الإثنين  12 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لماذا يخشى نتنياهو التوجه لاتفاق مع السعودية؟

2025-05-11 09:25:11 AM
لماذا يخشى نتنياهو التوجه لاتفاق مع السعودية؟
نتنياهو يخشى توقيع اتفاق تطبيع مع السعودية

الحدث الإسرائيلي

في مقاله المنشور على موقع "يديعوت أحرونوت"، يوجه المحلل السياسي الإسرائيلي بن درور يميني انتقادات لاذعة لرئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ويتهمه بأنه فوّت فرصة استراتيجية نادرة لتوقيع اتفاق تطبيع مع المملكة العربية السعودية، بسبب تمسكه بالحفاظ على تماسك ائتلافه الحكومي، ولو على حساب مصالح إسرائيل القومية والأمنية.

بحسب يميني، فإن هذا الاتفاق كان من شأنه أن يشكل ضربة قاصمة لمحور إيران، ويقلب موازين القوى في المنطقة لصالح إسرائيل، لكن ما حدث في 7 أكتوبر جاء في سياق إفشال هذا المسار.

يميني يوضح أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كان قد أعلن بوضوح في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز في سبتمبر 2023: "كل يوم نقترب من السلام" وتبع ذلك خطاب لنتنياهو في الأمم المتحدة وصف فيه المفاوضات مع السعودية بأنها "فرصة لسلام تاريخي". لكن بعد أقل من أسبوعين، اندلعت حرب غزة، وكانت السعودية من الدول التي أدانت ما جرى دون أن تنقلب على مسار التطبيع، الأمر الذي يؤكد من وجهة نظر يميني أن الرياض لم تكن تنوي منح حماس أي مكسب سياسي.

يرى بن درور يميني أن إيران كانت تخشى هذا التحول السعودي أكثر من خشيتها من سلاح نووي إسرائيلي، وأن الهجوم الذي شنته حماس هدف لإفشال مسار السلام. ويعزز ذلك تصريحات خامنئي بعد أسبوع من الهجوم، التي اعتبر فيها أن “الكيان الصهيوني تلقى ضربة لم يكن يتوقعها”. كما نقل عن الرئيس الأمريكي جو بايدن قوله إن الهجوم نُفّذ لإحباط التطبيع بين إسرائيل والسعودية، وهو ما أكده خامنئي لاحقاً في خطاب نشر في يونيو 2024، مما يعني أن إيران كانت الطرف الأكثر استفادة من فشل الاتفاق.

في السياق نفسه، يشير يميني إلى أن السعودية رفضت، خلال القمة العربية-الإسلامية في الرياض في نوفمبر 2023، الانصياع لمقترحات من الجزائر وإيران لإلغاء الاتفاقيات مع إسرائيل أو طرد سفرائها. وهذا يعكس – في رأيه – أن القيادة السعودية لا ترى في حماس حركة مقاومة شرعية. كما يؤكد أن السعودية ليست على استعداد لدفع ثمن سياسي لحركة مثل حماس.

ينتقد يميني بشكل خاص حجة نتنياهو بأن السعودية تشترط الاعتراف بدولة فلسطينية للتطبيع، ويصف ذلك بـ”الهراء”، مشيراً إلى أن السعوديين لا يريدون دولة فلسطينية تابعة لحماس أو لإيران أو حتى للإخوان المسلمين. ويستشهد بحظر جماعة الإخوان المسلمين في الأردن كدليل على أن الأنظمة العربية المعتدلة لا ترغب في كيان فلسطيني قد يشكل تهديداً أمنياً لها من الداخل.

في ختام المقال، يعرب يميني عن أسفه لأن نتنياهو يرفض تقديم حتى مجرد إيماءة رمزية للفلسطينيين – سواء كانت تجميداً مؤقتاً للاستيطان أو أي خطوة لبناء الثقة – لأنه يخشى من سقوط حكومته إذا ما فقد دعم شركائه المتطرفين. وبهذا – من وجهة نظره – يُضعف إسرائيل ويمنح إيران وحماس ما تسعيان إليه: إسرائيل معزولة، مفككة، ومحرومة من فرص استراتيجية كان يمكن أن تقلب المعادلة في المنطقة.