الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"تل أبيب على نهر السين"..حملة سياسية بامتياز لتسويق صورة إسرائيل

2015-08-13 01:44:08 PM
صورة ارشيفية

 

الحدث - باريس  

 اعتبر رئيس منظمة "تضامن فرنسا و فلسطين" إن تنظيم "يوم إسرائيل" بباريس يتجاوز الأبعاد الثقافية ليشمل رهانات سياسية بامتياز، منددا بسياسة الكيل  بمكيالين عبر السماح بتنظيم هذا الحدث، مقابل منع المسيرات المساندة للقضية الفلسطينية.

على إثر قرار بلدية باريس تخصيص يوم على شرف مدينة تل أبيب، في إطار الحدث المنتظم بالعاصمة الفرنسية "باريس بلاج" (شواطئ باريس)، عاد النقاش حول "سياسية  المكيالين" المعتمدة بشأن المسألة الفلسطينية ليطفو على السطح، على خلفية منع مسيرات مساندة لغزة العام الماضي، في نفس العاصمة الفرنسية، باريس.

"يوم الشرف" الباريسي لصالح ما تعتبره إسرائيل "عاصمة اقتصادية" لها، تل أبيب، أجج مشاعر غضب لدى عدد من المسؤولين السياسيين و رؤساء المنظمات غير الحكومية، ممن  دعوا دون مواراة إلى إلغاء هذا اليوم. 

رفض ينبع في أساسه من الظرف الذي تزامن خلاله حدث من هذا النوع، بعد أقل من شهر من موت الرضيع الفلسطيني حرقا في بيت والديه على يد مستوطنين إسرائيليين، وعاما  بعد العملية الإسرائيلية الدموية ضد قطاع غزة.

توفيق تهاني، رئيس منظمة "تضامن فرنسا و فلسطين"، علق على الموضوع قائلا في حديث مع الأناضول، إن بلدية باريس تقدم هذا الحدث على أن "ثقافي"، غير أنه من الواضح  أن الامر يتعلق بـ "عملية سياسية بامتياز".

هو أيضا حدث يشكل - بحسب تهاني - فرصة لـ "تبييض" الجرائم المرتكبة من قبل إسرائيل في الضفة الغربية و في قطاع غزة، مانعة أي خطوة في سبيل استئناف المحادثات بين  الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.  

ثم يلفت الناشط الحقوقي إلى أن العملية تشوبها مسحة "تسويقية"، تظهر من خلالها تل أبيب كمنتجع سياحي ووجهة سياحية عادية، ويرمي ذلك إلى إنقاذ القطاع السياحي بإسرائيل  "الذي يعاني من مشاكل لا آخر لها منذ الاعتداء الإسرائيلي على قطاع غزة"

تهاني أشار أيضا إلى ما تداوله الإسرائيليون أنفسهم بشأن صعوبة "تسويق صورة إسرائيل في العالم"، فكان السعي إلى محاولة تلافي هذه الصعوبة، عبر دفع صورة تل أبيب إلى  الواجهة، في تلميح إلى التصريحات التي أدلت بها "هيلا أورين" ،المشرفة عن مصلحة التنمية الثقافية بتل أبيب عام 2011، بشان ضرورة المراهنة على صورة تل أبيب على حساب  صورة إسرائيل.

وتابع تهاني تحليله بالقول إن صحيفة "لوموند" الفرنسية نشرت مؤخرا مقالا في هذا الشأن  ورد تحت عنوان "السياحة الإسرائيلية تسعى إلى الخروج من الركود"، استنادا إلى  تصريحات مسؤول إسرائيلي قال فيها: "إن أمرا وحيدا من شانه إعادة تحريك الأمور، يتمثل في عملية تسويق ضخمة تخصص لها اعتمادات مالية كبرى (...) إن مشكل إسرائيل الحقيقي،  يتمثل في الفجوة بين صورة البلاد وواقع الاحداث".  

ويرى الناشط الحقوقي أن قرار تخصيص يوم على شرف تل أبيب، إنما هو قرار اتخذته رئيسة بلدية باريس، آن هيدالغو، بشكل أحادي، ولم ينبثق عن المجلس البلدي للمدينة الذي  يضم عددا من الأحزاب السياسية المعارضة لانتظام هذا الحدث، على غرار، حزب اليسار و الحزب الاشتراكي وحزب الخضر وغيرها.

"لم يقع أبدا التلاعب بهيدالغو، لقد كان اختيارا منها"، يقول تهاني بإصرار. فخلال زيارتها لإسرائيل في شهر مايو/أيار الماضي، شاركت هيدالغو في مأدبة عشاء نظمته جمعية رؤساء بلديات إسرائيل، شارك فيها رؤساء بلديات المستوطنات، وهي "تسعى إلى التعتيم على هذه المعلومة التي تناقلتها وسائل الإعلام الموالية لإسرائيل بكثافة"، بحسب تهاني.

في المقابل، عبر رئيس جمعية "تضامن فرنسا و فلسطين" عن "أسفه" بشأن موقف رئيس الحكومة الفرنسي، مانويل فالس المساند لانتظام هذا الحدث، في إشارة إلى تغريدة دونها  الأخير على صفحته الشخصية بموقع تويتر للتواصل الاجتماعي، وجاء فيها: "لو كان حدثا بين مدينتين، لما أبدت الحكومة أو رئيس الحكومة اعتراضا على ذلك" .

كما لم يخف تهاني امتعاضه من التواجد الأمني الكثيف في محيط الحدث، وأبدى استغرابه من انتشار 300 رجل أمن بالمكان، بالنسبة لحدث من المفترض أن يكون "ذا صبغة  احتفالية".

وختم توفيق تهاني بالتأكيد على أن تنظيم يوم على شرف تل أبيب، كان ليبدو مقبولا لو أدرج الحوار بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ومشاكل المجتمعيْن في برنامج الحدث،  عوضا عن ذلك، خير المنظمون "تجنب الحديث عما يحدث في فلسطين و في غزة، بأي شكل ممكن".


المصدر: الأناضول