الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

فضيحة.. الموساد الإسرائيلي يستجوب صحفيا فلسطينيا في مدريد

2021-04-11 08:34:47 AM
فضيحة.. الموساد الإسرائيلي يستجوب صحفيا فلسطينيا في مدريد
معاذ حامد

متابعة الحدث- سجود عاصي

كشفت صحيفة إسبانية، عن فضيحة تمثلت بقيام عناصر من الموساد الإسرائيلي باستجواب صحفي فلسطيني في مدريد في 11 فبراير الماضي، في إحدى المقرات الأمنية الإسبانية.

وقالت صحيفة publico، إنه تم استجواب الصحفي معاذ حامد في غرفة معزولة بثكنات للأمن الإسباني في شارع باتالا ديل سالادو، وسط مدريد. وأكد حامد للصحيفة، أن الأمن الإسباني وضعه في ذلك اليوم تحت تصرف أحد عملاء الموساد، الذي أخضعه لاستجواب سري وهدده.

وأعلن التلفزيون "العربي"، أمس السبت، عن تعرض مراسله في إسبانيا معاذ حامد للتحقيق من قبل ضابط مخابرات إسرائيلي، بالتواطؤ مع جهاز الحرس المدني الإسباني، في مدريد.

ويعود أصل هذه القصة إلى 9 ديسمبر 2020، حيث تلقى معاذ أول مكالمة هاتفية من  وكيل خدمات معلومات الحرس المدني المتمركز في إقليم الباسك، الذي أخبر حامد أنه يريد الحديث معه عن عمله الصحفي وحياته في إسبانيا، وهو إجراء شائع في التعامل مع اللاجئين والمهاجرين.

وفي فبراير الماضي، تلقى حامد، مكالمة أخرى من  وكيل خدمات معلومات الحرس المدني ذاته، الذي طلب لقاءه في مدريد، وهو الأمر الذي ردّ عليه حامد بالرفض لأنه كان يقيم في إقليم الباسك، بعدها تلقى مكالمة أخرى برقم مخفي، وهذه المرة كان عميل آخر من خدمات المعلومات وطلب منه بلطف أن يلتقي به يوم 11 فبراير بعد الظهر. ثم كان معاذ في العاصمة الإسبانية يغطي الأحداث الجارية للمحطة التلفزيونية التي يعمل بها، ووافق في النهاية على الحضور في نهاية يوم عمله.

عند وصوله، لاحظ حامد بعض التفاصيل المشبوهة، وبحسب روايته، نزل رجل بالزي الرسمي للبحث عنه وقدمه إلى المبنى دون التعرف عليه، ودون تسجيل دخوله، ودون المرور بأي رقابة أمنية، على النحو المنصوص عليه في البروتوكول. ورافقه الوكيل إلى الطابق الثالث، حيث كان ينتظرهما رجل يرتدي بدلة، وقدم نفسه على أنه عمر.

كانت الغرفة مظلمة والنافذة الوحيدة مغلقة، وبعد التحقق من أن حامد لم يكن يسجل بهاتفه المحمول، ادعى الرجل الغامض أنه يعمل لصالح المخابرات البلجيكية. وأوضح عميل خدمات المعلومات لحامد أن عمر من أصل فلسطيني، إلا أن حجته انهارت عندما لاحظ الصحفي لهجته العبرية القوية، وطلب حامد منه إبراز هويته لكنه رفض.

بدأ العميل الإسرائيلي (المدعو عمر) في الضغط عليه، حيث أطلق اتهامات مبطنة ضد معاذ وجعله يرى أنه يعرف اتصالاته وتحركاته منذ فترة طويلة واتهمه بالتورط في تمويل الجماعات الإسلامية والإرهابية المرتبطة بالمقاومة الفلسطينية، وهو ما نفاه حامد. 

ووفقا للصحيفة، واصل عميل الموساد المزعوم حديثه وأطلق تهديداته الأولى ضد معاذ وعائلته، وأخبره أنهم لن يعودوا أبدًا إلى فلسطين وذكر أحد تحقيقاته الصحفية والتي قال فيها إنه كشف النقاب عن نظام الشركات الوهمية التي يعمل بها الموساد في دول أوروبا الشرقية لتجنيد ودفع رواتب مخبريه في الأراضي الأوروبية. 

وأكدت مصادر في شؤون الهجرة والأمن أن الحرس المدني الذي استدعى حامد، ليست لديه صلاحيات في شؤون الهجرة (تقع على عاتق الشرطة الوطنية). كما أشاروا إلى أنه من الشائع أن تتصل خدمات المعلومات الإسبانية بالمهاجرين واللاجئين وتحاول التقاطهم للحصول على معلومات، ولكن ليس بالبروتوكولات التي تنطوي على تهديدات وترهيب مثل تلك التي واجهها حامد. ولا توجد حاليًا اتفاقيات تعاون رسمية تسمح للموساد بتنفيذ أعمال من هذا النوع في الأراضي الإسبانية أو في مباني الدولة.

يشار، إلى أن حامد، أسير محرر قضى عدة سنوات في سجون الاحتلال، وجرى اعتقاله لدى الأجهزة الأمنية الفلسطينية عدة مرات.