السبت  02 آب 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الحوثي: هذا الأسبوع هو الأقسى والأكثر مأساوية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

2025-07-24 07:12:34 PM
الحوثي: هذا الأسبوع هو الأقسى والأكثر مأساوية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة

 

الحدث العربي والدولي

قال زعيم حركة "أنصار الله" في اليمن السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، إن الأسبوع الجاري هو "الأقسى والأكثر مأساوية ومظلومية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة"، مشيرًا إلى أن الأطفال يمثلون هدفًا مركزيًا في جرائم الاحتلال، حيث يُمنع عنهم حتى حليب الأطفال في سياسة وصفها بـ"الإبادة المعلنة".

وأضاف الحوثي، اليوم الخميس، كلمة مطولة تناول فيها "تطورات العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أكثر من 22 شهرًا"، أن مشاهد الأطفال والرضع في غزة "تمثل وصمة عار على جبين البشرية، وفي المقدمة المسلمين"، منتقدًا الصمت الدولي تجاه الفيديوهات التي تتباهى بها "العصابات الصهيونية التي تسمي نفسها الجيش الإسرائيلي"، والتي تُظهر عمليات القتل كنوع من اللهو والتسلية.

استهداف النساء وتدمير الحياة اليومية في غزة

في سياق حديثه، أشار الحوثي إلى الاستهداف المباشر للنساء الحوامل والمسنّات، ووصف المعاناة التي يتعرضن لها بأنها "مؤلمة ومحزنة للغاية".

وقال إن "العدو الإسرائيلي يقتل الفلسطينيات بالقنابل الأمريكية ويهجّرهن من منطقة إلى أخرى، ويمنع عنهن الماء والغذاء والدواء".

وذكر أن آلاف العائلات في غزة لم تذق الطعام على مدى خمسة أيام، فيما سقط أكثر من ألف شهيد خلال أيام قليلة في ما وصفها بـ"مصائد الموت الأمريكية".

انهيار الوضع الصحي والإنساني في غزة

أوضح الحوثي أن حالات الوفاة بين الأطفال والرضع مستمرة بسبب تدهور الأوضاع الإنسانية، مشيرًا إلى أن أكثر من 900 ألف طفل يعانون من الجوع في غزة، وأن 70 ألفاً دخلوا مرحلة سوء التغذية.

كما حذّر من تفاقم الوضع الصحي، قائلاً إن حياة مرضى السكري والكلى "مهددة بسبب سوء التغذية ونوبات التجويع القاتلة"، مضيفًا أن ما يجري في غزة "فضيحة إنسانية للمجتمع الدولي، ومنظمة التعاون الإسلامي متقاعسة حتى عن إصدار بيان فعال".

خذلان عربي شامل.. وصمت مخزٍ تجاه الإبادة

هاجم الحوثي بشدة موقف الأنظمة العربية والإسلامية، واصفًا إياها بـ"المتخاذلة والمتواطئة"، قائلاً: "الشعب الفلسطيني في غزة يشعر بالخذلان العربي قبل غيره، ولسان حاله: أين العرب؟ لماذا هذا الصمت؟ أين المسؤولية الإنسانية والإسلامية؟"

واعتبر أن الموقف العربي الميت "يمثل تنكرًا جماعيًا للقيم الإسلامية والإنسانية، ويُسهِم مباشرة في ما وصل إليه الإجرام الصهيوني بحق الفلسطينيين"، مشيرًا إلى أن بعض الأنظمة الإسلامية "تُظهر التعاطف الإعلامي مع غزة، لكنها في الواقع تواصل التبادل التجاري مع الكيان الصهيوني بمستويات غير مسبوقة".

التطبيع خيانة ومشاركة في الجريمة

أكّد الحوثي أن "مسار التطبيع مع العدو الإسرائيلي هو انحدار سافر وتعاون مع عدو الأمة في دينها ودنياها"، منتقدًا محاولات بعض الأنظمة تقديم "بدائل للعدو الإسرائيلي بعد مواقف اليمن من الملاحة الصهيونية".

وشدّد على أن تطبيع العلاقات لم يتوقف عند الجانب الدبلوماسي، بل وصل إلى إمداد الاحتلال بمواد غذائية ولوجستية خلال ذروة المجاعة في غزة، قائلاً: "أنظمة عربية تمد العدو الإسرائيلي بما يحتاج، بينما تُحاصَر غزة، ويُمنع عنها الماء والطعام والدواء".

