الإثنين  06 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أمام بوتين.. نتنياهو يعلن عن أطماعه في الجولان

2016-04-22 01:54:36 PM
أمام بوتين.. نتنياهو يعلن عن أطماعه في الجولان
الجولان

الحدث- مصدر الخبر

 

التقى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في موسكو، ليعلن من هناك أن هضبة الجولان السورية المحتلة «خط أحمر»، ولا تنازل إسرائيلي عنها. وشدد على أن إسرائيل تبذل قصارى جهدها «لمنع تبلور جبهة إرهاب إضافية ضدها في هضبة الجولان».

 

ورمت زيارة نتنياهو للعاصمة الروسية لتحقيق أغراض متعددة، بينها الإيحاء بانفتاحه على العالم من جهة ومواصلة التنسيق لمنع سوء فهم بين سلاحي الجو الإسرائيلي والروسي في أجواء سوريا.

 

وقال نتنياهو، عند اجتماعه مع بوتين، إن هدف وصوله للقاء في موسكو هو توثيق التنسيق بين الدولتين، لمنع سوء فهم وصدامات بين الجيشين، حيث لا تزال القوات الروسية في سوريا.

 

وفضلاً عن ذلك، وعلى خلفية المساعي الرامية لإيجاد حل للأزمة السورية، قال نتنياهو لبوتين إن «إسرائيل ترى في هضبة الجولان خطا أحمر، وهي ستبقيها كجزء من أراضيها». وأضاف «في لقاءاتنا السابقة عرضت أمامك سياستنا الأمنية على الحدود الشمالية. فلإسرائيل خطوط حمراء واضحة لأغراض الدفاع عن النفس. وأولها، نحن نبذل أقصى جهدنا لمنع انتقال أسلحة متطورة من إيران وسوريا إلى حزب الله في لبنان. وثانيهما، نحن نعمل من أجل منع إنشاء جبهة إرهابية إضافية ضدنا من هضبة الجولان. هذه خطوط حمراء وسنواصل الحفاظ عليها».

 

وتابع نتنياهو «أما بشأن هضبة الجولان، فإننا لن نعود للأيام التي كانوا فيها يطلقون النار على مستوطناتنا وعلى أطفالنا من أعالي الجولان. لذلك فإنه بتسوية أو من دون تسوية، هضبة الجولان ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية».
وقال نتنياهو إن «هذه الزيارة تشكل أيضاً فرصة للبحث في مواضيع ثنائية بيننا لمنظومة العلاقات التي تحتفل، كما أشرت، بالذكرى 25 سنة».

 

وذكر الكرملين، في بيان، انه «جرى خلال اللقاء تبادل للآراء في التعاون الثنائي، وخصوصاً في المجال الأمني، والقضايا الإقليمية والدولية المهمة، وخصوصاً آفاق حل النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي والوضع في سوريا»، موضحاً أن «بوتين كان بحث قبل أيام مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تسوية النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي».

 

ولفت بوتين في بداية لقائه بنتنياهو إلى «كثافة اللقاءات والاتصالات بين قادة روسيا وإسرائيل»، مشيراً إلى أنه «طاب لنا منذ شهر أن نستقبل رئيس إسرائيل». وأرجع أسباب اللقاءات والاتصالات الروسية الإسرائيلية المكثفة إلى «الوضع غير البسيط في المنطقة، وحلول الذكرى الـ25 لاستئناف علاقاتنا الديبلوماسية في هذا العام».

 

وكان نتنياهو وصل صباح أمس، في زيارة قصيرة للعاصمة الروسية، بصحبة عدد من المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين. وبرز بين مرافقي نتنياهو على وجه الخصوص قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجنرال أمير إيشل، ووزير الاستيعاب والهجرة زئيف ألكين. وكان جلياً على وجه الخصوص أن الشأن السوري، سلماً وحرباً، كان الموضوع المركزي في المداولات مع بوتين، إلى جانب العلاقات المتبادلة. وثمة دلالة لوجود ألكين، وهو روسي الأصل، في المداولات، ربما لتأكيد العلاقة بين إسرائيل، التي تضم جالية روسية كبيرة، وبين «روسيا الأم» لتسهيل العلاقة بين الدولتين.

 

وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن موضوع الأسلحة الروسية إلى كل من سوريا وإيران تمثل جانباً مهماً من المداولات بين نتنياهو وبوتين. ومعروف أن إسرائيل حاولت مراراً منع روسيا من تزويد سوريا وإيران بأسلحة متطورة، ولكن هذه المحاولات لم تجد نفعاً في نهاية المطاف. فقد بدأت روسيا بتزويد إيران بمنظومة صواريخ «أس 300»، كما أنها نشرت في سوريا أكثر منظومات الدفاع الجوي الروسية تطوراً (أس 400) إلى جانب عدد من الطائرات الأكثر تقدماً. ولذلك فإن وجود قائد سلاح الجو الإسرائيلي الجنرال أمير إيشل ضمن الوفد كان يرمي للحفاظ على آليات التنسيق العسكري القائمة بين الجيشين من جهة ومحاولة تعزيز هذه الآلية.

 

وقبيل الإقلاع إلى موسكو، قال ألكين، لإذاعة الجيش الإسرائيلي، «إننا نخرج إلى روسيا بعد نصف عام من وقت كنا هناك المرة السابقة، وكانت تلك الزيارة مهمة حالت دون مشاكل تقع في المنطقة». وأضاف «كنا أول من فهم وجود مشكلة مع الأتراك، وفي أعقابنا وصل الأميركيون للمساعدة. والروس يصغون لمواقفنا. والرئيس الروسي يأخذ بالحسبان موقف رئيس الحكومة نتنياهو، ولذلك فإن اللقاءات في مفترقات حرجة أمر مهم لدولة إسرائيل ولأمننا ومصالحنا القومية».

 

ورغم إعلان روسيا عن سحب غالبية قواتها من سوريا إلا أن النشاط العسكري الروسي لا يزال كبيراً، وهو ما يجعل اهتمام إسرائيل بالتنسيق مع روسيا كبيراً أيضاً. وفقط قبل أربعة أيام، أبلغ نتنياهو المراسلين السياسيين لوسائل الإعلام الإسرائيلية أن «آلية التنسيق هي الأولى والأهم. وهي تعمل جيداً، ولكن هناك تحديات حقيقية تستدعي التنسيق على مستوى الزعماء». وثمة أهمية لهذه الأقوال التي جاءت بعد أيام قليلة من اعتراف نتنياهو بأن الجيش الإسرائيلي ينفذ «عشرات العمليات» داخل الأراضي السورية.

 

ومعروف أن هضبة الجولان احتلت في الأسبوع الأخير عناوين الحركة الإسرائيلية، بعدما أقدم نتنياهو على عقد جلسة لحكومته هناك، وأعلن أنها لن تعود أبداً للسيادة السورية، مدعياً أنها كانت دائماً جزء من «أرض إسرائيل»، ومطالبا العالم بالإقرار بذلك. وأثار موقف نتنياهو هذا ردود فعل منددة، حتى من جانب أميركا وألمانيا فضلاً عن الجامعة العربية والأمم المتحدة والعديد من دول العالم.