الحدث- محمد مصطفى
رغم الانتشار الملحوظ لآفة سوسة النخيل الحمراء، وفتكها بمئات الأشجار الكبيرة واليافعة، إلا أن إنتاج البلح في قطاع غزة حقق طفرة ملحوظة هذا العام، وبدا وفيراً أكثر من الأعوام الماضية.
فقد ظهرت غزارة الإنتاج واضحة للعيان، بعد أن تحولت قطوف البلح إلى اللون الأحمر، وبات المشاهد يرى بسهولة الكميات الوفيرة من المحصول، بينما يتحين أصحابها الفرصة المناسبة، من أجل قطفها، وإنزالها للأسواق، وقد بدأ بعضهم بفعل ذلك منذ أيام.
بدء الحصاد
ويقول المزارع أحمد الفرا، ويمتلك عشرات الشجار في منطقة المواصي الساحلية جنوب غربي قطاع غزة، إن انتصاف شهر أيلول من كل عام يعني بدء موسم حصاد البلح، لكن بعض المزارعين يفضلون تأجيل الحصاد حتى تتحول الحبات الحمراء إلى اللون البني الغامق "رطب"، وهذا يسهل بيع القطوف، ويدر عليهم دخل جيد.
ولفت الفرا إلى أنه بصفة عامة هناك بعض المزارعين بدؤوا بعملية الحصاد، والجميع سعيد لوفرة الإنتاج هذا العام، والفضل في ذلك يعود لله عز وجل أولاً، ثم للأمطار الغزيرة، ودرجات الحرارة المرتفعة التي سادت خلال الصيف الجاري.
ونوه الفرا إلى أن هناك آمال بأسواق جيدة للبلح، تمكن المزارعين من تصريف إنتاجهم، وسط مخاوف من تكدس المحصول في الأسواق، خاصة مع استمرار أزمة الكهرباء، وتعذر وضع البلح في ثلاجات كبيرة، لتحويله إلى رطب.
موسم عيد
أما المزارع محمد شحادة، فوصف موسم البلح بمثابة العيد بالنسبة له ولباقي المزارعين، فالمحصول المذكور بحاجة إلى جهد ومتابعة طوال العام، كي يصل إلى إنتاج وفير.
ونوه شحادة، إلى أن المزارعين يضطرون لتسلق الأشجار الشاهقة ثلاث مرات سنوياً على الأقل، مرة لجني المحصول، وأخرى لتقليم الأشجار وإزالة الأغصان غير الضرورية، وثالثة لتلقيح القطوف خلال موسم التزهير، وكل مرة يتسلقون فيها الأشجار يتعرضون لمعاناة كبيرة، ويواجهون مخاطر السقوط من علو.
وأكد شحادة أن الجميع لازالوا يخشون جراء استمرار بقاء آفة "سوسة النخيل الحمراء" في قطاع غزة، والتي تهدد الأشجار اليافعة والمثمرة، ويداومون على متابعة أشجارهم، خوفاً من وصل الآفة المدمرة لها.
وبدأت تشاهد شاحنات ودراجات "توك توك"، وعربات كارو، تغادر منطقة المواصي الساحلية غرب محافظتي رفح وخان يونس، الممتلئة بأشجار النخيل، لنقل المحصول الناضج إلى الأسواق أو ثلاجات التجار.
ويقول الشاب سعيد معمر، وكان ينقل كمية من قطوف البلح الحمراء على عربة كارو، إنه ينوي النزول بها إلى الأسواق، فبيع القطوف الحمراء الناضجة أمر اعتاد عليه منذ سنوات، فهو يبيعها لزبائن، يقوموا بتعليقها وسط المنزل قريباً من السطح، حيث الحرارة المرتفعة، ويومياً يقوموا بقطف الحبات التي تحول لونها إلى اللون البني الغامق.
ولفت إلى أن وفرة المحصول هذا العام تبشر بأسعار منخفضة، ما يعني أن يصبح البلح بنوعيه "احمر وبني"، في متناول الجميع.
آفة خطيرة
وكان الدكتور عبد الفتاح عبد ربه، أستاذ العلوم البيئية المشارك في قسم الأحياء بالجامعة الإسلامية بغزة، أكد في حوار سابق أجرته معه "الحدث"، أن سوسة النخيل الحمراء هي أكبر تهديد طبيعي يواجه محصول النخيل في قطاع غزة، بل وعلى مستوى كثير من الدول في المنطقة.
وأكد عبد ربه فأن هذه الحشرة لها ميزات قاتلة، فهي طائرة، تتوجه إلى أشجار النخيل مباشرة، وتبحث عن أماكن الضعف في النخلة، وتنخرها، ثم تضع بيوض تفقس آلاف اليرقات، التي تتغذى على قلب النخلة، ما يتسبب في موتها.
وبين عبد ربه، أن الكشف المبكر عن الإصابة يمكن أن ينقذ النخلة المصابة ويمنع موتها، لكن بصفة عامة هناك الكثير من الأشجار التي أصيبت بتلك الحشرة ماتت.