السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الرقابة العسكرية الإسرائيلية تكشف تفاصيل جديدة عن حرب أكتوبر 1973

2021-10-06 09:24:35 AM
الرقابة العسكرية الإسرائيلية تكشف تفاصيل جديدة عن حرب أكتوبر 1973
أرشيفية

ترجمة الحدث

قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إنه تم نشر أجزاء من محاضر وبروتوكولات اجتماعات الحكومة الإسرائيلية في أكتوبر 1973 برئاسة  جولدا مائير خلال حرب أكتوبر 1973، بالإضافة إلى أجزاء من مذكرات مكتب مائير، والتي يمكن من خلالها فهم اعتقادات ومشاعر القادة الإسرائيليين خلال أيام القتال، التي توزعت بين الغضب والفوضى إلى النشوة تقريبًا عندما انقلب ميزان القتال.

وتم نشر البروتوكولات من قبل "أرشيف الدولة "في الذكرى الثامنة والأربعين لاندلاع الحرب، في أعقاب الالتماس الذي قدمه "مركز يوم كيبور الحربي" والمحامي بني باريتز للمحكمة العليا. وبحسب يديعوت، سيتم الكشف عن معلومات من "أرشيف الدولة وأرشيفات جيش الاحتلال الإسرائيلي والمؤسسة العسكرية، بعد تقديم الالتماس إلى المحكمة العليا".وبينت الصحيفة أن أحد البروتوكولات التي تم الكشف عنها من يوميات مدير مكتب رئيس الحكومة كان في  صباح 7 أكتوبر، أي بعد يوم واحد من شن المصريين والسوريين للهجوم المنسق "ضد إسرائيل". تقول رئيس حكومة الاحتلال خلال الاجتماع في اليوم المذكور إنهم (العرب) لن يهاجموا إلى حد أو خط معين، سيصنعون خطوطا جديدة وسيستمرون في الهجوم، والدعم الذي نتلقاه من العالم سيختفي، وسيلقى بنا كما الكلاب، لأن العالم لا يحب اليهود، خاصة اليهود الضعفاء".

وبعد يوم واحد من حديث مائير، في بروتوكول آخر تم الكشف عنه، أبلغها رئيس الموساد آنذاك، تسفي زامير، أنه في 5 أكتوبر، قبل يوم واحد من اندلاع الحرب، التقى في لندن مع عميل "إسرائيل" الكبير آنذاك، أشرف مروان المقرب من الرئيس المصري السابق أنور السادات، وقد أكد له أنه ستكون هناك حرب بينما كان تقدير المخابرات الإسرائيلية أن ذلك لن يحدث. 

وفق ما كُشف، مروان كان الوحيد الذي حذر من الحرب، وزامير أرسل برقية بهذا الشأن - لكن كان هناك تجاهل شامل لذلك. يوضح هذا البروتوكول أيضًا كيف أفاد السكرتير العسكري لمائير، العميد يسرائيل ليئور، بأن الهجوم الإسرائيلي في الجنوب كان ناجحًا وأن الخط المصري سينهار، مما يشير إلى النشوة التي كانت "إسرائيل" فيها، والتي لم تستوعب التغيير في علاقات القوة مقارنة بحرب حزيران 1967، وفي النهاية، تبين أنه خطأ وأن الهجوم الإسرائيلي فشل.

وفي بروتوكول سمح بنشره من اجتماع مجلس الوزراء في 12 أكتوبر، تبين أنه في الوقت الذي تمكنت فيه "إسرائيل" من صد السوريين في مرتفعات الجولان في الشمال، كانت تعاني من الضغط في القطاع الجنوبي - حيث عبر المصريون بالفعل قناة السويس - وقد اقترح اللواء حاييم بارليف، الذي خدم في الحرب كقائد للقطاع الجنوبي، عملية عسكرية خطيرة. في الوقت نفسه، تم إبلاغ رئيس الموساد زامير بأن المصريين على وشك شن مرحلة ثانية من هجومهم، والتي تضمنت وصول قواتهم غرب قناة السويس للهجوم على ممر ميتلا في غرب شبه جزيرة سيناء. 

وبحسب الصحيفة نقلا عن الوثائق، فإن المعلومات التي تلقاها رئيس الموساد كانت تفيد بأنه سيتم تشغيل ثلاثة ألوية مظليين مصرية يوم السبت أو الأحد، والتي ستهبط بالمظلات في منطقة بير قفجافة ومتلا - "منطقة العبور". لقد غيرت هذه المعلومة بالفعل مسار المعركة في الجنوب في تلك الأيام، كما تفيد الوثائق، حيث تم إلغاء الهجوم الذي اقترحه بارليف، وتم إصدار تعليمات للقيادة العسكرية بالاستعداد لهجوم مضاد للهجوم المصري.

وفي بروتوكول كشف النقاب عنه في 19 أكتوبر، أجرى وزير جيش الاحتلال موشيه ديان "تقييما ذاتيا" متسائلا عن سبب عدم وجود تحذير، وكيف تمكن المصريون من عبور قناة السويس. وقال ديان: "ما كان ينبغي أن تكون النتائج كما كانت، وكان يجب أن نوقفها. لم نقم بتقييم قدراتهم القتالية بشكل صحيح"، مشيرا إلى أن "إسرائيل لن تكون قادرة على شن حرب طويلة وتكون النتائج لصالحها".

وتظهر الوثائق الجديدة التي تم الكشف عنها كيف ناقش الإسرائيليون تطورات الحرب. على سبيل المثال، في اجتماع للحكومة  عقد مساء 21 أكتوبر، قال وزير الجيش ديان للحاضرين إنه من المستحيل قصف موقع جبل الشيخ بالمدفعية الثقيلة، والذي كان قد سقط بالفعل في يد السوريين.

بحسب المحضر، في نفس اليوم عند منتصف الليل، تحدثت مائير في اجتماع الحكومة عن الخسائر العديدة التي تكبدتها "إسرائيل" في الحرب. وقالت إنه "عند إطلاق النار دائما هناك ضحايا". وتابعت قائلة إن الحكومة اتخذت قرارات صائبة للغاية حالت دون مقتل إسرائيليين آخرين، مثل قرار التركيز على القتال في سوريا وعبور قناة السويس، مشيرة إلى أن "هذه القرارات أنقذت الخسائر ووضعتنا في موقف نكون فيه على الأقل مساويين للعرب".

بعد يومين، وفقًا للبروتوكولات، التقت مائير باللواء بارليف، وحاول إقناعها بمواصلة القتال وأمر الجيش الإسرائيلي بعدم قبول وقف إطلاق النار الذي اقترحته الأمم المتحدة، قبلت مائير ملاحظاته، رغم أنه بعد ذلك بيوم، في 24 أكتوبر، تم التوصل بالفعل إلى وقف لإطلاق النار. تم عقد اجتماع الحكومة في جو أكثر استرخاءً، وقد تناول اتفاقيات وقف إطلاق النار الممكنة واللوجستيات الخاصة بالمفاوضات. 

وفي بروتوكول آخر تم الكشف عنه في اجتماع لحكومة الاحتلال في 27 أكتوبر، بعد ثلاثة أيام من سريان وقف إطلاق النار، تحدث مائير حتى عن إمكانية السلام مع مصر، وقالت: "نحن بحاجة إلى القيام بشيء عام، نحن مستعدون للذهاب إلى السلام على الفور".