الخميس  25 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

نحن والمنطقة على مفترق الطرق تيسير الزًبري

2014-09-23 12:08:29 AM
نحن والمنطقة على مفترق الطرق
تيسير الزًبري
صورة ارشيفية

 صريح العبارة

الأفكار تتزاحم، وفي سباق مع ما يجري على الأرض من حولنا، فإذا ما نظرنا إلى الهم الوطني فسوف نجد الكثير مما لا يسر البال، وهكذا إذا ما وسّعنا دائرة الرؤية إلى ما يجاورنا، فمن أين نبدأ؟!

منذ أن جرى الاتفاق على وقف إطلاق النار مع الاحتلال الإسرائيلي، وقد مضى ما يقارب الشهر على ذلك، لم نجد سوى الجمود السياسي من جهة، وتراجع إمكانات استعادة أجواء المصالحة الداخلية واستبدال ذلك بالتراشق الإعلامي من أكثر من جهة، بل وصل الأمر بالسيد موسى أبو مرزوق لإعلان استعداد حركته الدخول في مفاوضات مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي يتشكل فيه رأي عام فلسطيني ضد المفاوضات الثنائية، وذلك بعد تجربة مريرة وخاسرة لأكثر من عقدين من الزمن، ومن جهة أخرى، نرى من لا يزال يراهن على المفاوضات المباشرة مع إسرائيل وبرعاية الوسيط الامريكي، وكأن لا خيار أمام الفلسطيسنيين سوى المفاوضات.

 وفي مقابل هذا الصراع الداخلي والتنافس على الحوار مع الإسرائيليين، فهناك اتجاه وطني واسع يرى أن الخروج من المأزق الداخلي لا يتم سوى باستعادة الوحدة الداخلية، وبالعمل الجاد لإغلاق كل أبواب الانقسام والسعي الفعلي نحو الوحدة بين شطري الوطن، وأن الطريق لذلك هو بتفعيل إطار العمل القيادي الموحد في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، وبتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى إعادة بناء ما دمره الاحتلال، وتثبيت وحدة الوطن الفلسطيني.

نحن، والحال هذه، أمام مفترق طرق تاريخي، فإما مواصلة طريق الانقسام والانفصال، وهناك مؤشرات على ذلك، وتدمير المشروع الوطني الفلسطيني لأجيال قادمة، وإما التراجع عن العبث بوضع المصلحة الوطنية فوق المصالح الذاتية والحزبية والاستفادة من كل التجارب السابقة، سواء المفاوضات العقيمة، والتي يعترف أصحابها أنها قد وصلت إلى الطريق المسدود، أو بتجربة الانقسام المدمر على كل الأصعدة!

ونحن ننظر إلى واقعنا بكل جوانبه، لا نستطيع أن نغمض عيوننا عن الخطر القائم المحيط بنا، فها هي دول عربية محورية، وأقصد بذلك سوريا والعراق، ودون إغفالٍ لما يدور من مخاطر على أقطار عربية أخرى، تقع في دائرة الاستهداف، وباستهتار كامل بشعوب المنطقة وأنظمتها.

أمريكا وحلفاؤها الأوروبيون، وكذلك أذنابها وحلفاؤها الأقليميون، يعملون على استثمار الحركات السلفية ذات المنابع الوهابية، والمتمثلة في فروع القاعدة (داعش والنصرة)، من أجل السيطرة على العراق وسوريا وتكرار ما جرى في أفغانستان، والأهداف من وراء ذلك واضحة باتجاه السيطرة على ثروات العراق وكل منطقة الخليج، وعلى تأمين خطوط الغاز القطري عبر الموانئ السورية إلى أوروبا بديلاً عن الغاز الروسي.

الولايات المتحدة الأمريكية تحاول بأعمالها العدائية الجديدة أن تنحي عنصر الصراع الرئيس في المنطقة، والمتمثل بالعدوان الإسرائيلي على فلسطين والمنطقة، واستبدال ذلك بصراعات من نوع آخر، لا بل إنها تعمل من أجل استثمار علاقتها وتحالفها الاستراتيجي مع إسرائيل، لإنجاز هدفها في الاستيلاء على مقدرات منطقتنا الاستراتيجية، وهي لا تدرك أنها تقوم بمغامرة كبرى قد تؤدي إلى حرب عالمية جديدة، وهي تعتقد واهمة أنها تستطيع مواجهة التحالفات الدولية المضادة من روسيا وإيران ومجموعة دول شنغهاي ودول البريكس، إضافة لقوى التحرر والمواجهة العربية والفلسطينية.

نحن في فلسطين أين موقعنا من كل هذا؟ في عالم يتشكل من جديد، وفي ظل عودة الحرب الباردة، التي قد تتحول إلى ساخنة؟ لم تعد لعبة الحياد بين معسكر الشر والخير تنفعنا، لقد تمت تجربة الانحياز إلى من يعتقد البعض أنهم يمتلكون أوراق اللعبة، وها نحن نقطف الثمار المرّة من وراء ذلك الوهم، ومع كل ذلك، بل وفوق كل ذلك، فإن إعادة بناء بيتنا الداخلي هي الخطوة الأولى على الطريق... طريق الاستعداد لما هو قادم على صعيد منطقتنا بشكل خاص، والعالم بشكل عام، فنحن لسنا الاستثناء في كل ما يدور!!