الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الثغرات التي قد يواجهها جيش الاحتلال في حرب الشمال المتوقعة

2020-12-06 09:48:29 AM
الثغرات التي قد يواجهها جيش الاحتلال في حرب الشمال المتوقعة
جنود إسرائيليون

الحدث ـ محمد بدر

نشر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي مقالة حول إمكانية اندلاع حرب على الحدود الشمالية لـ"إسرائيل".

 ترجمتها الحدث وجاء فيها: 

في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية مفتوحة ومعلنة واسعة النطاق في سوريا، وتم استهداف ثمانية مواقع، بما في ذلك مستودعات أسلحة وبطاريات صواريخ أرض - جو وأحد مقرات فيلق القدس وآخر للفرقة السابعة السورية، وأدى ذلك لاستشهاد عدد من المقاتلين السوريين والإيرانيين، وجاء الهجوم بالتزامن مع رفع درجة التأهب على الحدود الشمالية تحسبا لرد حزب الله على استشهاد أحد عناصره في سوريا قبل عدة أشهر.

يحاول أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، تثبيت معادلة حادة مع الإسرائيليين، بموجبها يقتل الحزب جنودا من جيش الاحتلال في حال أدت الغارات الإسرائيلية في سوريا إلى استشهاد عناصر منه. وبالفعل، حاول حزب الله عدة مرات "إغلاق الحساب" مع "إسرائيل". على سبيل المثال، في أغسطس/آب الماضي، أطلق قناصة حزب الله النار على قوة تابعة للجيش الإسرائيلي على الحدود اللبنانية دون وقوع إصابات.

الرد الإسرائيلي على محاولة قتل جنود إسرائيليين على الحدود تمثل باستهداف مواقع في الجنوب اللبناني، والرسالة الإسرائيلية في هذا الشأن مفادها بأن الرد على هجوم لم يتسبب بإصابات كان بهذا الحجم، فكيف سيكون الحال في حال لو كان هناك قتلى أو إصابات في الهجوم.

ورغم أن التوتر كان بسبب حدث واحد متمثل باستشهاد أحد عناصر حزب الله في سوريا، إلا أن الطرفين على بعد خطوات قليلة من التصعيد الذي قد يتطور إلى حرب. على غرار السلوك المتبع بين "إسرائيل" وحماس، يبدو أن "إسرائيل" وحزب الله تبنيا فكرة أن التصعيد سيكون لعدة أيام من القتال، يمكن احتواؤه وإدارته بطريقة محكومة. لكن الضرر المحتمل للتصعيد في الساحة الشمالية، والذي يفوق بكثير حجم الضرر الذي قد تلحقه حماس بـ"إسرائيل"، قد يجعل من الصعب على "إسرائيل" وحزب الله السيطرة على التطورات ومنعها من أن تصبح معركة واسعة.

على أي حال، يجب أن يشمل تقدير الموقف الاستراتيجي، بالإضافة إلى التوتر المستمر على الساحة الشمالية، متغيرات أخرى، بما في ذلك عملية انتقال بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس المنتخب جو بايدن، فقد تهاجم الولايات المتحدة في ظل إدارة ترامب أهدافًا إيرانية في المنطقة، ردًا على الهجمات التي تشنها مجموعات موالية لإيران في العراق وشرق سوريا، أو من أجل الإضرار بالمشروع النووي، وهو تطور قد يؤدي إلى رد إيراني من خلال حلفائها، وسيتم استهداف "إسرائيل" بكل تأكيد في ظل أنها تواجه وباء كورونا وأزمة سياسية داخلية.

"إسرائيل" لديها أنظمة حكم مستقرة وعاملة، لكن التفرد السياسي في عملية صنع القرار، بما في ذلك القضايا الأمنية، يقوض استعداد المؤسسة العسكرية للتصعيد الأمني. منذ تشكيل الحكومة، قبل أكثر من ستة أشهر، تمت صياغة وإقرار قانون الموازنة، بما في ذلك ميزانية الجيش، ولم يتم اتخاذ أي قرار بشأن شراء أنظمة وأسلحة جديدة، ولم تتم المصادقة على الخطة متعددة السنوات التي قدمها رئيس الأركان أفيف كوخافي، وقد صرح مؤخرًا المدير العام لوزارة الجيش، اللواء (احتياط) أمير إيشيل، بأن تعديل أنظمة التدريب، وكذلك شراء واستلام طائرات قتالية جديدة، يستغرق وقتًا.

بالإضافة إلى ذلك، وكما كشف في سياق زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الأخيرة إلى المملكة العربية السعودية، وكذلك في العملية السياسية التي أفضت إلى توقيع "اتفاقات إبراهيم"، تم استبعاد كبار الوزراء وهيئة الأركان ولم يشاركوا في أي نقاشات أو استعدادات. إن الحوار السليم والمنتظم والمستمر بين الحكومة والجيش هو عنصر حاسم في قدرة "إسرائيل" على اتخاذ قرارات حيوية في المجال الأمني ​​فيما يتعلق ببناء القوة واستخدامها. في حال حدوث تصعيد في الشمال، فإن قدرة قادة الجيش وكبار أعضاء المستوى السياسي على إجراء حوار سريع ومنظم، مبني على الثقة والمعرفة، أمر أساسي لقدرة "إسرائيل" على إدارته بنجاح.

من المحتمل تمامًا أنه إلى جانب سلاح الجو، وهو القوة الأهم في سياق قدرات الجيش الإسرائيلي، قد تكون هناك حاجة إسرائيلية للقيام بجهد بري تكميلي وعدواني وسريع، من أجل استهداف قوات العدو في عمق أراضيه، وهو ما خلق شعورًا بالشك وعدم اليقين لديه. وبحسب الجيش، تم اكتشاف ثغرتين رئيسيتين في المناورات البرية في السنوات الأخيرة، أهمها، عدم القدرة على توفير حل لإطلاق الصواريخ على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وحرمان العدو بسرعة وباستمرار من استخدام قدراته في مراكزه.  

وعلى أي حال، فإن المناطق الواسعة في لبنان والمناطق الحضرية المكتظة بالسكان في قطاع غزة تتطلب نشر قوات كبيرة، وبالتأكيد في حرب متعددة المجالات، يجب استدعاء قوات الاحتياط، لأن الجيش النظامي وحده لن يكفي. 

في الختام، وعلى الرغم من التقدير الواسع النطاق بأن خطر الحرب منخفض في الوقت الحاضر خاصة قبل تولي بايدن للرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أنه من الضروري الحفاظ على مستوى عالٍ من الاستعداد في الجيش.