الإثنين  07 تموز 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

في العدد 73 | شهادات غير معترف بها وما زالت الجامعات تعمل!

2016-11-08 10:57:01 AM
في العدد 73 | شهادات غير معترف بها وما زالت الجامعات تعمل!
تعبيرية

 

الحدث- رام الله

يعاني خريجو جامعة الأمة بغزة من عدم قدرتهم على إكمال دراستهم العليا وذلك بعد سحب الاعتراف بالجامعة من جانب وزارة التربية والتعليم العالي في حكومة الوفاق، وكانت الجامعة قد حصلت على اعتراف مسبق عام 2008، إلا أن هذا الاعتراف لم يستمر طويلا، سيما بعد الوصول إلى حكومة الوفاق الوطني التي لم تعتمد الجامعة ضمن الجامعات الفلسطينية العاملة في سلك التعليم العالي.

 

حالة الطالب أسعد حرز الله هي واحدة من حالات عديدة، حيث حصل حرز الله على شهادة البكالوريوس من جامعة الأمة، ليلتحق بعد ذلك بالجامعة الإسلامية لدراسة الماجستير، إلا أنه لم يكمل طريقه في دراسة الدكتوراة، والتي طُلب منه للالتحاق بها اعتماداً من وزارة التربية والتعليم برام الله، حيث رفضت من جهتها ختم شهادة البكالوريوس والماجستير خاصته، بحجة أن الجامعة التي حصل فيها على شهادة البكالوريوس غير معترف بها.

 

يقول الطالب حرز الله الذي تواصلت معه "الحدث" للوقوف على التفاصيل: "عام 2008 التحقت أنا وزوجتي وعدد كبير من الطلاب بجامعة الأمة التي كان عليها إقبال آنذاك في غزة، حتى أننا حين سجلنا في عمادة القبول والتسجيل، قالوا أنها جامعة معترف بها مثل كافة الجامعات، واصلنا وأكملنا الدراسة، كان وزير التربية حينها أسامة المزيني، وجاء الوزير حينها، وبحضور بعض الشخصيات ورئيس الجامعة وتواصلوا مع الطلاب وحين أتاحوا لنا المجال للاستفسار، تساءلت أنا: هل الشهادة التي سنحصل عليها معترف بها من كافة الأطراف؟ وقالوا أنها بكل تأكيد معترف بها وتستطيعون إكمال الماجستير والدكتوراة في أي بلد في العالم، وأنَّ الشهادة معترف بها دوليًّا.. كان هذا تصريح الوزير حينها، وقال أنَّ مكتبه مفتوح في حال حصلت أيَّة إشكالية".

 

واستكمل حرز الله: "ذهب المزيني وجاءت حكومة الوفاق، وكانت الوزيرة خولة الشخشير تشغل المنصب حينها، وقمت بعدها بدراسة ماجستير إدارة الأعمال في الجامعة الإسلامية، وحصلت على شهادة الماجستير بعد عامين، وحين ذهبت لإرسال الأوراق لاستكمال الدكتوراة لأنَّه لا يمكن دراستها في غزة، كافة الكليات خارج البلاد قالت أنه لا يمكن قبول شهادتك إلا إذا كانت مختومة من تعليم رام الله، أرسلت أوراقي عبر (أراميكس) لرام الله، وقالوا لا يمكن أن نختم شهادتك وقالوا بالحرف الواحد (ما بُني على باطل فهو باطل) ولا يمكن أن نقوم بالتصديق على شهادتك".

 

يقول حرز الله: "أربع سنوات ضاعت من عمري في البكالوريوس، وسنتين في الماجستير، وفي النهاية أنا ومن حصل على شهادة الثانوية العامة سواسية. بعدما وصلت الأمور إلى طريق مسدود.. توجهت للجامعة الإسلامية وتواصلت مع الدكتور كمالين شعث رئيس الجامعة آنذاك وسألته كيف قبلت الجامعة أن أدرس الماجستير وأنا حاصل على بكالوريوس من جامعة غير معترف بها؟ قالوا لي توجه إلى جامعة الأمة واطرح مشكلتك هناك، توجهت إلى جامعة الأمة، قالوا  نحن حصلنا على اعتراف عام 2008، وما حدث بعد ذلك هو أمر عرضي ونحاول أن نجد حلاً للمشكلة".

 

يكمل حرز الله: "مكتوب في الشهادة (مع ما يتمتع به من حقوق وامتيازات) وأنا لا أريد هذه الامتيازات، أنا أريد حقوقي فقط وشكراً للجميع، فمن حقي أن أحصل على شهادة من رام الله، وأريد أن أكمل مشواري الدراسي في الدكتوراة".

 

وأكد حرز الله أنه تواصل مع وزير التربية والتعليم د. صبري صيدم، والذي قال له أن عليه التوجه للمختصين في التعليم العالي، ويردف حرز الله: "تواصلت معهم ووجدت أن لديهم علم بالمشكلة ولديهم أجوبة جاهزة، وقالوا أنَّ الجامعة غير معتمدة ولا نستطيع فعل أي شيء، لكن نحن نتلقى تعليمات من الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة، ولا يمكن أن نساعد في هذا الموضوع".

