الحدث العربي والدولي
يتجه الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في اليابان إلى حسم سباقه القيادي بين القومية المتشددة ساناي تاكايشي (64 عامًا) والسياسي الشاب شينجيرو كويزومي (44 عامًا)، الوريث لسلالة سياسية بارزة، في خطوة ستحدد ملامح رئاسة الوزراء المقبلة. وقد جرت هذه التطورات في طوكيو – 4 تشرين الأول 2025، مع إجراء جولة إعادة لاختيار الزعيم الجديد للحزب الذي سيتولى رئاسة الحكومة.
وفي حال فوز تاكايشي ستصبح أول امرأة تقود الحكومة اليابانية، بينما سيجعل فوز كويزومي منه أصغر رئيس وزراء منذ نحو 140 عامًا. ويأتي هذا التحول في ظل ضغوط داخلية متزايدة على الحزب الحاكم نتيجة ارتفاع الأسعار وتراجع الثقة الشعبية، في وقت يتعزز فيه حضور المعارضة التي تقدم وعودًا بتحفيز اقتصادي واسع وتشديد السياسات تجاه الأجانب.
على الصعيد الدولي، تتزامن هذه التطورات مع تحولات كبرى في البيئة العالمية: تصاعد التوتر في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي، احتدام المنافسة بين الولايات المتحدة والصين على النفوذ في آسيا، وتصاعد التحديات الأمنية المرتبطة بكوريا الشمالية. كما أن الحرب في أوكرانيا والتوترات في الشرق الأوسط أعادت تشكيل الأولويات الأمنية والاقتصادية للدول الكبرى، بما فيها اليابان التي تعتمد على التحالف مع واشنطن لضمان أمنها، وتسعى في الوقت ذاته للحفاظ على توازن دبلوماسي مع شركاء آسيويين.
ويُتوقع أن تواجه القيادة اليابانية المقبلة مسؤوليات مضاعفة لصياغة سياسة خارجية أكثر مرونة، بما يحفظ موقع طوكيو في التحالفات الغربية، ويعزز حضورها الإقليمي، ويتيح لها مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية التي تزداد تعقيدًا.