الحدث الإسرائيلي
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن حكومة الاحتلال خصصت أكثر من نصف مليار شيكل (نحو 145 مليون دولار) ضمن ميزانية عام 2025، لتمويل حملة رقمية واسعة تُعد الأكبر من نوعها منذ بدء العدوان على قطاع غزة، تستهدف تشكيل الرأي العام في الولايات المتحدة.
وبحسب الصحيفة، تهدف الحملة إلى "تسليح وسائل التواصل الاجتماعي"، من خلال استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي وعلى رأسها ChatGPT، في إطار مشروع أُطلق عليه اسم "مشروع 545"، والذي يستهدف تحقيق نحو 50 مليون ظهور شهري، مع تركيز 80% من محتواه على جيل Z عبر منصات تيك توك وإنستغرام ويوتيوب.
وتشير وثائق سجل الوكلاء الأجانب الأمريكي (FARA) إلى أن وزارة خارجية الاحتلال تعاقدت مع شركة "Clock Tower" الأمريكية، التي يديرها براد بارسكال، مدير الحملة الانتخابية السابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من أجل توجيه الخطاب الإسرائيلي عبر الإنترنت، بما يشمل التأثير على طريقة استجابة أنظمة الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT وGrok وGemini في ما يتعلق بـ"إسرائيل".
وتُظهر الوثائق كذلك أن حكومة الاحتلال أطلقت برنامجا موازيا يُعرف باسم "مشروع إستر"، يهدف إلى دعم المؤثرين الأمريكيين عبر عقود مالية ضخمة، تصل قيمتها إلى 900 ألف دولار للفرد الواحد، بميزانية شهرية تُقدّر بـ 250 ألف دولار. ويبدأ المشروع بالتعاون مع 5 إلى 6 مؤثرين يُطلب منهم نشر ما بين 25 إلى 30 منشورا شهريا، قبل التوسع لاحقا ليشمل وكالات أمريكية وشبكات من صناع المحتوى الإسرائيليين.
وتتراوح أرباح المؤثرين المشاركين في المشروع ما بين عشرات الآلاف إلى مئات الآلاف من الدولارات شهريا، وفقا للبيانات الواردة في الوثائق.
وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو التقى مؤخرا بمجموعة من المؤثرين في مدينة نيويورك، حيث وصف خلال اللقاء وسائل التواصل الاجتماعي بأنها "الجبهة الثامنة" لـ"إسرائيل"، مضيفا: "السلاح الأهم اليوم هو وسائل التواصل الاجتماعي".
وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل، استنادا إلى وثائق مسجلة لدى وزارة العدل الأمريكية، أن تل أبيب استعانت بشركة "بريدجز بارتنرز إل إل سي" المملوكة للمستشارين الإسرائيليين أوري شتاينبرغ ويائير ليفي، حيث حصلت في حزيران 2025 على نحو 200 ألف دولار للتعاقد مع مؤثرين أمريكيين، ضمن حملة التأثير الرقمي ذاتها.