 

يتابع حرز الله مشواره، ويتواصل مع الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة، والتي قالت له أن الجامعة لم تتقدم للاعتماد في رام الله أصلاً!

 

"من سنتين وأنا أطالب بموعد مع الدكتور نعمان علوان رئيس الجامعة السابق، إلى أن انتهت ولايته في الجامعة وظل الموضوع معلقاً، هم يعرفون ما أريده تماماً، وليس لديهم أجوبة لتساؤلاتي". هذا ما اختتم به حرز الله إفادته لـ "الحدث".

 

وبالتواصل مع جامعة الأمة، قال رئيس الجامعة د. رأفت الهور لـ"الحدث" بأنَّ الجامعة حصلت مسبقاً على كافة أوراق الاعتماد، مضيفاً: "قمنا بعمل كافة الاعتمادات للكليات في الجامعة منذ عام 2008 من مجلس الوزراء ووزارة التربية والتعليم لكافة البرامج في الجامعة، وما حدث هو اختلاف للحكومة وتشكيل حكومة جديدة".

 

وتابع الهور: "نحن نقوم بالتواصل مع الوزارة والمجلس الجديد لإدراج الجامعة ضمن الجامعات المعتمدة، ويفترض أن يقوموا بتصديق شهادات الطلاب، خاصة وأنه تم اعتماد الجامعة من حكومة رسمية ووزارة رسمية"، وأكد الهور على أن الجامعة حصلت على كافة متطلبات الاعتماد للكليات في الجامعة، وأنها تملك اعترافا وأوراقا رسمية وقرار مجلس وزراء تعمل بناء عليها. واستكمل الهور: "نحن نقوم بجهود كبيرة في هذا الجانب، ولا ندري حقيقة كيف يتعامل زملاؤنا في الضفة مع الموضوع".

 

من جهته، نفى الدكتور محمد السُّبُوع رئيس الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة لـ "الحدث"، أن تكون الهيئة استلمت أيَّة أوراق متعلقة بموضوع جامعة الأمة، موضحاً أنَّ الجامعة لم تتقدم بطلب للاعتماد في الهيئة برام الله، وقال السبوع: "لدينا إجراءات وقوانين لا يمكن تجاوزها، وكافة الجامعات تقوم بالترخيص لدينا، والجامعة المذكورة لم تقدم طلبا لدينا، وأؤكد أننا لم نستلم أي طلب، لا اعتماد ولا ترخيص ولا طلب".

 

وأشار السبوع إلى أن الهيئة هي جهة رقابية وأنها تقوم بتنبيه الجمهور من خلال موقعها، مضيفاً: "كل عام نقوم بتنبيه الطلاب بالكليات والجامعات المعتمدة والمعترف بها، وعليه يتعين على الطلبة متابعة الموضوع، نحن نتمنى أن تكون الأمور على ما يرام وأن يحصل الطلاب على حقهم بمواصلة مشوارهم التعليمي، ولكن نحن فعلاً لم نستقبل أي شيء من طرف الجامعة".

 

وأكد السبوع أن بعض المشكلات خرجت عن إطار التعليم وأصبحت بشكل أو بآخر مرتبطة بالخلاف السياسي الحاصل بين الضفة وغزة. مؤكداً أنَّ: "الموضوع بحاجة إلى حل على المستوى الوطني".

 

وأردف السبوع أن كثيرا من الأمور يصعب السيطرة عليها في غزة، منوهاً إلى وجود حالة ما زالت شاهدة إلى الآن والمتعلقة بجامعة الأقصى، حيث لا يمكن تطبيق القرارات الصادرة عن الوزارة في قطاع غزة على الرغم من المحاولات المستمرة، مبينًا أنَّ الهيئة غير قادرة على المتابعة الفعلية والرقابة في غزة.

 

الجميع يتساءل، والجميع لا يملك إجابة لسؤال أسعد حرز الله الذي يبحث فقط عن إكمال تعليمه والحصول على حقه في العمل والوصول إلى درجة الدكتوراة، كل شخص يقوم بقذف المشكلة على الآخر، ويتحمل الطالب في النهاية نتيجة أخطاء يعززها الانقسام الحقيقي بين شطري الوطن، ويقلل من فرص تسهيل الحياة أمام المواطنين الفلسطينيين في غزة.

 

يذكر أنَّ عدداً من الطلاب لديهم نفس المشكلة ولا يستطيعون الدخول لسوق العمل أو استكمال دراستهم، نذكر على سبيل المثال، وكالة الغوث التي قامت بشطب اسم جامعة الأمة من قائمة الجامعات المدرجة في طلبات التوظيف، ما يعني تضييق الفرصة أمام خريجي الجامعة للالتحاق بسوق العمل.