الأحد  19 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

فنانة هولندية تحول الدمار الى تحفة فنية في غزة

2016-12-17 09:13:43 PM
فنانة هولندية تحول الدمار الى تحفة فنية في غزة
الفنانة التشكيلية الهولندية ماريان تويين

 

الحدث - ا ف ب

 

تحاول فنانة تشكيلية هولندية إصلاح ما خربته الحرب محولة الى تحفة فنية بقايا ركام منازل دمرها القصف الإسرائيلي عام 2014 في خان يونس في قطاع غزة المحاصر.

 

عملت الفنانة التشكيلية الهولندية ماريان تويين (52 عاما) بمساعدة مهندسين وفنيين فلسطينيين على "تحويل دمار البيوت الى نحت جميل" ضمن مبادرة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

 

فأحالت منزل ابو احمد شعث الذي تعرض للقصف المدفعي العام 2014، الى ما يشبه متحفا صغيرا يؤمه الزوار.

 

وتقول تويين التي ارتدت قميصا وسروالا أسود إنها أعادت استخدام بقايا حجارة وأعمدة وسقف المنزل المتضرر نتيجة لغارة إسرائيلية وحولتها الى أشكال فنية لافتة وجذابة. والنتيجة غرف مفتوحة قبالة صالة واسعة محاطة باعمدة حجرية ورخامية داخل المنزل في خان يونس.

 

وكانت الفنانة معتادة على العمل على أبنية بصدد الهدم لإقامة معارض موقتة فيها ولا سيما في هولندا وروسيا وجنوب إفريقيا. وهي تقول "المجيء الى غزة شكل مرحلة جديدة . فللمرة الأولى أعمل على أبنية دمرتها الحرب". وتضيف "الحرب فوضى تامة فهنا نرى المكان الذي دخلت منه القذيفة أنا رتبت الغرف والحجارة الصغيرة والركام". وأقامت جدرانا جديدة بدل تلك التي انهارت بفعل القصف.

 

والى جانب قطع من الحجارة الصخرية التي جمعت من بين الركام، نجحت عملية النحت اليدوي خلال المشروع الذي استغرق إنجازه ثلاثة أشهر، في عكس صورة جمالية متكاملة. وأعادت تويين استخدام البلاط والغرانيت المهشم في زخرفة الأرضيات المتصدعة. وحرصت الفنانة الهولندية على تثبيت أعمدة حديد بطول ستة أمتار تقريبا ربطت بجسور علوية لتشكل واجهة المنزل الذي كان يستعد مالكه لجرفه بغية إعادة بنائه.

 

وتقول تويين "المنزل تعرض للقصف وهذا امر سلبي لكني أظن أني نجحت في تحويله الى شيء إيجابي. ففي الوقت الراهن لا وجود للفوضى".

 

أشرف أربعة فنيين يعاونون تويين على اغلاق فتحة كبيرة في واجهة المنزل بالطوب المصفوف بطريقة هندسية من دون الحاجة الى الاسمنت القليل في غزة فيما اشعة الشمس تخترق فتحة في السقف العلوي للمنزل وتنعكس على زجاج اختلط بالحجارة المصفوفة على الجدران. واستخدم الفريق الواحا خشبية لتثبيت الحجارة. لكن العمل لم ينته بعد على الواجهات الخارجية للمنزل الذي يبدو طلاؤه القديم باللونين الأبيض والأخضر شاحبا، وتظهر إثار القصف عليه.

رسالة الى العالم

 

 

ودمر الجيش الإسرائيلي في حرب صيف العام 2014 التي استمرت 50 يوما، اكثر من مئة وعشرين الف منزل جزئيا أو كليا في القطاع المحاصر منذ عشر سنوات.

 

وأدت الحرب الى استشهاد 2251 فلسطينيا ومقتل 73 اسرائيليا بحسب وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا). وقال الناطق باسم الاونروا كريس غانيس إن 71 الف منزل أصلح ولا يزال 57 الفا اخر بحاجة الى ترميم او إعادة بناء. وأوضح عدنان ابو حسنة الناطق الاخر باسم وكالة الاونروا "تمت اعادة اعمار 650 منزلا حتى الان من بين تسعة الاف دمرت كليا".

 

وتأمل تويين أن يبقى هذا البيت صامدا، وهي تحث المواطنين لزيارته. وتؤكد "الشعب الفلسطيني رغم الحصار والحرب يحب الفن والجمال والحب والحياة. لا يأس رغم كل المشاكل والمتاعب التي يواجهونها في فلسطين".

 

ويصف محمد ابو دقة احد معاوني تويون المنزل بحلته الجديدة بـ"لوحة فنية جميلة". ويتمنى ابو دقة "أن تصل الرسالة للعالم حول معاناة اهل غزة ليتم وضع حد لجرائم الاحتلال المتواصلة". وتؤكد تويين من جهتها أن المشروع في غزة "خطوة جديدة ستنقل جانبا من معاناة غزة للعالم".

 

وشهد قطاع غزة البالغ عدد سكانه 2 مليون نسمة، والذي تسيطر عليه حركة حماس ثلاث حروب في غضون ست سنوات. وهو خاضع ايضا لحصار إسرائيلي صارم منذ عقد من الزمن فيما تبقي مصر حدودها وهي المنفذ الوحيد للقطاع على العالم الخارجي، مغلقة بشكل شبه دائم. وقد أتى عشرات من الجيران وسكان القطاع لزيارة المنزل.

 

ويقول محمد النجار (40 عاما) من سكان بلدة خزاعة شرق خان يونس " لا أزال أنتظر إعادة بناء منزلي الذي أصيب بأضرار كبيرة في قصف مدفعي إسرائيلي". ويضيف "أعجبتني الفكرة باللمسات الغربية، وأتمنى أن اجد من يساعدني لبناء بيتي مثله".