الأحد  05 تشرين الأول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

موقع والا العبري: نتنياهو يحاول تسويق إعلان ترامب وكأنه بالتنسيق معه

2025-10-05 10:24:27 AM
موقع والا العبري: نتنياهو يحاول تسويق إعلان ترامب وكأنه بالتنسيق معه
أرشيفية

الحدث الإسرائيلي

اعتبر موقع “والا” العبري أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو يعيش تحت ضغط سياسي وإعلامي غير مسبوق، إذ لجأ منذ يوم السبت الماضي إلى تقديم إحاطات للصحفيين في محاولة لتبرير وقف إطلاق النار الذي جاء بتوجيه مباشر من واشنطن، في تناقض واضح مع وعوده المتكررة خلال العامين الأخيرين بالقضاء التام على حركة حماس وتحقيق “النصر المطلق”. وأكد الموقع أن نتنياهو بدا معنياً أكثر من أي وقت مضى بصياغة رواية توحي أن ما جرى كان بمبادرته الخاصة، وأن الضغط العسكري الذي قاده هو ما فرض على حماس تغيير موقفها، وأن كل شيء تم بالتنسيق الكامل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

لكن المقابلة التي منحها ترامب للصحفي باراك رافيد من القناة 12 العبرية كشفت أن التنسيق لم يكن كاملاً، إذ خاطب نتنياهو قائلاً بوضوح: “من الأفضل أن تكون بخير معي”. هذه الإشارة العلنية فضحت محاولة نتنياهو الإيحاء بأنه مهندس الصفقة، فيما الحقيقة أن ترامب كان هو من فرض إيقاع الأحداث وأجبر إسرائيل على وقف النار والشروع في مفاوضات استناداً إلى خطته. وفي محاولة لترسيخ صورة بديلة، لجأ نتنياهو إلى خطاب متلفز مسجل تحدث فيه عن صموده أمام “ضغوط داخلية وخارجية لإنهاء الحرب”، وهاجم ضمناً رئيس الأركان السابق هرتسي هليفي، مظهراً نفسه على أنه الوحيد الذي نجح في إعادة بعض الأسرى.

داخلياً، أبدى شركاء نتنياهو في الائتلاف غضباً متفاوتاً من الصفقة؛ فقد وصف بتسلئيل سموتريتش الأمر بأنه “خطأ فادح”، بينما صاغ إيتمار بن غفير موقفه بعبارة ملتبسة مفادها أنه إذا استمرت حماس بالوجود بعد إطلاق سراح الأسرى فلن يبقى في الحكومة. ومع ذلك، بدا نتنياهو واثقاً من قدرته على امتصاص هذه التوترات مؤجلاً المواجهة البرلمانية إلى جلسة الكنيست المرتقبة في 27 أكتوبر.

وأشار “والا” إلى أن ترامب، المعروف بانفعاليته وسرعة اتخاذ قراراته، حسم هذه المرة الأمر بطريقة غير متوقعة، إذ قبل رد حماس “نعم ولكن” واعتبره خطوة بنّاءة، فأصدر أوامره بوقف النار والانتقال إلى المفاوضات. وهنا وجد نتنياهو نفسه أمام مفاجأة قلبت رهاناته، بعدما كان يظن أن الرد سيمكنه من مواصلة الحرب بدعم أمريكي متجدد.

التقرير استعاد كذلك مسار العلاقة المعقدة بين نتنياهو وترامب، منذ أن غضب الأخير من تهنئة نتنياهو لجو بايدن عام 2020، وصولاً إلى جهود ردم الفجوة التي قادها نتنياهو ورون ديرمر عبر تضخيم رواية “ضحايا 7 أكتوبر” وإقناع ترامب بأنه خدم مصالحه في مواجهة بايدن وكامالا هاريس. وفي النهاية، نجح نتنياهو في إعادة بناء الجسور والحصول على دعم أمريكي واسع خلال الحرب، لكنه اكتشف الآن أن هذا الدعم ليس شيكاً على بياض، بل خاضع لمزاج الرئيس الأمريكي الذي قرر أن الوقت قد حان لوضع حد للحرب في غزة، وأجبر تل أبيب على السير خلفه نحو التهدئة.