الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مؤرخ فلسطيني: الحريق في جبال القدس كشف عن مدرجات زراعية أخفاها الاحتلال

2021-08-18 11:46:57 AM
مؤرخ فلسطيني: الحريق في جبال القدس كشف عن مدرجات زراعية أخفاها الاحتلال
جبال القدس بعد اندلاع الحريق

متابعة الحدث- سوار عبد ربه

قال المؤرخ الفلسطيني، جوني منصور، إن الحرائق التي اندلعت في جبال القدس المحتلة، خلال الأيام القليلة الماضية، كشفت عن مدرجات زراعية بناها أهل البلاد على مدى عقود طويلة.

وأوضح منصور في منشور له على "فيسبوك" أن هذه المدرجات، نظمها الفلاح الفلسطيني على مدى عقود، ليحافظ على أرضه وترتبها، ويعتاش منها.

ووفقا للمؤرخ الفلسطيني، قام الاحتلال الإسرائيلي، بتشجير مساحات شاسعة من هذه الجبال وغيرها بهدف إخفاء تضاريس ومعالم المنطقة وإبادة ما كونته الأيادي الفلسطينية، في أعقاب عمليات التشجير والتحريج التي قام بها الصندوق القومي لإخفاء كل ما هو فلسطيني لصالح كل ما يوحي بصهيونية ويهودية المكان.

وعطفا على منشور منصور، استخدم الاحتلال هذه الأشجار كحاجز وعر، وللحماية من الاقتحامات الخارجية، وأيضا للتقليل من احتمالات التعرض لقصف أرضي وجوي، جاء هذا في كتاب نشره الصندوق القومي اليهودي عام 1955 بعنوان "غابة ولدت" الذي تناول تفاصيل الأجندة الأمنية لمشروع التشجير.

وأضاف منصور: اعتمد مشروع الصهيونية أيضا على نقل "المكان" الأوروبي إلى فلسطين ليحظى المستوطنون براحة شبيهة بتلك التي عاشوها في أوروبا.

ولفت منصور أن هذه الأشجار تتواجد في مواقع أخرى كأراضي معلول وسحماتا، تخفي قرى ومزارع فلسطينية هدمها الاحتلال عام 1948 بعد تهجير أصحابها، وزرعت مكانها وعليها أشجار الصنوبر الأوروبي.

واستخدم الاحتلال مشاريع التشجير منذ عام 1948، سلاحا أساسيا للسيطرة على الأرض، خاصة أشجار الصنوبر.

ووفقا لدراسة فإنه حتى نهاية الثمانينات، كانت الأشجار التي زرعت على هذا الشكل: 65٪ من المخروطيات (الصنوبر - السرو …)، و8٪ فقط من الكينا والسنديان؛ وهو ما جعل من الصنوبر الشجرة التي تحقق طموحات الصهيونية.

ولم يخف الاحتلال إعجابه الشديد بشجرة الصنوبر، حيث نشر "الصندوق القومي اليهودي" كتابا عام 1935 تناول فيه موضوع زراعة الصنوبر، واصفا إياها بأنها تمتلك قدرة عالية على التأقلم مع أنواع التربة المختلفة، وأنها ذات جذور تمتد بسرعة، وتقاوم الجفاف، كما أن نموها سريع، وأوراقها لا تسقط، ما أعطى ضمانة لغطاء كثيف طوال السنة.

وبين عامي 1948 و1949 دمر الاحتلال ما يقارب 615  تجمعا سكانيا فلسطينيا، فيما هدم بعد حرب 1967، 195 تجمعا سوريا، و75 تجمعا فلسطينيا.

ووفقا لدارسة أعدتها جمعية "زوخروت الإسرائيلية" من بين68 غابة، يملكها "الصندوق القومي اليهودي"، 46  واحدة تخفي تحتها 89 قرية فلسطينية.