الحدث- فرح المصري
إثر النجاح الكبير الذي حققه الإعلام الالكتروني، وخاصة مواقع التواصل الاجتماعي، في فضح جرائم الاحتلال، تسعى حكومة الاحتلال ومؤسساتها المختلفة إلى التضييق على هذا الإعلام تحت عنوان "وقف التحريض".
وتوقع خبراء أن تقوم "إسرائيل" بتكثيف جهودها الرامية للتضييق على الإعلام الإلكتروني الفلسطيني، من خلال اعتقال نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وإغلاق بعض المواقع الإخبارية لما تبثه من "مواد تحريضية تشجع على قتل الإسرائيليين" حسب تعبيرها.
وكان نائب وزير خارجية الاحتلال "تسيبي حتفولي" التقى مع مسؤولين كبار في شركة جوجل ويوتيوب، واتفقا على تعاون واسع ومشترك بينهما للرقابة على المواقع الإخبارية الفلسطينية وصفحات التواصل الاجتماعي التي، بزعمهم، تحرض على قتل الإسرائيليين من خلال ما تنشره من مواد مصورة على مواقعها وصفحاتها.
وقال الخبير في مواقع التواصل الاجتماعي محمد أبو الرب: "إن اسرائيل تدرك أن الإعلام الإلكتروني الفلسطيني والإعلام الإجتماعي على وجه الخصوص فاعل وبقوة بل وقادر على التعبئة الوطنية والتحشيد للقيام بأعمال المقاومة".
وأضاف لـ"الحدث": "إن إسرائيل تبذل جهداً في هذا المجال وتتابع كل ما ينشر ويكتب فلسطينياً، وهناك تقارير تعد بشكل يومي وأسبوعي ترصد مضامين الإعلام الفلسطيني".
ونوه إلى أن "إسرائيل" تعمل على التضييق على الإعلام الإلكتروني الفلسطيني من خلال اعتقال نشطاء في الإعلام الاجتماعي والذي زاد عددهم عن عشرين شخصا منذ بداية الهبة وحتى اليوم".
وفي الإطار ذاته، مددت محكمة الاحتلال اليوم، اعتقال شابين بتهمة التحريض عبر موقع التواصل الاجتماعي الـفيس بوك والضلوع في رفع منشورات وبوستات عبر صفحات شبكات التواصل الاجتماعية تضمنت التشجيع على تنفيذ عمليات "قتل" بحق الإسرائيلين.
وأكد أبو الرب أن ضغوطاً مورست على إدارة "فيس بوك" و"اليوتيوب" لحذف بعض مقاطع الفيديو وإغلاق بعض الصفحات الفلسطينية، كما حدث لصفحة شارك التابعة لشبكة القدس. كما طالب وزير إسرائيلي بقطع الإنترنت عن الضفة الغربية لمدة أسبوعين الأمر الذي قد يخفف حدية التعبئة والتحشيد في الشارع الفلسطيني".
وتابع أبو الرب: "إن مواقع التواصل الاجتماعي ساعدت على انتشار بعض الفيديوهات والتسجيلات التي تظهر القمع العنيف لقوات الاحتلال والتصفية الميدانية للشبان والشابات الفلسطينين، ولولا هذه المواقع لما حظيت بهذه التعبئة والتحشيد التي نشاهدها اليوم في الشارع الفلسطيني".
وأشار إلى أن إسرائيل لن تستطيع التحكم بهذا الفضاء الإلكتروني، فالفضاء الإلكتروني الفلسطيني في حالة فوضى وليس موجها ومقادا من أحزاب وفصائل بقدر ما هو شخصاني وفردي، كما أنه سلبي بغالبيته فهو قائم على نشطاء، وغير منظم أو مدروس على عكس الإعلام الإسرائيلي، بالتالي فمن الصعب توقع نتيجة وتأثيرات التعبئة الوطنية الحاصلة اليوم على الإعلام الإجتماعي."