#الحدث-محمد مصطفى
تواصل ارتفاع أسعار الخضروات بشكل كبير وغير مسبوق، إلى أن وصل بعضها إلى أرقام قياسية فقد وصل ثمن كيلو الطماطم الواحد إلى نحو ستة شواكل، وهو عملياً أعلى من أسعار التفاح والعنب وحتى المانجو، محققة ارتفاعاً لم تصل إليه منذ سنوات كما واصلت أسعار البطاطا والخيار الارتفاع، مصطحبة معها أنواع عديدة من الخضروات.
وكانت "الحدث"، أول من تطرق للظاهرة، وعرجت على أسبابها، وتوقعت في تقرير سابق استمرار هذا الارتفاع لعدة أسابيع مقبلة.
الأسعار والعرض والطلب
وبالإضافة للأسباب التي سبق وذكرت في تقرير "الحدث" السابق، فإن أهم أسباب الارتفاع المتواصل يعود إلى تضاؤل الكميات المعروضة في السوق، قياساً مع الطلب، خاصة الطماطم، التي بدت متربعة على عرش الغلاء في غزة.
ويقول البائع محمود جاد الله، إن الارتفاع المذكور عادة ما يحدث في مثل هذا الوقت من كل عام، لكنه في هذا العام تحديداً، كان أكبر من حجم التوقعات، واستمر مدة أطول مما هو معهود.
ولفت إلى انه يتوجه يومياً إلى "الكيمسيون"، وهو المنطقة التي يتوجه إليها باعة الخضروات لشراء احتياجاتهم من كبار التجار، فيجد الكميات المعروضة لازالت محدودة، خاصة الطماطم، ما ينذر باستمرار الأزمة.
ونوه جاد الله، إلى أن الوضع الحالي وكما أضر بالمواطنين أضر بالتجار، فهماش ربح الباعة كما هو لم يتغير، لكن تراجع مبيعاتهم على نحو كبير وحاد، قلص من إرباحهم، موضحاً أنهم يتمنون عودة الأسعار للانخفاض، وتحسن الأسواق.
استيراد بصل
وفي محاولة لخفض أسعار بعض الخضروات الأساسية، خاصة البصل، الذي وصل ثمن الكيلو جرام الواحد منه إلى خمسة شواكل خلال الأسبوع المنصرم، سمحت وزارة الزراعة بغزة، ولأول مرة منذ مطلع العام الجاري 2015، باستيراد السلعة المذكورة من الضفة الغربية وإسرائيل.
وقال مصدر فلسطيني مطلع على إدخال البضائع من خلال معبر كرم أبو سالم جنوب شرق مدينة رفح، إن نحو 3000 طن من البصل دخلت القطاع خلال الأيام القليلة الماضية، وهذا من المرجح أن يخفض سعر البصل إلى النصف، لينخفض ثمن الكيلو غرام الواحد من خمسة شواكل إلى ما دون 2 ونص شيكل.
مواطنون يطالبون
وطالب مواطنون التقتهم "الحدث" في أسواق جنوب قطاع غزة، الجهات المعنية في القطاع بالتدخل والعمل على خفض أسعار الخضروات الرئيسية، التي لا يستطيع المواطن الاستغناء عنها، ويجد نفسه مجبراً على شرائها مهما بلغت أسعارها، إما من خلال استيرادها من الخارج كما حدث مع البصل، أو تحديد تسعيرة تلاءم إمكانات المواطنين.
المواطن أحمد ضهير، قال إنه بات يكره زيارة السوق، فكلما توجه إليها ووجد الأسعار ملتهبة شعر بالعجز، واضطر لشراء كميات محدودة جداً من الخضروات، تكاد لا تكفي أسرته لأيام، وذلك بسبب عجزه عن توفير المال اللازم لشراء كمية أكبر.
وأوضح ضهير أنه ظن كغيره من المواطنين أن هذا الارتفاع مؤقت، سيستمر أسبوع أو أسبوعين، لكنه متواصل، وهذا يزيد من الأعباء الملقاة على عاتقه وعاتق أرباب الأسر.
وطالب ضهير بتدخل فوري وعاجل من قبل وزارة الزراعة، يعيد التوازن للسوق، ويوقف ما أسماه حمى الارتفاع الجنوني للأسعار.
وكان مدير عام التسويق في وزارة الزراعة بغزة، تحسين السقا، أرجع سبب ارتفاع أسعار الخضروات خلال الفترة الحالية، إلى ارتفاع معدلات درجات الحرارة في الأراضي الفلسطينية والمنطقة المحيطة بشكل عام، الأمر الذي يقلل من إنتاج المحصول الزراعي، وبالتالي يتراجع مستوى العرض في السوق، بالتزامن مع ازدياد الطلب.