الحدث- محمد غفري
في الوقت الذي انشغل فيه العالم بالحديث عن الخسائر الاقتصادية التي منيت بها بريطانيا بعد نتائج الاستفتاء الأخير، وتداعيات ذلك على دول الاتحاد الأوروبي، وما سيعكسه من آثار سلبية على منطقة الشرق الأوسط، إلا أن إسرائيل التزمت الصمت إزاء ذلك.
الخبير في الشؤون الإسرائيلية صالح النعامي، يرى أن تل أبيب تشعر بارتياح كبير إزاء انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي؛ لأنها تراهن على أن تمثلَ هذه الخطوة بدايةَ النهايةِ لهذا الاتحاد الذي تسببت بعض القرارات الصادرة عنه كثيراً من الحرج لإسرائيل، سيما قرار "تمييز" بضائع المستوطنات اليهودية في الأراضي الفلسطينية المحتلة من أجل تشجيع المستهلك الأوروبي على عدم اقتنائها.
وأكد النعامي في مقال نشر له في مجلة "البيان"، اليوم الثلاثاء، أن تل أبيب تأمل أن يفضي تفكُّك الاتحاد الأوروبي المتوقع إلى تراجع المواقف الأوروبية التقليدية من الصراع، مثل تأييد إقامة دولة فلسطينية، ورفض بقاء المستوطنات وغيرها من المواقف، والتي لا تبدي الدوائر الحكومية والحزبية الإسرائيلية أدنى استعداد للتعامل معها.
وبحسب الكاتب المختص في الشأن الإسرائيلي، فإن إسرائيل تراهن على أن يفضي الانشغال الإعلامي والسياسي داخل أوروبا بتداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد إلى إسدال الستار على المبادرة الفرنسية، التي تعارضها حكومة اليمين المتطرف في تل أبيب بشكل قوي.
في الوقت ذاته، فإن تفكك الاتحاد الأوروبي يساعد إسرائيل على إدارة علاقاتها مع أوروبا بشكل أفضل؛ حيث تبين أن تل أبيب بإمكانها أن تدير علاقاتها منفردة مع كل دولة أوروبية بشكل أفضل من قدرتها على إدارة هذه العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، كمؤسسة جامعة للأوروبيين، بحسب ما أوضح النعامي.
وعلى صعيد مستقبل العلاقات مع بريطانيا بشكل خاص، يضاعف النعامي من فرص وصول بوريس جونسون، عمدة لندن السابق إلى رئاسة حزب المحافظين، ومن ثَمَّ رئاسة الحكومة البريطانية في أعقاب إعلان رئيس الوزراء الحالي ديفيد كامرون استقالته، وهو ما يعد مكسباً كبيراً لإسرائيل، سيما لليمين المتطرف، وذلك بسبب مواقف جونسون المؤيدة بقوة لإسرائيل.
في السياق ذاته، كتب النعامي، أن تل أبيب تراهن على دور الأحزاب اليمينية المتطرف الأوروبية في مساعدتها في مواجهة حركة المقاطعة الدولية "BDS"، حيث ترى الكثير من المحافل الصهيونية أن نتائج الاستفتاء البريطاني ستعزز من دور اليمين المتطرف في أوروبا، ومن ثَمَّ يتعاظم الدور الحاسم الذي يقوم به في إسناد تل أبيب.
هذا، وأظهرت النتائج النهائية لاستفتاء بريطانيا، التي أعلنت الجمعة 24 يونيو/حزيران، فوز معسكر "الخروج" من الاتحاد الأوروبي، بنسبة 51.9%، مقابل 48.1 من الأصوات لصالح البقاء.