الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

حتى ساسة اليسار في أمريكا لا يمكنهم التخلي عن إسرائيل

2014-08-01 11:42:52 AM
حتى ساسة اليسار في أمريكا لا يمكنهم التخلي عن إسرائيل
صورة ارشيفية

 الحدث- الديلي بست

على الرغم من الغضب الشعبي ضد عملية الحافة الواقية، لا يقوم الأعضاء اليساريون في مجلسيْ النواب والشيوخ بانتقاد التوغل الإسرائيلي المستمر في غزة. الكثير من اليسار الأميركي ينتقد إسرائيل، وخاصةً منذ بدء حربها مؤخرًا على القطاع. ولكن في قاعات الكونغرس، حتى الديمقراطيين التقدميين المحبوبين من قبل نشطاء القاعدة الشعبية، ما زالوا غير راغبين بانتقاد الهجوم العسكري الجاري.
 
وأظهر استطلاع مركز بيو للأبحاث، يوم الاثنين، بأن 35 في المئة من الديمقراطيين في جميع أنحاء البلاد، و44 في المئة من الليبراليين، يقولون بأنّ إسرائيل قد “ذهبت بعيدًا جدًّا” في ردها على صراعها مع حماس. وفي الوقت نفسه، قال 47 في المئة من الديمقراطيين لمركز غالوب بأن تصرفات إسرائيل خلال النزاع الحالي كانت “غير مبررة”، مقارنةً بـ 31 في المئة فقط ممن اعتقدوا عكس ذلك.
 
ولكن، من المستحيل تقريبًا أنّ تجد تمثيلًا لهذه الآراء في الكونغرس. الديمقراطيون، وعندما تمّ سؤالهم عن العمليات الإسرائيلية في غزة، كان لديهم نوعان من الإجابات: الغضب، أو بيان دعمهم الواسع لإسرائيل، من دون الخوض في التفاصيل. لقد بدا الأمر دائمًا كما لو أن ذكر إسرائيل سلبًا هو حديث معادٍ لهؤلاء.

“انظر، يا رجل، أنا سياسي أمثل دوائر انتخابية متعددة. لماذا يجب علي أن أنفر واحدة منها أو أكثر فقط لكي تستطيع كتابة مقالك؟”، قال النائب الديمقراطي كيث إليسون بغضب لديلي بيست، وهو أول مسلم أمريكي تم انتخابه كعضو في الكونغرس.
 
وأشار اليسون إلى افتتاحية كان قد كتبها يوم الثلاثاء وينتقد فيها الحصار على غزة. ولكنه أصبح مضطربًا بشكل ملحوظ عندما طلبت منه التوسع في الحديث عن وجهات نظره. وعلى وجه الخصوص، قال إنه لا يريد أن يتناول موضوع ما إذا كانت إسرائيل قد تمادت كثيرًا خلال عملياتها الحالية في قطاع غزة.
 
ومن جهته، كان السيناتور بيرني ساندرز، وهو محبوب من قبل اليسار الذي يعتبره بالاشتراكي الديمقراطي، مقتضبًا. تغيّرت لهجته فجأة عندما تحول موضوع النقاش من التحدث عن مشروع قانون إدارة المحاربين القدامى الذي كان يرعاه في الكونغرس إلى التحدث عن العملية الإسرائيلية في غزة. وقال: “هذا ليس ما يدور حوله ذهني الآن”.
 
وأما النائب الديمقراطي ساندي ليفين، والذي كان في طريقه لحضور اجتماع، فقد قال بأنه ليس لديه الوقت الكافي لمناقشة هذه القضية. ومع ذلك، توقف للتحدث مع مراسل آخر عن تمويل وسائل النقل. وبدورها كررت النائبة كريستين سينيما، وهي ديمقراطية من ولاية أريزونا، بأنها تؤيد حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
 
هذا، ولم يكن هناك أساسًا أيّ انتقاد في الكونغرس لتصرفات إسرائيل في غزة. قبل أسبوعين، وبعد أن أعلنت إسرائيل أنها بدأت عملية الحافة الواقية، أقرّ مجلس الشيوخ بالإجماع قرارًا يعرب فيه عن دعمه لحق إسرائيل في الدفاع عن مواطنيها، ودعا حماس إلى الكفّ فورًا عن الهجمات ضد إسرائيل.
 
“الدفاع عن إسرائيل ليس قضية حزبية، إنه مبدأ أمريكي”، قال زعيم الأغلبية في مجلس النواب هاري ريد، عندما كان يمهد للإعلان عن موافقة المشرعين على منح مئات الملايين لإسرائيل من أجل الإنفاق على نظام القبة الحديدية.
 
المشرعون يدعمون إلى حد كبير طلب البنتاغون لـ 225 مليون دولار من أجل تمويل القبة الحديدية، وذلك على الرغم من أن مجلس الشيوخ يريد إدراج هذه المساعدة كجزء من مشروع قانون أزمة الحدود الأوسع، بينما يريد النواب التصويت عليها على حدة. ولكن، ينبغي أن يأتي التصويت على تمويل القبة الحديدية هذا الأسبوع، ومن المتوقع أن تحصل على دعم ساحق.
 
ويقول المؤيدون لإسرائيل بأن اعتراضات القاعدة الشعبية الديمقراطية على العملية الإسرائيلية في غزة تنبع من ارتفاع حصيلة القتلى في صفوف المدنيين. “عندما يكون هناك مدنيون يموتون، وأطفال يقتلون، يستاء التقدميون، كما ينبغي أن يفعلوا. وبشكل عام، لدينا المزيد من التعاطف مع مقتل المدنيين من أصدقائنا في أحزاب اليمين”، قال أحد لأعضاء الديمقراطيين في الكونغرس.
 
لكن، وكما توحي تعليقات إليسون بوضوح، لا يرغب المشرعون بتنفير الناخبين اليهود قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في نوفمبر. على سبيل المثال، أشارت مذكرة، سربت مؤخرًا، إلى ربط حملة مرشح الديمقراطيين في مجلس الشيوخ عن ولاية جورجيا، ميشيل نان، بصراحة بين وجود رسالة مؤيدة لإسرائيل وبين الحصول على دعم الناخبين اليهود خلال التصويت وجمع التبرعات.