أجرى الحوار: هيثم الشريف
إعلامي تونسي، أدى دوره بمهنية وحرفية عالية كما يراه البعض، وبانحياز لمشروع وسياسة قناة الجزيرة كما يراه البعض الآخر، ولكن الحقيقة الثابتة أنه حصد بوصفه إعلامي عربي شهرة كبيرة في الشارع العربي، ومع ذلك بقي في تواضعه الذي عود من يعرفه عليه ، ضيف العدد هو مذيع الأخبار ومقدم البرامج في قناة الجزيرة الفضائية الصحفي التونسي محمد كريشان.
البعض يقول إن نهج الجزيرة في متابعة بعض القضايا العربية كفلسطين ومصر وسوريا تحكمه أجندات سياسية بعينها؟ وأن مصداقية قناة الجزيرة قد تأثرت جراء طريقة متابعة القناة لثورات الربيع العربي؟ كمذيع في الجزيرة ما تعليقك على هذا الأمر؟
هذا يتوقف على المقصود بالأجندة تحديدا، المشكلة في المشاهد العربي عموما أنه إذا وافقت التغطية الإخبارية لملف معين هواه السياسي وميوله و “أجندته” يكون مسرورا و مادحا، وإذا حدث العكس يشرع في التذمر والصراخ من أن هناك أجندة، في حين أن هذه الأجندة ربما تلاقي هذه المرة استحسانا من مشاهد غيره ارتاح لمضمونها، إذن المسألة في النهاية سياسية ونسبية. أما فيما يتعلق بتغطية قناة الجزيرة لثورات الربيع العربي، فمنذ أن بدأت كل هذه التحولات والتطورات والناس منقسمون على كل شيء بما في ذلك “ الجزيرة” ما من شيء بقي عليه إجماع الآن، ستجد من يتغزل بالجزيرة وستجد في المقابل من يصفها بأقذع النعوت، في النهاية، الناس ميول وأهواء وقناعات ولا يمكن أن تصادر حق الجميع في أن يحكموا على ما يشاؤون كما يشاؤون.
ألا تعتقد أن قناة الجزيرة تعتمد على الإثارة في نقل الأخبار واختيار المواضيع؟
الإثارة مطلوبة في الصحافة المكتوبة وفي الإذاعة وفي التلفزيون، إذ علينا أن نكون أكثر تنوعا كالغناء الذي يضم الموال والموشحات والرأي، والأغاني الشبابية، وهذا كله مطلوب. وعليه كلما استطعنا في الجزيرة أن نكون متعددي التخصصات كلما نجحنا، بمعنى برنامج إثارة واستفزاز مثل برنامج فيصل القاسم هو برنامج مواجهة له شخصيته المميزة، وهو شكل من أشكال هذه الفنون، وفي نفس الوقت لدينا مثلا برنامج مثل ما وراء الخبر، أو في العمق أو بلا حدود، حتى لا أتحدث هنا إلا عن البرامج الحوارية، لا أقول إننا أبرياء من تهمة الإثارة، لدينا إثارة، ولكن بنسب مقبولة ومتفاوتة من برنامج إلى آخر ومن مذيع إلى آخر، وعلينا أن نكون بهذا التنوع مثل الحديقة التي بها أكثر من نوع واحد من الورود.
كيف تقيم حالة الإعلام العربي في الوقت الراهن، ما تفسير كريشان لحالة الاشتباك الإعلامي العربي بين هذه الوسيلة وتلك، هذا البلد وذاك، ولنأخذ الحالة المصرية القطرية نموذجاً؟
الإعلام العربي، مرة أخرى على فرض الحديث عنه ككتلة واحدة، مشوش الآن كشأن الحالة العربية عموما. إعلام تشقه استقطابات سياسية عديدة يتداخل فيها أحيانا الطائفي والعرقي والقومي وغيره. رغم كل ذلك، أنا متأكد أننا سنرسو في النهاية على إعلام مهني أكثر ورصين أكثر بعد انتهاء حالة الغليان الراهنة. أما حالة الاشتباك الإعلامي فهي طبيعية ومفهومة إلى حد كبير. طالما أن وسائل الإعلام مملوكة لهذه الدولة أو تلك، أو لهذه الجهة السياسية أو تلك، أو أحياناً لهذه الجهة الأمنية أو تلك، كيف يمكن لنا أن نظفر بإعلام بلا حسابات ولا خلفيات؟ هذا صعب جدا.