إعلام موجه ضد من يناصر غزة

انتقد الحوثي الحملات الإعلامية التي تُشنّ ضد الجهات والشخصيات المناصرة للشعب الفلسطيني، قائلاً إن الأنظمة العربية "تتبنّى المنطق الإسرائيلي والأمريكي لكن باللغة العربية"، وإن كثيراً من الدول العربية "تمنع أي تظاهرات أو فعاليات شعبية للتضامن مع غزة".

وأشار إلى أن الوضع في بعض الدول العربية بات "مشابهًا للغرب الذي يمنع أي انتقاد للاحتلال تحت عنوان معاداة السامية".

الحركة الصهيونية: مشروع إبادة واستعباد عالمي

وسلّط الحوثي الضوء على ما أسماه "الخطر العقائدي للحركة الصهيونية"، مؤكدًا أنها "صنيعة يهودية تعمل بأجنحة أمريكية وإسرائيلية لخدمة مشروع عالمي للهيمنة".

وأوضح أن الصهاينة "يربّون أبناءهم على نظرة دونية للمجتمعات البشرية الأخرى، ويرون العرب كائنات تشبه البشر فقط من أجل أن يخدموا إسرائيل".

وأضاف أن هذه العقيدة المتطرفة "هي التي تقف وراء الوحشية الحالية في غزة، وتغذي الحقد الصهيوني على الأمة الإسلامية".

"السلطة الفلسطينية" شريكة في الغباء

انتقد الحوثي "السلطة الفلسطينية" لمطالبتها نزع سلاح المقاومة، واعتبر ذلك "من أبشع أشكال الغباء"، مؤكداً أن "المنطق الصحيح هو ألا يمتلك العدو الإسرائيلي أي قطعة سلاح، لا أن يُمنح كل أنواع السلاح الفتاك بينما يُطلب من الفلسطينيين أن يسلموا سلاحهم".

وأضاف: "شعوبنا هي الأحوج لامتلاك السلاح لأنها في موقع المعتدى عليها ولأنها في الموقف الحق والعادل"

صمود المقاومة في غزة يُربك حسابات العدو

قال عبدالملك بدرالدين الحوثي إن الصمود العظيم لإخوتنا المجاهدين في قطاع غزة مستمر، مشيرًا إلى أن بطولاتهم قلّ أن يشهد العالم لها نظيراً. وأكد أن العدو الإسرائيلي يعترف بأنه يواجه معضلة كبيرة في قطاع غزة، مشددًا على أن هذا الاعتراف يعكس أزمة حقيقية على المستوى العسكري.

وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي يعاني في قوته البشرية، ويواجه أزمة في المرضى النفسيين ومن تهرب الكثير من "قوات الاحتياط". واعتبر أن الصمود والبطولات في غزة يثبت الخيار الصحيح والاتجاه الصحيح، مؤكدًا أن التجويع الجماعي لسكان قطاع غزة لا يعبر عن قوة عسكرية ولا عن انتصار عسكري بل هو مجرد إجرام رهيب وجرائم فظيعة جداً.

وأوضح أن "كتائب القسام" نفذت ما يقارب 15 عملية متنوعة ما بين كمائن وتدمير لآليات العدو وقنص لمجرميه، فيما "سرايا القدس" نفذت عمليات عظيمة ومهمة. وأضاف أن الجو العام بالنسبة لإخوتي المجاهدين في قطاع غزة جو تعاون وتكاتف وتضافر للجهود وهذا شيء عظيم ومهم.

مواقف دينية متباينة وموقف مخزٍ للأزهر

أشاد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمواقف مفتي سلطنة عمان ومفتي ليبيا واصفًا إياها بالمشرفة، في المقابل انتقد موقف الأزهر الذي سحب بيانًا سابقًا ندّد فيه بالجرائم الإسرائيلية، واصفًا هذا التراجع بأنه أمر "محزن ومؤسف".

وأوضح أن الخضوع لحسابات سياسية باطلة وزائفة يعكس حال كثير من علماء الدين ممن يتجهون نحو السكوت والخضوع والتثبيط، مشيرًا إلى أن من يثبط صراحة تجاه غزة هم أنفسهم من كانوا أبواقًا للفتنة يفتون بوجوب الجهاد في سوريا والعراق ودول أخرى.

فرصة عظيمة للمسلمين في ظل انكشاف العدو

أشار الحوثي إلى أن المرحلة الحالية تمثل فرصة عظيمة للمسلمين، في ظل إدانات غير مسبوقة للعدو الإسرائيلي واعتراف واسع بالمظلومية الفلسطينية، مؤكدًا أن الانكشاف الأمريكي والإسرائيلي والأوروبي بلغ مستويات غير مسبوقة.

