يهتمّ الجميع بتحرّك أسعار الذهب التي يبدو انها أمام تراجعات تاريخية قد تبلغ معها مستوى 700 دولار للأونصة مقارنة مع 1085 دولاراً حالياً. كما يتأثر الكثيرون بأسعار النفط التي يتوقع هبوطها هي الاخرى الى 30 دولاراً للبرميل ما يشكّل تغييراً دراماتيكياً بالمعادلات الاقتصادية الراهنة.
تجددت التوقعات بشأن هبوط اسعار الذهب الى ما دون الألف دولار في المرحلة الاولى ثم الى 800 دولار و700 دولار لاحقاً، وذلك من قبل عدد من الاقتصاديين والمحللين. ويرزح الذهب تحت ضغوط اتجاهات رفع اسعار الفائدة بدءاً بالاميركية من ناحية وخسارة دوره كملاذ آمن للتوظيفات وذلك مع تجاوز العالم لأزمات كبيرة على مثال الازمة المالية اليونانية مؤخراً وغيرها.
وكان تراجع الذهب هذا العام بلغ نحو 8 في المئة الى ما دون الـ 1085 دولاراً للأونصة مؤخراً. وما زال الذهب منخفضاً الى 40 في المئة من اعلى مستوياته التي كان حققها في أيلول العام 2011.
امّا اسعار النفط فيتوقع انخفاضها قبل نهاية العام الى ما دون مستوى 43 دولاراً الذي سجلته في آذار الماضي وصولاً الى مستوى 30 دولاراً للبرميل. ويرزح النفط تحت ضغوط مصدرها التباطؤ الاقتصادي في الصين، ما يرتّب تراجعاً لحجم الطلب العالمي كون الصين ثاني اكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة الاميركية.
كما يرزح النفط تحت ضغوط عودة ايران الى اسواق النفط العالمية ما سوف يرفع من حجم المعروض مقارنة مع الطلب، علماً ايضاً انّ الصين بدأت بشراء النفط من ايران، أضف الى ذلك توقعات انخفاض مبيعات السيارات في العالم. وكان سعر النفط الاميركي امس يتراوح حول مستوى 48 دولاراً للبرميل، اي بتراجع ونسبته 0,62 في المئة عن الإقفال السابق.
وعليه، يتوقع ان تتراجع اسعار النفط والذهب بأكثر من الاعتقاد الذي كان سائداً في السابق. ويبدو انّ الكثير من المعنيين في سوقَي الذهب والنفط قد بدأ فعلياً رسم الخطط والاستراتيجيات الجديدة بناء على التوقعات المذكورة.
امّا في لبنان حيث الافادة الكبرى من تراجع اسعار النفط وتأثيره المباشر والكبير على النفقات الحكومية والعجز في الموازنة رغم المحاذير المترتبة على تأثر الدول الخليجية وبالتالي على ايرادات اللبنانيين العاملين في هذه الدول، فيبقى التأثير السلبي لتراجع الذهب على قيمة الاحتياطي الذهبي الكبير لدى مصرف لبنان المركزي والذي يتوقّع ان يفقد الكثير من قيمته المالية في الأشهر المقبلة.
إتجاهات الاسواق المالية
بلغ حجم التداولات في البورصة اللبنانية أمس 80826 سهماً قيمتها 726150 دولاراً. وجرى تبادل 30 عملية بيع وشراء تناولت 10 اسهم مختلفة، ارتفع منها سهمان وتراجعت اربعة اسهم واستقرت اربعة اسهم اخرى.
وتابعت اسهم سوليدير انخفاضها لتتراجع اسهم الفئة (أ) بنسبة 0,08 في المئة الى 11,12 دولاراً والفئة (ب) بنسبة 0,17 في المئة الى 11,14 دولاراً، لكن ذلك تمّ وسط تداولات ضعيفة جداً أي 4425 سهماً و428 سهماً على التوالي.
وارتفعت اسهم عودة العادية بنسبة 3,69 في المئة الى 6,17 دولارات وتراجعت اسهم بنك بيبلوس العادية 1,23 في المئة الى 1,62 دولار واسهم بنك بلوم فئة GDR بنسبة 0,20 في المئة الى 9,98 دولارات وارتفعت اسهم شركة هولسيم لبنان الصناعية بنسبة 1,67 في المئة الى 15,15 دولاراً مع تبادل 18000 سهم.
وفي الاسواق العالمية تماسك الدولار الاميركي بعد بيانات الناتج القومي الاميركي التي دعمت اتجاهات رفع اسعار الفائدة في وقت لاحق من العام الجاري، في وقت سوف يترقّب فيه المستثمرون بيانات الوظائف الشهرية في الولايات المتحدة الاميركية، والتي سوف تصدر الاسبوع المقبل.
فتراوح اليورو حول مستوى 1,0951 دولار وتراجع الاسترليني الى 1,5588 دولار، وكان الدولار عند مستوى 124,20 يناً وزاد الى 0,9635 فرنك سويسري اي نحو 0,59 في المئة كما سجّل الدولار مستوى 1,3019 دولار كندي و0,7286 مقابل الدولار الاوسترالي.
وفي اسواق السلع تابع الذهب تراجعه أمس لينخفض 0,52 في المئة الى 1083,09 دولاراً للأونصة في تداولات بعد الظهر، في حين تراجعت الفضة بنسبة 0,74 في المئة الى 14,64 دولاراً للأونصة.
كما تابعت اسعار النفط الاميركي تراجعها امس مع استمرار تفوّق حجم المعروض الزائد في الاسواق العالمية، فانخفض صباحاً بنسبة 0,95 في المئة الى 48,06 دولاراً للبرميل، كما تراجع سعر نفط برنت الخام في بورصة لندن بنسبة 0,96 في المئة الى 52,80 دولاراً للبرميل.
ويتوجّه الذهب نحو تسجيل أسوأ أداء شهري منذ شهر حزيران من العام 2013 تحت تأثير الضغوط التي مصدرها توقعات رفع أسعار الفائدة الاميركية، فضلاً عن ضعف الطلب المادي على المعدن الاصفر رغم تدنّي الاسعار مؤخراً.