هل دور الإعلام صناعة الخبر أم متابعة الخبر، خاصة وأن العديد من القنوات متهمة اليوم بمحاولتها صناعة الخبر ومن بينها الجزيرة؟
كلاهما بطبيعة الحال. متابعة الخبر لا غنى عنها وهي الأساس، ولكن صناعة الخبر تعني التميز بجعل وسيلة الإعلام تجتهد لتكتشف أخبارا وقضايا ومناطق ليست بالضرورة من ضمن اهتمامات وكالات الأنباء في هذه الفترة أو تلك. هنا تتحرر وسيلة الإعلام من التبعية الدائمة لهذه الوكالات التي تتحكم عموما في سلم الأولويات والاهتمامات الإخبارية العالمية.
تعرف الصحافة ومنذ لحظاتها الأولى في الظهور على أنها السلطة الرابعة، اليوم تؤكد العديد من الدراسات والشواهد أنها باتت سلطة أولى.. ما رأيك أنت؟
هي كذلك فعلا في كل الدول ذات التجارب الديمقراطية العريقة والتقاليد الراسخة في الإعلام المتعدد. في بلادنا العربية تجد لها تأثيرا قويا هنا وضعيفا هناك. في بعض الدول، لا سيما الآن في مصر وتونس، هي عنصر فعال جدا في صناعة المزاج العام ولكنها لا تخلو مع ذلك من حسابات ومن تأثيرات قوى اجتماعية وسياسية ومالية معروفة، وبالتالي فمن المبكر تصنيفها ربما كسلطة قائمة الذات وبشخصية محددة في بلدان ما زالت أصلا تفتقر إلى بقية السلطات، ما زلنا بعيدين جدا عن هذه التصنيفات للأسف.
كيف يعرف محمد كريشان مفهوم الحريات الإعلامية في بلادنا العربية، وهل تعني الحرية أن يصبح الإعلامي القاضي والمحامي والجلاد في ذات الوقت، هل يستخدم الصحفي أو الإعلامي العربي الحرية بمفاهيمها الدقيقة أم أنه وظفها بأساليب قد تضر بها وبمعشر الصحافيين؟
سؤال جيد. المشكلة لدينا في البلاد العربية أن بعض الصحافيين، لا سيما في المجال التلفزيوني، تجاوز حالة اعتبار نفسه صحافيا يرصد الأخبار ويعلق عليها كما يشاء، إلى رجل (أو سيدة) نصب نفسه أو نصبته الجهة الراعية لهذا التلفزيون أو ذاك «زعيما» سياسيا يتوهم أنه مؤهل لقيادة الجماهير و توجيهها، حالة بعض «المذيعين» المصريين الآن مثال صارخ و مستفز على ذلك ولا أزيد.
على ذكر الاستفزاز الإعلامي، منتهى الرمحي قالت عن الجزيرة، وهي التي سبق لها أن عملت فيها: إن المذيع يستعرض عضلاته على حساب الضيف، ويبذل كل الوسائل الممكنة ليس لأخذ المعلومة وإنما لإحراج ذلك الضيف! إذ أن طريقة عرض السؤال تبين أن السؤال ليس بريئا وليس لأجل المعلومة، ما قولك في هذا الرأي؟
هذا رأي للزميلة العزيزة منتهى التي سبق لها أن عملت معنا وهي حرة فيه، ولا أستطيع أن أقمعها في رأي هي تعتقده. كل شخص لديه الحق في أن يعبّر عن وجهة نظره، ولكن عندما نتحدث عن المذيع في قناة الجزيرة، يبدو وكأننا نتحدث عن مذيع واحد! في حين أننا في قسم الأخبار مثلا أكثر من عشرين مذيعا، وبالتالي لكل واحد منا شخصيته وأسلوبه، ويختلف كل واحد فينا عن الآخر، وبالتالي فإن الحديث عن المذيع في الجزيرة بهذا الإطلاق العام كلام غير دقيق.
