الثلاثاء  16 أيلول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

تقرير يتناول كيف تمكّن الاحتلال من تتبع شخصيات إيرانية واستهدافها

2025-08-31 04:56:17 AM
تقرير يتناول كيف تمكّن الاحتلال من تتبع شخصيات إيرانية واستهدافها
شهداء قادة الحرس الثوري الإيراني والعسكريين والعلماء الذين ارتقوا بعدوان الاحتلال

الحدث العربي والدولي 

قال تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" إن الاحتلال تمكن من تتبع تحركات شخصيات إيرانية بارزة واستهدافها خلال المواجهة الأخيرة، عبر تتبع الهواتف المحمولة التي كان يحملها أفراد من قوات أمنهم.

وبحسب التقرير، فإن "الاجتماع المستهدف كان سريا للغاية لدرجة أن الحاضرين فقط، وهم عدد قليل من كبار المسؤولين الحكوميين والقادة العسكريين الإيرانيين، كانوا يعرفون توقيته ومكانه".

وأوضحت الصحيفة أن ذلك وقع في 16 حزيران، اليوم الرابع من عدوان الاحتلال على إيران، عندما اجتمع المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في مخبأ يقع على عمق 100 قدم تحت منحدر جبلي في غرب طهران. وخلال أيام، شنّ الاحتلال حملة قصف جوي مكثفة دمرت مواقع عسكرية وحكومية ونووية في أنحاء إيران، واغتالت الصف الأول من قادة الجيش الإيراني وعلمائه النوويين.

ووفق "نيويورك تايمز"، وصل المسؤولون الإيرانيون، ومن بينهم الرئيس مسعود بزشكيان، ورؤساء السلطة القضائية ووزارة الاستخبارات وكبار القادة العسكريين، في سيارات منفصلة، دون حمل هواتف محمولة، إدراكا منهم أن استخبارات الاحتلال قد تتعقبهم.

ورغم هذه الاحتياطات، أطلقت طائرات حربية تابعة للاحتلال ست قنابل على المخبأ فور بدء الاجتماع، مستهدفة بوابتي الدخول والخروج. ومن اللافت أن أحدا من الحاضرين لم يستشهد، لكن عند خروجهم وجدوا جثامين عدد من الحراس الذين استشهدوا في الانفجارات.

وبيّنت الصحيفة أن الهجوم أحدث حالة ارتباك في أجهزة الاستخبارات الإيرانية، وسرعان ما اكتشفت ثغرة أمنية خطيرة: إذ تمكن الاحتلال من تحديد موقع الاجتماع عبر اختراق هواتف الحراس الشخصيين الذين رافقوا القادة إلى المكان وانتظروا خارج المخبأ.

وأضافت أن تتبع الاحتلال للحراس لم يُكشف عنه سابقا، وكان جزءا من جهد أوسع لاختراق أكثر الدوائر حراسة في منظومة الأمن والاستخبارات الإيرانية، ما دفع المسؤولين في طهران إلى البحث عن "أشباح" طيلة شهرين.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إيرانيين، أن الاستخدام غير الحذر للهواتف المحمولة من قبل الحراس الأمنيين بما في ذلك النشر على مواقع التواصل مكّن الاستخبارات العسكرية التابعة للاحتلال من تتبع العلماء النوويين والقادة العسكريين واستهدافهم بضربات صاروخية خلال الأسبوع الأول من الحرب.

وقال ساسان كريمي، نائب مساعد الرئيس الإيراني سابقا والمحلل السياسي الحالي: "نعلم أن القادة لم يحملوا هواتف، لكن الحراس والسائقين فعلوا، ولم يتخذوا الاحتياطات بجدية، ولهذا تم تعقب معظمهم".

واستند التقرير إلى مقابلات مع خمسة مسؤولين إيرانيين كبار، وعضوين في الحرس الثوري، وتسعة مسؤولين عسكريين واستخباراتيين تابعين للاحتلال.

وأشار التقرير إلى أن وحدة نخبوية في الحرس الثوري تُدعى "أنصار المهدي" تتولى حماية القادة والعلماء، بقيادة اللواء محمد جواد أسدي، الذي حذر شخصيا عددا من القادة والعالم النووي محمد مهدي طهرانجي من أن الاحتلال يخطط لاغتيالهم، قبل شهر على الأقل من استشهادهم في اليوم الأول من الحرب.

وأوضح أن الحظر على استخدام الهواتف المحمولة لم يكن يشمل الحراس بداية، لكن بعد موجة الاغتيالات في اليوم الأول، أصبحت القاعدة أن يحمل الحراس فقط أجهزة اتصال لاسلكي، فيما يُسمح لقادة الفرق بحمل الهواتف دون مرافقة مباشرة.

إلا أن أحد الحراس انتهك هذه القاعدة وأحضر هاتفا إلى اجتماع مجلس الأمن القومي، ما مكّن الاحتلال من تنفيذ الضربة بدقة.

وبيّن التقرير أن تتبع حراس الشخصيات الإيرانية ساعد الاحتلال في تحديد مكان الاجتماع في 16 حزيران، وكان ذلك جزءا من خطة تُعرف باسم "عملية الزفاف الأحمر" (Operation Red Wedding)، في إشارة إلى حلقة دامية من مسلسل "صراع العروش"، وكان من بين الأهداف العميد أمير علي حاجي زاده، قائد القوة الجو-فضائية في الحرس الثوري.

وذكر مسؤولون تابعون للاحتلال أن الخطة كانت تهدف إلى ضرب 20 إلى 25 هدفا بشريا في إيران دفعة واحدة، لأنهم سيكونون أكثر حذرا لاحقا، ما يصعّب استهدافهم لاحقا.

وفي مقابلة مصورة، قال القائد الجديد للحرس الثوري العميد أحمد وحيدي إن الاحتلال استخدم تكنولوجيا متقدمة لاكتشاف أماكن الاجتماعات الحساسة، رغم وجود جواسيس له داخل إيران.

وخلص التقرير إلى أن الاحتلال اعتبر وعي إيران المتزايد بالتهديد فرصة يمكن استغلالها. ونتيجة لموجة الاغتيالات، أمر المرشد الأعلى علي خامنئي بتدابير أمنية مشددة، شملت منع استخدام الهواتف المحمولة وتطبيقات مثل واتساب، لكن الاستخبارات التابعة للاحتلال اكتشفت أن الحراس لم يكونوا يحملون الهواتف فحسب، بل ينشرون منها أيضا على مواقع التواصل.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الاحتلال قوله: "استخدامهم هذا العدد الكبير من الحراس الشخصيين هو نقطة ضعف فرضناها عليهم واستغللناها".