الخميس  25 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

فـي الذكـرى الـ 66 للنكبـة مصائب قوم عند قوم فوائد

2014-05-13 00:00:00
فـي الذكـرى الـ 66 للنكبـة مصائب قوم عند قوم فوائد
صورة ارشيفية

صريح العبارة 

الحدث - تيسير الزَبري 

في الذكرى السادسة والستين للنكبة الفلسطينية، لن نكرر ما يقال في هذه المناسبة من استرجاع لآلام النزوح والصور المأساوية الأكثر بشاعة من أي من المآسي البشرية في القرن العشرين في الوقت الذي يحتفل فيه الإسرائيليون بقيام دولتهم، ونتوقف أمام مجموعة من الملاحظات:

الملاحظة الأولى: ما يلفت للنظر أن الشعب الفلسطيني، وفي كل يوم يمر على نكبته الممثلة باحتلال أرضه وطرده منها، يزداد تمسكاً بحقه في العودة إلى وطنه فلسطين، وما المظاهرات الصاخبة ذات المغازي الكبرى التي تجري في كل مكان، وفي المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1948 (أهالي لوبيا) إلا دليل على أن اللجوء لا يعني الخروج فقط من الوطن إلى الشتات (كما هي حال الأغلبية الساحقة من اللأجئين الفلسطينيين) بل أن اللجوء من البيت والقرية والحرمان من العودة إليهما هو لجوء، كما هو مع حوالي نصف مليون فلسطيني مهجرين من أرضهم وبيوتهم، وما زالوا يسكنون بجوارها في مناطق 1948، وما قضية (أقرت وبرعم) إلا شواهد على المأساة لجزء من أبناء الشعب الفلسطيني ما وراء الخط الأخضر.

والملاحظة الثانية: أن الفلسطينيين اللأجئين في الشتات العربي والدولي لم يتخلوا عن حقهم في العودة بالرغم من الحلول المشبوهة المعروضة، مقارنة مع ملايين اللاجئين من اقوام الذين تركوا بلدانهم لأسباب متعددة ومنها الحروب الداخلية، وهاجروا إلى مختلف القارات دون أن يفكروا بالعودة إلى بلدانهم الأصلية،. ومن هنا فإن الدعوات إلى نشر ثقافة الهجرة والتعويض بين الفلسطينيين قد فشلت، كما فشلت سياسات التوطين وإقامة الوطن البديل.

والملاحظة الثالثة: أن الهجرة الفلسطينية بعد حربي 1948، 1967 قد توقفت إلى حدود كبيرة، وإن درجة العض على الجراح ومواجهة التحديات اليومية قد ازدادت بعدما تجرع الفلسطينيون عذاب الهجرة من ذوي القربى ومن الحروب التي شنت عليهم في أكثر من قطر عربي، وتبين لهم أن كرامة الفلسطيني في وطنه مهما كانت قساوة الظروف.

الملاحظة الرابعة: أن درجة الواقعية السياسية ومنسوب العقلانية قد ازدادت لدى القيادة السياسية الفلسطينية، وخاصة بعد حرب أكتوبر 1973 وإقرار البرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية، برنامج العودة وتقرير المصير وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة، بعد أن تنحى الفكر العدمي من الساحة الفلسطينية لصالح التيار الواقعي. ولا بأس ونحن نقف لنفكر بجرأة في هذه المناسبة الأليمة (ذكـرى النكبة) من القول إن أغلب القيادات السياسية للشعب الفلسطيني ما قبل نكبة 1948 كانت ترفض أي حلول وسط، بإستثناء عصبة التحرر الوطني (نواة الحزب الشيوعي الفلسطيني) التي وافقت على قرار التقسيم رقم 181 للعام 1947، ذلك الحل كان يسمح للفلسطينيين بإقامة دولتهم على 50% من الأرض الفلسطينية، بينما نقاتل الآن من أجل إقامة دولتنا على 22% من فلسطين التاريخية، دون أن ننسى دور الحكومات العربية التي شجعت الفلسطينيين على رفض قرار 181 لأغراض لم تكن نزيهة أبداً !

والملاحظة الأخيرة: أن التعصب القومي الصهيوني هو ما يرفض الآن التسليم للفلسطينيين بأي من حقوقهم على أرضهم ويصر على تسمية مناطق الضفة الغربية بأرض يهودا والسامرة، أي أنها أرض الإسرائيليين اللذين مروا عليها قبل أكثر من 2500عام. إنهم يرفضون سياسة الحل الوسط، ويدفعون الأمور نحو الصدام الدائم والتفجير، وهم بهذا ينعشون الاتجاهات العدمية بين صفوفنا التي عادت ترفض الحلول الوسط المقررة وطنياً لصالح شعارات التحرير الكامل من البحر إلى النهر، فالتطرف يولد التطرف، والعداء يولد العداء، ودائرة الصراع تتواصل، ما لم نصل إلى حل وسط لصالح دولتين لشعبين وإذا ما قرر الشعبان فيما بعد الوصول إلى دولة ديمقراطية واحدة ثنائية القومية فهذا شأنهما، وهو متروك للتاريخ القادم دون أن يمس ذلك حق اللاجئين في العودة إلى بيوتهم التي هجروا منها.