من المعروف عن محمد كريشان أنه متابع نهم للقضية الفلسطينية منذ أن كانت القيادة في تونس، صحيح؟
أنا كأي عربي، المسألة الفلسطينية لها مكانة خاصة لدي من أيام الدراسة ثم الجامعة ثم الصحافة، ما دفعني لأكون متابعا جيدا للشأن الفلسطيني، وحتى عندما كانت تعقد اجتماعات القيادة الفلسطينية في الجزائر أو الأردن أو غيرها أكون دائما معهم هناك، وبالتالي كانت أغلب كتاباتي في الصحف التونسية عن الموضوع الفلسطيني، إذ أنني ومنذ أن أتت قيادة منظمة التحرير إلى تونس سنة 1982 لغاية مغادرتها في 1994 لم أكن أفعل شيئا في تونس سوى متابعة النشاط الفلسطيني، لذا أستطيع القول بأن إطلاعي على هذا الملف إطلاع لا بأس به، وأنا سعيد لذلك، الآن للأسف، لم تعد متابعة هذا الملف بنفس النكهة خاصة منذ الانقسام الفلسطيني الكارثي عام 2007.
من وجهة نظرك هل يمكن للصحفي الذي تعاني أمته من القتل والتنكيل والقمع ان يظل محايدا وفق مقتضيات العمل الصحفي الاحترافي؟
برأيي لا يوجد صحفي محايد، لا أنا ولا أنت ولا أي صحفي يمكن أن يكون محايدا، خاصة إذا ما كنا نتحدث عن الوضع الفلسطيني مثلا، ورغم ذلك، فإن المطلوب من الصحفي أن يكون مهنيا، بمعنى أن هذا التعاطف المشروع مع قضيته أو مع قضية شعبه عليه أن يخرجه بشكل مهني جيد ليس بالعواطف وليس بالبكاء وليس بالصراخ، وإنما بأسلوب صحفي يحترم العقل ولا يحرّف الوقائع ولا يتجنى على أحد، وأن يقدم المادة الصحفية وفق معايير مهنية نزيهة وصادقة، حتى لو كان الصحفي مؤيدا لوجهة النظر هذه أو لتلك، أو لهذا الطرف أو ذاك.
وكأنك تقول إن الانحياز للقضية هو حياد بمعنى آخر؟
الإنحياز للقضية قد يكون مطلوبا، ولكن إن كان الإنحياز عاطفيا وبدون معلومات وأرقام و بمجرد كلام إنشائي وشعارات مستهلكة فأنت تضر بهذه القضية التي تنحاز إليها.
المذيع حين يقدم الأخبار أو يتحدث عن قضايا مؤثرة تهم الأمة العربية عموما، هل يستطيع هنا أن يخفي مشاعره؟ ونذكر أنك لم تستطع ذلك في بعض الأحيان المواقف؟
القاعدة الأساسية أن عليك تقديم الأخبار بطريقة مهنية محترمة وجدية، وأن لا تحول هذا المنبر الإخباري إلى منبر للعواطف، لأننا إذا حولناها للعواطف حينها سنلطم بعد ملف العراق! وسنلطم بعد ملف فلسطين! ونصرخ بعد ملف كذا! وبهذا نصبح في موكب لطم!! وليس هذا هو المطلوب.
ولكن في نفس الوقت أنت لا تستطيع أن تكون مبتسما أو مرتاحا وكأنك تقدم برنامجا ترفيهيا في حين أنك تعرض جثثا لضحايا هذا العدوان أو ذاك، عليك أن تكون مهنيا جديا وأن تحترم المشاهد دون أن تسقط بالضرورة في التفاعل المبالغ فيه مع المشاعر أو المفتعل، وتلك معادلة دقيقة.
