القدس.

ويقول غيث لهآرتس إن معظم الاعتقالات تم تنفيذها في الساعات الأولى من الليل، وشمل بعضها أيضًا تفتيش المنزل. "يأتون في الثالثة صباحًا، وأحيانًا في الثانية صباحًا، وأحيانًا في الرابعة. ابني البالغ من العمر 12 عامًا يعرف أسماء جميع المحققين في القدس". 

أطول فترة اعتقال لغيث كانت في يوليو/تموز الماضي. اعتقل من قبل جهاز الشاباك للاشتباه في إشرافه على عملية خطف أحد سماسرة العقارات، وقد اقتنع القضاة في المحكمة بأدلة الشاباك، لكنه نفى أي صلة له بالأمر.