الحدث العربي والدولي
يقوم رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، اليوم الأربعاء، بزيارة رسمية إلى موسكو يلتقي خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطوة تهدف إلى وضع أسس مشتركة لإطلاق مرحلة جديدة في إعادة بناء العلاقات بين دمشق وموسكو.
وكان من المتوقع أن تتم الزيارة ضمن أعمال أول قمة عربية-روسية مقررة منتصف الشهر الجاري في العاصمة الروسية، إلا أن التطورات المرتبطة بإنهاء العدوان على غزة أدت إلى تأجيل القمة إلى موعد لاحق.
وأكد الكرملين سابقا أن موسكو تولي أهمية خاصة لمشاركة الشرع في القمة، باعتبارها فرصة لتعزيز التعاون وإعادة ترتيب العلاقات بما يحقق المصالح المشتركة للطرفين.
ورغم تأجيل القمة، أصرت الرئاسة السورية على إجراء الزيارة في موعدها، في إشارة إلى حرص دمشق على تحديد ملامح المرحلة المقبلة في العلاقة مع موسكو، بحسب مصدر سوري في موسكو.
ورغم عدم الإعلان الرسمي المبكر عن الزيارة، أكدت مصادر روسية وسورية أن المحادثات ستركز على وضع "خريطة طريق" لتطبيع العلاقات ومنحها آفاقا جديدة، ضمن ملفات عدة بدأ الطرفان مناقشتها عبر زيارات متبادلة بين دمشق وموسكو.
وفي الأسابيع الماضية، قامت موسكو بإرسال وفود حكومية رفيعة، كما زار وزيرا الخارجية والدفاع السوريان موسكو في جولات مهدت الطريق لتوسيع الحوار العسكري والسياسي بين البلدين.
ويتركز النقاش حاليا على مستقبل الوجود العسكري الروسي في سوريا، ضمن صياغة آليات جديدة تضمن مصالح الطرفين، مع استعداد موسكو للمساهمة في إعادة تأهيل الجيش السوري ووضع برامج تسليح وتدريب شاملة.
وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مؤخرا أن سوريا مهتمة بالحفاظ على قواعد روسيا العسكرية في طرطوس وحميميم، مع إمكانية إعادة توظيفها كمراكز إنسانية لدعم تدفقات الإمدادات إلى أفريقيا والدول المحتاجة.
إلى جانب الملف العسكري، يتصدر مستقبل العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين جدول الأعمال، حيث تسعى موسكو للمساهمة في إعادة تأهيل البنى التحتية السورية المتضررة من الحرب، مستفيدة من خبرتها في إنشاء منشآت استراتيجية في سوريا.