وأضاف أن الأجواء العالمية اليوم تصب في مصلحة المسلمين، إن هم وعوا هذه اللحظة وأهمية استغلالها لدفع الخطر عنهم، منتقدًا في الوقت ذاته المواقف السلبية لبعض الأنظمة العربية والإسلامية، والتي لا ترقى لمستوى التضامن الذي تبديه بعض دول أقصى الأرض.

دور يمني مستمر في الإسناد العسكري والسياسي

أكد الحوثي استمرار جبهة الإسناد من اليمن في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، كاشفًا أن هذا الأسبوع شهد تنفيذ 11 عملية ما بين صواريخ فرط صوتية وطائرات مسيّرة باتجاه الأراضي المحتلة.

وأشار إلى استمرار حظر الملاحة البحرية على العدو الإسرائيلي، وعودة ميناء "أم الرشراش" للإغلاق التام، مؤكدًا أن لهذا الإغلاق خسائر كبيرة على العدو وهزيمة حقيقية.

وأوضح أن عدد العمليات منذ بداية الإسناد بلغ 1679 ما بين صواريخ وطائرات مسيرة وزوارق حربية، مشددًا على أن العدو فشل في التأثير على الموقف اليمني في جولتي العدوان الأمريكي والبريطاني والإسرائيلي، رغم تنفيذ 2843 غارة وقصف بحري على اليمن وسقوط المئات من الشهداء والجرحى.

وقال الحوثي إن العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي فشل في وقف الموقف اليمني الداعم لغزة، مؤكدًا: "هذا هو وقت الجهاد أكثر من أي وقت مضى، في ميدان واضح، وقضية واضحة، وعدو صريح للإسلام والمسلمين".

وتساءل: "أين البقية من أبناء الأمة؟ حتى من كانوا يتحركون تحت عناوين إسلامية وجهادية، لماذا لا يتحركون لمناصرة الشعب الفلسطيني؟"، مجددًا التأكيد على أن الموقف اليمني الرسمي والشعبي والعسكري لن يألو جهدًا في نصرة الشعب الفلسطيني.

وأعلن الحوثي أن اليمن يدرس خيارات تصعيدية إضافية، ويسعى باستمرار لتطوير القدرات العسكرية لتكون أكثر فاعلية في الضغط على العدو الإسرائيلي، مؤكدًا أن علماء اليمن يقدمون نموذجًا ملهمًا لبقية علماء العالم الإسلامي.

وأشار إلى أهمية الوقفات القبلية المستمرة ودورها المركزي، مشيدًا بالمظاهرات الحاشدة في جامعة صنعاء كنموذج يُحتذى لبقية الجامعات الإسلامية، داعيًا طلاب وأكاديميي العالم الإسلامي للتحرك.

وكشف عن أن عدد المتدربين في التعبئة العامة تجاوز المليون وسبعة آلاف متدرب، معتبرا ذلك إنجازًا كبيرًا ومهمًا.

وناشد الحوثي الأنظمة التي تفصل اليمن جغرافيًا عن فلسطين بفتح المنافذ لعبور مئات الآلاف من أبناء الشعب اليمني لنصرة الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن ذلك هو ما يتمناه ويسعى إليه.

وأشار إلى أن الشعب اليمني يتألم كثيرًا، وأن المظاهرات والمسيرات تؤكد توفر الإرادة والتفاعل الشعبي، وأن الموقف اليمني الثابت لم يتزحزح رغم العدوان والحصار والحملات الدعائية التي فشلت.

ودعا الحوثي إلى خروج مليوني غير مسبوق في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات والمديريات، قائلًا إن نصرة الشعب الفلسطيني واجب إنساني وأخلاقي وإيماني.

وخاطب الشعب اليمني قائلاً: "خروجكم المستمر في كل أسبوع بهذا الزخم العظيم هو جهاد لن يضيع عند الله، وهو يرسخ القيم الإيمانية والإنسانية".

واختتم كلمته بالتحذير من السكوت عن الإجرام الصهيوني، مؤكدًا أن "السكوت سيقود إلى كارثة تشمل الجميع"، داعيًا إلى التحرك الفوري، قائلاً: "لا بد من التحرك وفق السنن الإلهية في مواجهة العدو، وإلا فإن طغيانه سيتوسع وشرّه سيطال الأمة كلها".

وترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 201 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.