الأحد  17 آب 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

احتجاجات لإتمام صفقة التبادل.. وشرطة الاحتلال تعتقل عشرات المشاركين

2025-08-17 01:24:31 PM
احتجاجات لإتمام صفقة التبادل.. وشرطة الاحتلال تعتقل عشرات المشاركين
شرطة الاحتلال تعتقل عشرات المتظاهرين

الحدث الإسرائيلي

شهدت مناطق مختلفة اليوم الأحد تصاعدًا لافتًا في احتجاجات عائلات الأسرى لدى المقاومة، والتي اتخذت شكل إضرابات ووقفات ومسيرات واسعة من تل أبيب حتى القدس. ففي ميدان كابلان بتل أبيب، حاولت شاحنة شق طريقها وسط المتظاهرين، ما أثار توترًا ومشادات، بينما تقدمت المسيرة الناجيتان من الأسر أربل يهود وشني غورين اللتان أصبحتا رمزًا للحملة المطالبة بإتمام صفقة التبادل.

رئيس اتحاد العمال (الهستدروت) أرنون بار دافيد، الذي لم يعلن انضمامًا رسميًا، وجّه رسالة من “مقر الأسرى” في تل أبيب دعا فيها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى إبرام صفقة فورية. وقال: “ليست هذه قضية سياسية بين يمين ويسار، بل قضية إنسانية ووطنية. لقد آن الأوان لإغلاق هذا الملف وإعادة الأسرى إلى بيوتهم”.

شرطة الاحتلال من جانبها أعلنت اعتقال 32 شخصًا بتهمة الإخلال بالنظام، واستخدمت خراطيم المياه لتفريق متظاهرين أغلقوا شارع 16 عند مدخل القدس، قبل أن ينتقلوا إلى نفق الخروج من المدينة ويغلقوه أيضًا.

في كلمة بساحة الأسرى في تل أبيب، قالت أربل يهود إن الضغط العسكري “يقتل الأسرى بدلًا من إنقاذهم”، مؤكدة أن “الطريق الوحيد هو صفقة شاملة وفورية”. وأضافت: “الرهائن يعيشون في أنفاق خانقة بلا ماء ولا هواء. الحكومة تواصل غض الطرف عن هذه المأساة المستمرة”.

في مواجهة الانتقادات الحكومية للمظاهرات واتهامها بخدمة المقاومة، ردت عائلات الأسرى بأن مهاجمتهم “عارٌ وتهرّب من المسؤولية”، داعية وزراء الليكود إلى الانضمام لمطالب الشارع. المعارضة بدورها هاجمت الحكومة، إذ قال يائير لبيد إن من عزز حماس هو من “أرسل لها ملايين الدولارات في حقائب”، فيما اعتبر بيني غانتس أن “الهجوم على العائلات يضعف المجتمع ويقسّمه”.

أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزيرة المواصلات ميري ريغيف فاعتبرا أن الاحتجاجات “تضعف إسرائيل وتقوي حماس”، بينما قلل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش من حجمها، واصفًا إياها بأنها “صغيرة ولا تحظى بتأييد جماهيري واسع”، بل هي “نتاج خطاب عاطفي يهدف للضغط على الحكومة”.

على الطرف المقابل، اتخذ رئيس الاحتلال يتسحاق هرتسوغ موقفًا مغايرًا، إذ حضر إلى ميدان تل أبيب وأعلن تضامنه مع العائلات، مؤكدًا أن “كل الإسرائيليين يريدون رؤية الأسرى في بيوتهم”، وداعيًا المجتمع الدولي إلى الضغط على المقاومة للإفراج عنهم.

وفي مستوطنة بئيري، نظمت عائلات أخرى مسيرة احتجاجية، حيث قالت والدة الأسير القتيل ساهر باروخ إن “الأسرى الأحياء يواجهون خطر الموت البطيء ويجب إعادتهم قبل فوات الأوان”، داعية كذلك لاستعادة جثامين القتلى “من أجل إغلاق الدائرة”.

اليوم الاحتجاجي، الذي وصفه المنظمون بأنه “إضراب شامل لوقف الدولة”، مثّل ذروة جديدة للتوتر بين عائلات الأسرى وحكومة نتنياهو، وأعاد فتح النقاش حول صفقة التبادل باعتبارها المخرج الوحيد من الأزمة التي تهدد بانقسام داخلي متزايد في المجتمع “الإسرائيلي”.