متابعة الحدث| زوجة الأسير: نائل البرغوثي..الحرية أو المؤبد!

الحدث- ريم أبولبن 

" خلال اليومين القادمين، إما أن يطلق سراح نائل، أو يتم اعادته للحكم المؤبد". هكذا بدأت الزوجة الأسيرة سابقاً ايمان نافع، حديثها عن اخر المستجدات في قضية زوجها الأسير نائل البرغوثي(59)عاماً، والقابع في سجن" ريمون" حتى هذه اللحظة رغم انتهاء محكوميته، لاسيما وأنه قد أمضى 36 عاماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهو بذلك تخطى المدة الزمنية التي قضاها أقدم الأسرى الفلسطينيين المحرر سعيد العتبة (65)عاماً داخل السجون، والتي دامت 32 عاماً.

وقالت نافع زوجة البرغوثي لـ" الحدث ": " أنا اسيرة سابقة، وأعلم جيداً ماذا يعني تأجيل الافراج، ولكن فقد هيأت نفسي لاستقبال الخبر، رغم اني تأثرت كثيرا".

الخامس عشر من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، كان هو الموعد المنتظر للإفراج عن الأسير نائل البرغوثي من  قرية كوبر التابعة لمحافظة رام الله والبيرة، وقد جاء الموعد ولم يفرج عنه، وهو الان قابع في سجن " ريمون".

وأضافت نافع: " نحن ننتظر قرار المحكمة الإسرائيلية بالاستئناف خلال الأيام القادمة، وقد يطلق سراح زوجي نائل، أو قد يكمل حكمه السابق، حيث حكم عليه بالمؤبد".

وقد يشار هنا، إلا أن الحكومة الإسرائيلية وبهذا الفعل، تواجه انتقادات من قبل منظمات حقوقية لمخالفتها القانون الدولي والذي ينص على تحديد عقوبة المؤبد بـ 25 عاماً، في حين أن المؤبد لدى دولة الاحتلال قد يستمر مدى الحياة، وقد تجاوز بذلك الأسير البرغوثي المدة الموضوعة وفق القانون.

وبهذا فقد دخل نائل البرغوثي موسوعة " غينيس" للأرقام القياسية كأطول مدة اعتقال سياسي في العالم، حيث اعتقل في عام 1978 حينها كان يبلغ من العمر 19 عاماً، وبقي في السجن لمدة 33 عاما ونصف، وقد افرج عنه في صفقة شاليط أو ما تسمى فلسطينياً " صفقة وفاء الأحرار"، حيث تضمنت الصفقة تبادل الأسرى بين حركة حماس، ودولة الاحتلال الإسرائيلي عام 2011.

وبعد الافراج، منع الأسير نائل البرغوثي من السفر والتنقل وفق ما أقرته الاقامة الجبرية ولمدة 3 سنوات، وقد حددت حركته داخل مدينة رام الله وقراها.

وفي عام 2014، اعتقل البرغوثي مرة اخرى وبتاريخ 18/6/2014، وحكم عليه بالسجن لمدة 30 شهراً في سجن " ريمون"، وهو الان قابع في السجن رغم انتهاء محكوميته، حيث ترفض النيابة العامة الإسرائيلية اطلاق سراحه.

وفي الحديث عن اللقاء  بالاسير البرغوثي وقبل عدة أيام، قالت نافع: " كان يحدثي مباشرة بواسطة الهاتف ومن غرفة ضيقة، وكنا نتبادل النكات، حتى نتناسى  قرار تأجيل الافراج".

وأضافت ضاحكة: " كان يقول لي بسخرية، يا ليتك هنا داخل السجن، وانا في الخارج، وكان يمدني بالصبر على ما يحدث، وهو يؤمن بالفرج القريب".

ويذكر أن الاحتلال الإسرائيلي قد أعاد الأحكام السابقة لـ 38 أسيرا من بين نحو 55 أسيرا تم تحريرهم في صفقة "وفاء الأحرار" مقابل شاليط في أكتوبر/تشرين الأول 2011، وأعاد اعتقالهم.

وذكر أن عددا ممن أعيد اعتقالهم بعد اختطاف وقتل ثلاثة مستوطنين قرب الخليل صيف 2014 أعيدوا إلى السجن المؤبد، والباقون إلى إتمام سنوات سجنهم، ولم يفرج إلا عن عدد قليل منهم.