الحدث - قيس أبو سمرة
أرجع محللون فلسطينيون تنفيذ المقاومة الفلسطينية لعمليات فردية ضد أهداف إسرائيلية في الضفة الغربية، إلى استمرار الانتهاكات اليومية الإسرائيلية، متفقين على أن الضفة على موعد مع تصعيد عمل المقاومة.
وأطلق مجهولون النار على سيارة إسرائيلية أمس الاثنين، ما أدى إلى إصابة 4 من المستوطنين، 3 منهم جروحهم "خطيرة"، فيما قتل مستوطن وأصيب أخر بجروح قبل أسبوع في عملية نفذها مسلح فلسطيني غرب رام الله، في عملية تعتبر السادسة منذ بدء شهر رمضان وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
وقال الخبير العسكري الفلسطيني اللواء المتقاعد "واصف عريقات" اليوم الثلاثاء، للأناضول إن "المقاومة الفلسطينية استفادت من الدروس السابقة، وبات العمل الفردي غير المنظم سيد الموقف، فعندما يفكر شخص ويخطط وينفذ وحده، يصعب على أكبر جهاز مخابرات في العالم كشفه".
وأضاف أن "الأوضاع في الضفة الغربية مرشحة للمزيد من العمليات ضد أهداف إسرائيلية، نتيجة الممارسات الإسرائيلية القمعية، فكل فعل له رد مساو له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه".
ومضى بقوله "إسرائيل باتت تعلم أنها تواجه أعمالاً فردية، وهي تتوقع مزيدا من العمليات الناتجة عن ممارساتها اليومية بحق الأسرى والمقدسات وقطاع غزة وغيرها".
من ناحيته قال أستاذ الإعلام في جامعة النجاح الوطنية "فريد أبو ضهير"، إن "الضفة على صفيح ساخن، ناتج عن ممارسات إسرائيل اليومية".
وأضاف أبو ضهير للأناضول "مرت سنوات والمقاومة في الضفة الغربية شبه متوقفة، لكن الوضع الحالي يشير إلى إمكانية ازديادها، وهي عمليات ردود فعل".
واستبعد أن تكون فصائل خلف العمليات الأخيرة قائلا "العمل التنظيمي يحتاج إلى تخطيط واتصالات وأموال وهذا صعب في الضفة الغربية بسبب الأوضاع الأمنية التي تعيشها من ملاحقة المقاومة من قبل أجهزة الأمن الفلسطينية والإسرائيلية".
ومضى مؤكدا أنه "في هذه الحالة يثبت العمل الفردي نجاحه، وبالتالي يصعب على المؤسسة الأمنية ملاحقة وكشف المنفذ".
من جانبه قال " جهاد حرب" أستاذ العلوم السياسية بجامعة "بير زيت"، إن "العمليات الفردية التي تخلو من البعد والقرار السياسي الفصائلي، تأتي كردات فعل ناتجة عن ممارسات الاحتلال اليومية ومستوطنيه".
وأضاف أنه "حتى اليوم لا يوجد أي قرار من الفصائل الفلسطينية بالعمل العسكري"، مبينا أنه "قد تشهد الأيام القادمة تزايدا أو تراجعا في العمليات وفقا إلى الحالة الأمنية في الضفة الغربية، وممارسات المستوطنين، التي تمس الحياة اليومية للمواطن الفلسطيني".
وأشار إلى أن "تأثير هذه العمليات محدود، قد يطال عقاب لمنطقة ما، أو عائلة ما فقط".
ويشن الجيش الإسرائيلي عمليات اعتقال وتفتيش يومية في الضفة الغربية، حيث تعتقل إسرائيل في سجونها نحو 6500 أسير فلسطيني، منهم أسرى مرضى، ونواب في المجلس التشريعي وأطفال ونساء، فيما تواصل عمليات البناء في المستوطنات الإسرائيلية، وسط جمود في عملية السلام مع الجانب الفلسطيني، واستمرار حصار قطاع غزة