الحدث الصحي
تُعدّ مشكلة الصداع واحدة من أكثر المشكلات الصحية انتشارا حول العالم، إذ تشير الإحصائيات إلى أن كل إنسان يُصاب به ولو مرة واحدة على الأقل في حياته. وتوضح الدكتورة سفيتلانا شابوفالوفا، أخصائية طب الأعصاب، أن الصداع ينشأ نتيجة تأثر النهايات العصبية في الأوعية الدموية والعضلات والسحايا وبنى أخرى في الرأس والرقبة بعوامل مختلفة، مشيرة إلى أنه بمثابة إشارة استغاثة من الجسم.
ويُعد صداع التوتر من أكثر الأنواع شيوعا، ويتميز بألم رتيب وضاغط يشبه ارتداء خوذة ضيقة، وغالبا ما يكون في جانبي الرأس وبشدة خفيفة إلى متوسطة. ويظهر هذا النوع عادةً نتيجة التوتر النفسي، أو الجلوس المطوّل أمام الشاشات، أو القلق، أو قلة النوم. أما الصداع النصفي (الشقيقة)، فيتصف بألم نابض في جانب واحد من الرأس يزداد مع النشاط البدني، وقد يصاحبه غثيان وحساسية للضوء أو الصوت، ويستمر أحيانا من بضع ساعات حتى ثلاثة أيام.
وتحذر الدكتورة شابوفالوفا من بعض علامات الخطر التي تستدعي استشارة الطبيب فورا، منها الصداع المفاجئ والشديد خاصة بعد سن الخمسين، أو حدوث خدر في الأطراف، أو اضطرابات في الكلام أو الرؤية، إضافة إلى الارتباك، أو الحمى، أو النوبات العصبية. كما يُعد تزايد الألم عند تغيير وضع الجسم أو أثناء السعال، أو تفاقمه تدريجيا على مدار أيام أو أسابيع، من الإشارات التي تستوجب التدخل الطبي العاجل.
أما بالنسبة إلى العلاجات المنزلية للصداع العادي، فتشمل الراحة في غرفة مظلمة وهادئة وجيدة التهوية، ووضع قطعة قماش باردة على الجبهة والصدغين، والتدليك اللطيف لفروة الرأس والرقبة والكتفين، فضلا عن تناول مشروبات الأعشاب المهدئة مثل النعناع أو البابونج أو بلسم الليمون.
وتشير الأخصائية إلى إمكانية استخدام مسكنات الألم مثل الإيبوبروفين أو الباراسيتامول عند الضرورة، مع ضرورة تجنب الإفراط في تناولها حتى لا ينعكس أثرها سلبا. كما تنصح بعدم إهمال حالات الصداع المتكرر، وضرورة مراجعة الطبيب لتحديد السبب الحقيقي وراءها.
وتختتم الدكتورة شابوفالوفا حديثها بالتأكيد على أن أسباب الصداع متعددة، تتراوح بين البسيطة مثل الجفاف والتوتر، والمعقدة كالشقيقة والمشكلات الصحية الخطيرة، مشددة على أهمية الانتباه لعلامات التحذير وطلب الاستشارة الطبية المتخصصة عند الحاجة.