ما هي أكثر المواقف التي لا تنساها على الهواء؟
بلا شك هناك بعض المواقف التي لا أستطيع لا أنا ولا غيري من الزملاء أن ننساها، وهي كثيرة حقيقة أذكر منها الآن، بداية الحرب في أفغانستان 2001 و أجواء سقوط بغداد عام 2003 ووفاة زميلنا طارق أيوب، وتغطية جنازة الشهيد ياسر عرفات، وكذلك المقابلة التي كان من المفترض أن أجريها مع شارون على الهواء مباشرة عام 2002 ثم ألغتها الجزيرة في آخر لحظة لإشكالات تعجيزية طرحها شارون وقتها.
أيمكن القول صراحة أن ما وصل إليه محمد كريشان من شهرة، ما كان ليكون عليها لو كان في قناة أخرى غير قناة الجزيرة؟
أنا دائما أقول وأكرر أن المحطة تصنع شهرة المذيع والمذيع يصنع شهرة المحطة، أي أن الدور متبادل. ولكن المحطة بإمكانها أن تصنع نجما ونجما آخر وتشهر غيره، والمذيع الذي يكون في محطة ويشعر أنه أصبح أكبر من المحطة ويريد أن يحلق في فضاءات أخرى ربما يوفق وربما تكون تلك هي نهايته، ولدينا حالات عديدة من زملاء كانوا في محطتنا وفي غيرها غيروا وجهتهم ولم يجدوا الفرصة التي كانوا يحظون بها في المحطة.
الشهرة التي أكسبتك أياها المحطة، كيف انعكست على شخصيتك بعد أن غدوت نجما؟ خاصة وأن بداياتك الصحفية كانت في حقل الصحافة المكتوبة بمعنى لا أضواء ولا كاميرات؟
نعم بدأت عملي في تونس في الصحافة المكتوبة، ثم عملت لبضع سنوات في الإذاعة، تلاها عملي في التلفزيون. الآن يمكن القول إن تجربتي باتت مناصفة، من حيث عدد السنوات، بين الصحافة المكتوبة والإذاعة من جهة وبين التلفزيون من جهة أخرى، معروف أن العاملين في الصحافة المكتوبة وبرغم أنهم يكتبون بأسمائهم غير معروفين، فضلا عن عدم وجود تلك الهالة التي تحاط بمن يظهرون على شاشة التلفاز، ورغم ظهوري على الشاشة إلا أنني دائما أفضل أن يطلق عليّ صفة الصحفي ..لا أن أقدم كنجم أو كمذيع مشهور، وذلك لأني درست صحافة وخريج صحافة، ورغبتي تلك ربما تتأتى من اقتناعي بأن الصحفي عليه ان يكون مبدعا في مجاله، ومن الإبداع قد تأتي النجومية لاحقا، في النهاية نحن لسنا مطربين ولا ممثلين، والصحفي على الشاشة هو نجم رغم أنفه بحكم ظهوره عليها بشكل شبه دائم، لكن اعتقد ان الإبداع أو عدم الإبداع هو في المجال الصحفي وليس في الشهرة من عدمها.
بعض المثقفين وحتى بعض الصحفيين وعلى سبيل المثال في فلسطين أطلقوا حملات من أجل إغلاق مكاتب الجزيرة في الوطن العربي، سؤالي هنا ما هو رأيك في الحملات المضادة للجزيرة؟
الله يكون في عونهم!
كصحفي من المغرب العربي، بصراحة هل أتيحت للإعلامي من دول المغرب العربي الفرصة لإثبات ذاته عربيا كأقرانه من الصحفيين من دول الشرق الأوسط الأوفر حظا بحسب البعض؟ ونحن نتحدث عن فرص العمل في الفضائيات العربية عموما؟
الحقيقة أن جماعة المغرب العربي يعتقدون بأن هناك بعض الحيف الذي لحق بهم لأن الفرصة أعطيت في الفضائيات أساساً لجنسيات محددة وتحديدا للبنانيين والأردنيين والفلسطينيين والمصريين، ولم تكن هناك فرصة للتعريف بهم، لذا فإن من مزايا الجزيرة أنه أصبح لدينا مذيع مغربي وجزائري وتونسي وليبي في فترة من الفترات، كذلك أصبحت هناك فرصة حتى في التعليق الرياضي بالمناسبة، وبالتالي فإن الكثير من الكفاءات من المغرب العربي لقيت فرصتها، وكل هؤلاء لديهم كفاءات جيدة، الأمر الذي شكّل فرصة للمشاهد ليتعرف عليهم، أنه وفي اللغة العربية والتباري العربي كلنا قادرون على الإبداع سواء كنا من المغرب العربي أو من غيره .
