الجمعة  19 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ما المطلوب من الرئيس عباس بعد رفض لقائه مرتين من الجانب الإسرائيلي؟

2021-10-07 11:04:59 AM
ما المطلوب من الرئيس عباس بعد رفض لقائه مرتين من الجانب الإسرائيلي؟
الرئيس محمود عباس

الحدث- سوار عبد ربه

رفض مكتب وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، فكرة اللقاء بالرئيس محمود عباس، في مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله، ويأتي هذا الموقف ردا على الدعوة التي وجهها الأخير عبر وفد حزب "ميرتس" الذي زار المقاطعة يوم الأحد الماضي، للابيد للقاء في المقاطعة.

وحول هذا قال المحلل السياسي أحمد الشقاقي لـ"الحدث" إنه "من الواضح أن طبيعة التركيبة داخل كيان الاحتلال سواء في الحكومة أو في المجتمع، هي يمينية متطرفة تؤكد أن هناك انسدادا في أفق مشروع التسوية بشكل كامل، ولا يوجد داخل كيان الاحتلال من يؤمن بإمكانية التسوية في ظل عنوان مشروع حل الدولتين".

ورأى الشقاقي أن السلطة الفلسطينية والرئيس محمود عباس يحاولان جاهدين من أجل البحث عن أي مسار يمكن أن يستهلكان فيه وقتا مضاعفا وضائعا من أجل استئناف ما يشبه عملية التسوية وليس عملية التسوية بالكامل.

 وكان الرئيس عباس قد طلب في وقت سابق من الوزراء الإسرائيليين خلال لقاء بينهما في مقر المقاطعة في رام الله مؤخرا، إيصال رسالة لوزيرة الداخلية لدى الاحتلال "أيليت شاكيد" بأنه يرغب بلقائها، وهي بدورها رفضت اللقاء قائلة إنها "لن تلتقي بأبو مازن، ولا يمكنها أن تجلس مع شخص ينكر المحرقة، ويقوم بمحاكمة جنود جيش الاحتلال في الجنائية الدولية وكذلك يدفع رواتب لمن يقتل اليهود، وفقا للإعلام العبري.

وبحسب الشقاقي هذا كله استهلاك للوقت من جانب السلطة الفلسطينية، فالاستجداء والمطالبة بعقد اللقاءات لن يجدي نفعا مع الإسرائيليين، الأمر الذي سيتسبب بخسائر كبيرة على المستوى الفلسطيني، سيما وأنه مقابل الاستجداء الرسمي الفلسطيني لعقد لقاءات إسرائيلية، هناك انسداد لأفق اللقاءات على المستوى الداخلي الفلسطيني، وهذا يعطي مؤشرات سلبية.

ويرى الشقاقي أن المطلوب من السلطة الفلسطينية والرئيس عباس هو الانفتاح على الحالة الداخلية الفلسطينية بشكل أكبر، والعمل على تجاوز العقبات الداخلية وحالة التمسك بالشروط التي عقدت من تفاصيل اللقاء الداخلي الفلسطيني، بالإضافة إلى الوصول إلى حالة توافق وطني تخدم الفلسطينيين في هذه المرحلة، وهو المسار الذي يمكن الرهان عليه، في ظل وجود الكثير من الملفات الفلسطينية العالقة.

وأوضح المحلل السياسي أن تأخير كل ما سبق سيتسبب بأضرار على المواطن الفلسطيني وعلى القضايا الوطنية، كما أنه سيخدم الإسرائيليين في توسيع دائرة الاستيطان في الضفة الغربية ومواصلة الحصار الاقتصادي والأمني المفروض على قطاع غزة.

واعتبر الشقاقي أن الإرادة السياسية لدى الرئيس عباس ليست بالمستوى المطلوب، ما يتطلب ضغطا من فصائل منظمة التحرير ومن حركة فتح من أجل كسر حالة الجمود الموجودة في المسار الداخلي الذي يمكن الاستناد إليه كمسار بديل عن حالة امتداد الأفق في الاتصال مع الاسرائيليين.

وفي سؤال حول إدراك الرئيس عباس لهذه الخسارات كلها التي نتجت عن خيار المفاوضات، قال المحلل السياسي إن عباس في خطابه الأخير تحدث أنه أفنى حياته في محاولة الوصول إلى تسوية وإلى اتفاق عبر المفاوضات مع الإسرائيليين وكان واضحا في حديثه أنه هناك انتكاسة لديه في النتيجة التي وصل إليها بعد كل هذه السنوات.

وأشار الشقافي إلى أن الرئيس يعلم جيدا أنه لا أفق لحل الدولتين في ظل المتغيرات والأمر الواقع الذي فرضه الإسرائيليون والغرب والولايات المتحدة الأمريكية وعدم وجود حالة ضغط حقيقية باتجاه كيان الاحتلال.

وفي وقت سابق رفض الرئيس الأمريكي جو بايدن لقاء الرئيس عباس على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وقال بايدن في كلمته في الأمم المتحدة الثلاثاء الماضي، إنه يدعم حل الدولتين، لكنه أقر بأن الجميع "بعيدون جدا عن هذا الهدف في هذه اللحظة".

لكن المحلل السياسي يرى أن موضوع المفاوضات مع الإسرائيليين ليس حاضرا في الأجندة الدولية لدى الإدارة الأمريكية الجديدة، موضحا أن السلطة الفلسطينية كان لديها رهان أن الإدارة الديمقراطية الجديدة في البيت الأبيض ستقدم شيئا في هذا المسار.

وتابع: "كل ما يثار من حديث في الإعلام يعكس أن هناك تباطؤا كبيرا وعدم جدية أمريكية في هذا الموضوع، كما أن الزيارات الإسرائيلية في واشنطن مخرجاتها جاءت في هذا الإطار، كما أن السلطة الفلسطينية حتى الآن لم تحقق أي إنجاز عملي حقيقي في هذا المضمار".