الحدث العربي والدولي
يصوّت السوريون، اليوم الأحد، لاختيار أول برلمان لهم منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي. وتُعد هذه الانتخابات محطة فارقة لتأسيس مجلس الشعب الجديد، الذي سيُنتخب من قبل الهيئات الناخبة المشكّلة في مختلف المحافظات السورية.
تفاصيل العملية الانتخابية والإجراءات اللوجستية
وستفتح مراكز الاقتراع أبوابها في تمام التاسعة صباحًا بالتوقيت المحلي، ويقتصر التصويت على الأعضاء المعتمدين في الهيئات الناخبة، وفقًا لـ نوار نجمة، المتحدث باسم اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب.
تستمر عملية الاقتراع حتى الثانية عشرة ظهرًا بالتوقيت المحلي، مع إمكانية التمديد حتى الرابعة بعد الظهر كحد أقصى في حال لم يُدلِ جميع أعضاء الهيئة الناخبة بأصواتهم.
تأجيل التصويت في بعض المحافظات والنتائج المرتقبة
وأفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن عملية التصويت تجري في مراكز الدوائر الانتخابية المحددة في معظم المحافظات. ومع ذلك، سيتم تحديد موعد لاحق للاقتراع في أجزاء من محافظتي الرقة والحسكة، بالإضافة إلى جميع دوائر محافظة السويداء. وبناءً عليه، ستبقى مقاعد هذه الدوائر شاغرة لحين توافر الظروف المناسبة، ما يعني أنه من المتوقع أن يبقى 19 مقعدًا في البرلمان شاغرًا، بحسب تقارير إعلامية. وتعود أسباب التأجيل إلى دوافع أمنية وسياسية، لا سيما في مناطق الشمال الشرقي التي تسيطر عليها سلطات بقيادة الأكراد، والسويداء التي تسيطر عليها جماعات مسلحة درزية.
بعد الانتهاء من الاقتراع، ستبدأ عملية فرز الأصوات، على أن تُعلَن النتائج الأولية مباشرة عبر وسائل الإعلام. وستتم إحالة العملية لاحقًا إلى لجان الطعون للنظر في أي اعتراضات، قبل إعلان النتائج النهائية خلال مؤتمر صحفي رسمي تعقده اللجنة العليا للانتخابات يوم الإثنين أو الثلاثاء المقبلين.
آلية انتخابية جديدة وتوزيع المقاعد
وكان قد صدر مرسوم رئاسي عن الرئيس أحمد الشرع بتشكيل اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب، لتتولى الإشراف على كامل العملية. واعتمد المرسوم آلية جديدة تقوم على انتخاب ثلثي أعضاء المجلس عبر الهيئات الناخبة، وتعيين الثلث المتبقي من قبل رئيس الجمهورية.
وتم تحديد عدد أعضاء مجلس الشعب بـ 210 أعضاء، موزعين وفق الكثافة السكانية للمحافظات وحسب فئتي الأعيان والمثقفين. وتقتصر أهلية الترشح على أعضاء الهيئات الناخبة فقط.
وبرّرت السلطات اللجوء إلى هذا النظام، بدلاً من الاقتراع العام المباشر، بسبب الافتقار إلى بيانات موثوقة للسكان بعد نزوح ملايين السوريين نتيجة الحرب. وقد بلغ عدد المرشحين الإجمالي 1578 شخصًا، وشكّلت النساء منهم نسبة 14%.
وستكون مدة مجلس الشعب الجديد عامين ونصف، قابلة للتمديد.