بعد هذا المشوار الطويل والحافل بالإنجازات الصحفية والمهنية، لوعاد الزمن بك مرة أخرى فهل تعود لتختار العمل بمهنة الإعلام أم مهنة أخرى؟
ليتني كنت اعرف مهنة أخرى غيرها ، ربما كنت فكرت، القصة أنني أيضا لا أجيد غيرها .. وبالتالي إذا تركتها سأجوع.
أي القنوات الإخبارية الأخرى التي تتابعها غير الجزيرة؟ كذلك في أوقات فراغك ماذا تحب أن تشاهد على التلفاز من جهة؟ وما هي هواياتك من جهة أخرى؟
بصراحة من النادر أن أتابع الأخبار من خلال قنوات إخبارية أخرى، ولكن في بعض الأحيان أتابع قنوات بي بي سي، وسي إن إن، أما في المشاهدات الأخرى فأنا أفضل مشاهدة الأفلام أو المسرحيات للخروج من كآبة الأخبار، أما هوايتي الرئيسية فهي المطالعة ولكن ولأنها جزء من طبيعة عملي ومتابعتي فلا يمكن إعتبارها هوايتي الحقيقة، ولو أني في الفترة الأخيرة عدت بشغف لقراءة الروايات خاصة خلال السفر، وكذلك أنا عاشق للأغاني الطربية القديمة لأم كلثوم وعبد الوهاب وسعاد محمد ومحمد عبد المطلب ووديع الصافي وغيرهم، أما الأغاني الشبابية الصاخبة الأخيرة فواضح أنها لجيل آخر.
لمن يرغبون في التعرف أكثر على الحياة الخاصة لمحمد كريشان، إنطلاقا من أنك غدوت نجما شئت أم أبيت كما تقول بحكم الظهور على الشاشة، حين تكون في المنزل هل تساهم في أعمال الطبخ أو غيرها؟
أنا كسول جدا ولا أفعل شيئا في البيت، حيث أعتبر نفسي عبئاً على هذا الصعيد، أحيانا أساعد في غسل الصحون!! مساهمتي المتميزة هي الأكل بنهم!!
هل من مواقف طريفة مررت بها ويمكن أن تحدثنا عنها؟
أنا أكره البدلات ورابطات العنق، لا ألبسهما إلا مضطرا للتلفزيون، إذ أنني حين أكون في إجازة صيفية خاصة، أرتدي الـ تشيرت والجينز، وهنا أذكر أني دخلت وزوجتي ذات مرة أحد المقاهي الشعبية في تونس، وكنت أضع على حزامي الشنطة المخصصة لحفظ مفاتيح السيارة وجوازات السفر والأوراق الصغيرة، وأثناء ذلك ناداني أحد مرتادي المقهى، فظننت أنه سيسألني عن الجزيرة أو ليلقي التحية، لكن ما أن وصلت إليه حتى قال « ممكن 2 كبتشينو لو سمحت؟» معتقداً أنني جرسون المقهى! فتبين لي أن العاملين في المقهى يرتدون نفس الشنطة ليتم الاحتفاظ بالفكة وما سواها.
أخيراً هل من كلمة توجهها للفلسطينيين الذين يتابعونك عبر الجزيرة والذين يتابعونك الآن عبر صحيفة الحـدث؟
أود أن أشكركم على هذه الدعوة ، وأتمنى للفلسطينيين أن يتمتعوا بقدر أعلى من التفاؤل برغم المرارات التي يعايشونها وخاصة هذا الانقسام البغيض بين فتح وحماس