الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

جنوب أفريقيا حليف فلسطين الأبرز

2014-08-06 09:49:24 AM
جنوب أفريقيا حليف فلسطين الأبرز
صورة ارشيفية

 الحدث- جنوب أفريقيا


منذ بدء العملية الإسرائيلية في غزة منذ شهر تقريباً، تعاني جنوب أفريقيا من شعور مؤرق بأنها عاشت ما يعيشه الفلسطينيون الآن من قبل. وبينما يرتفع عدد القتلى الفلسطينيين، تدعو جنوب أفريقيا إلى اتخاذ إجراءات جذرية ضد إسرائيل، مشبهةً الكفاح هناك بكفاحها من أجل الحرية ضد حكم البيض.
 
أحد المدراء النقابيين المؤثرين في جنوب أفريقيا، وهو زولينزيما فافي، قال في مسيرة مؤيدة لفلسطين، في تموز الماضي: “ما مررنا به خلال أكثر من 300 سنة من القهر الاستعماري في جنوب أفريقيا، هو مثل نزهة مدرسية يوم الأحد، مقارنةً بما يمر به الفلسطينيون كل يوم”. وأضاف: “نريد إرسال تذكرة لسفيرنا في تل أبيب من أجل إعادته مع كامل عائلته، ولا نرغب بعودته أبداً إلى ذلك البلد العنصري”.

وفي حين أن بعض الدول العربية المجاورة لفلسطين، مثل مصر والمملكة العربية السعودية، تشعر بشكل متزايد بعدم الارتياح تجاه حماس، برزت جنوب أفريقيا كأكثر الحلفاء ثباتاً. احتل المتظاهرون الشوارع خارج البرلمان في كيب تاون، جنوب أفريقيا، للضغط على حكومتهم من أجل قطع العلاقات مع ما يسمونه بـ “إسرائيل الفصل العنصري”. وعلى تويتر، غير مئات من الناس صورهم الشخصية واضعين العلم الفلسطيني أو صور نيلسون مانديلا مع الزعيم الفلسطيني السابق ياسر عرفات.

مبيوسيني ندلوزي، المتحدث الوطني باسم ثالث أكبر حزب سياسي في جنوب أفريقيا، والمناضل من أجل الحرية الاقتصادية، يقول بأن على حكومة بلاده، وبعد أن استفادت من العقوبات المناهضة للفصل العنصري في العالم لعقدين من الزمن، أن تدخل لصالح فلسطين. ويضيف: “الحكومة التي جاءت نتيجة مثل هذا التاريخ ينبغي أن لا تتردد في اتخاذ موقف”.

وبدوره، يقول سانوشا نايدو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بريتوريا: “دعم الشعب الفلسطيني يأتي نتيجة تجربتنا من الاضطرار إلى العيش كأغلبية تحت هيمنة الأقلية”. ويضيف بأن هذا الأمر يتعزز من خلال تذكر أن إسرائيل كانت واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لجنوب أفريقيا خلال حكم نظام الفصل العنصري، وقامت بتوريد الأسلحة لهذا النظام، من بين أمور أخرى.

ألون ليئيل، والذي شغل منصب سفير إسرائيل في جنوب أفريقيا في الفترة من 1992 حتى 1994، يقول بأن نيلسون مانديلا قال له في أحد الأيام بأنه إذا ما مكنت إسرائيل الفلسطينيين من تحقيق حريتهم مثلما حصل السود على حريتهم في جنوب أفريقيا، فإن كل شيء سيكون طبيعياً.
وأما بالنسبة للسياسيين مثل ندلوزي، فلا توجد وسيلة لفصل إسرائيل عن دعمها لنظام الفصل العنصري. حيث يقول: “قتلت حكومة الفصل العنصري شعبنا من خلال استخدام الأسلحة التي حصلت عليها من إسرائيل”.

ورغم ذلك، رد فعل جنوب أفريقيا العنيف ضد إسرائيل ليس ناتجاً فقط عن المظالم الماضية. الساسة هنا لديهم الكثير ليربحوه من خلال دعمهم لفلسطين. يقول مارتن رابية، وهو أستاذ مشارك في دراسات النهضة الأفريقية في جامعة جنوب أفريقيا في بريتوريا، بأنه من خلال دعم المعركة الفلسطينية باعتبارها نضالاً من أجل الاستقلال ضد المستعمرين، يصنف الساسة هنا أنفسهم بوصفهم مقاتلين من أجل الحرية، وهو الأمر الذي يتردد صداه بسرعة عادةً في جنوب أفريقيا، وخاصةً بين الناخبين الشباب. ويضيف: “كلما قمت بالتأكيد أكثر على نضالك، كلما أصبحت مرغوباً أكثر بين الشباب”.