الحدث- محمد غفري
أغلقت قوات من جيش الاحتلال، صباح اليوم الأربعاء، مقطعاً من شارع رقم 60 وسط الضفة الغربية، وذلك تمهيداً لإخلاء عدد من بيوت البؤرة الاستيطانية "عامونا" ونقلها إلى منطقة قريبة داخل مستوطنة "عوفرا" شرق مدينة رام الله.
وأفاد مراسل "الحدث"، أن قوات الاحتلال انتشرت بشكل كثيف على مفارق الطرق والتلال على الشارع الممتد من حاجز زعترة جنوب نابلس وحتى حاجز "DCO" مدخل مدينة رام الله الشمالي.
وأضاف، أن قوات الاحتلال أغلقت بشكل كامل الشارع الممتد من مفرق عيون الحرامية الشهير وحتى حاجز "DCO" في وجه المواطنين بشكل كامل.
وأكد، أن إغلاق هذا المقطع من شارع 60 دفع المواطنين إلى تغيير مسارهم باتجاه مدينة رام الله وسلك طريق عين سينيا مروراً بمخيم الجلزون ومستوطنة بيت أيل وصولاً إلى رام الله، وهو ما تسبب بأزمة مرورية خانقة.
في السياق توجهت قيادة جيش الاحتلال الإسرائيلي برسالة لمستوطني 'عمونا' طالبتهم من خلالها الإخلاء الطوعي للبؤرة الاستيطانية، وذلك دون مواجهات مع قوات حرس الحدود والشرطة التي تتحضر منذ ساعات فجر الأربعاء، لعملية الإخلاء، فيما رشق العشرات من المستوطنين والفتية قوات الجيش بالحجارة.
ويتحصن المئات من المستوطنين في المنازل وذلك على الرغم من إغلاق الجيش منذ مساء الثلاثاء للطرقات المؤدية للبؤرة الاستيطانية، حيث تمكن المئات مما يسمون بـ "فتية التلال" من الوصول إليها سيرا على الأقدام والتحصن هناك الأمر الذي من شأنه التدليل على إمكانية حدوث مواجهات عنيفة ساعة الإخلاء.
وفي الوقت الذي تشهد منطقة المستوطنة حالة من التوتر مع استنفار قوات الجيش، يبدي أهالي بلدة سلواد المقامة البؤرة الاستيطانية على أراضيهم وكذلك سكان التجمعات السكنية الفلسطينية مخاوفهم من مغبة إقدام قطعان المستوطنين على ارتكاب جرائم 'تدفيع الثمن' انتقاما لـ'عمونا'، ويتأهب السكان لأي طارئ ولا يستبعدون أن يصعد المستوطنين خلال الأيام القريبة من اعتداءاتهم على القرى الفلسطينية.
وفجر اليوم الأربعاء، أغلق العشرات من المستوطنين المدخل المؤدي للبؤرة الاستيطانية 'عمونا' وأشعلوا الإطارات وأعلنوا عن استعدادهم للتصدي لقوات جيش الاحتلال التي تتأهب لإخلاء المستوطنة الواقعة شمال شرق مدينة رام الله.
وتجمهر مستوطنو 'عمونا' على الطريق الرئيسي، فيما انتشرت قوات الأمن والجيش بالمناطق المتاخمة للمستوطنة التي تم محاصرتها وأغلقت الطرقات الرئيسية المؤدية إليها ومنع من المستوطنين والمتضامين مع 'عمونا' للتوافد إلى المكان.
وبدأ جيش الاحتلال بتطويق التلال والطرقات المؤدية للبؤرة الاستيطانية ومنع الوصول للمكان والانضمام إلى الاحتجاجات والمواجهات التي قد تندلع مع بدء قوات الشرطة بإخلاء عائلات المستوطنين.
وأقام جيش الاحتلال وقوات حرس الحدود حواجز على الطرق المحيطة بالبؤرة الاستيطانية قبل المهلة النهائية التي حددتها المحكمة العليا وتنتهي في الثامن من شباط/فبراير لإخلاء أربعين عائلة تقيم في المستوطنة التي أقيمت على أراضي بملكية خاصة لأهالي بلدة سلواد.
ونشر الجيش مساء أمس الثلاثاء، 8 وحدات عسكرية تضم ثلاثة آلاف جندي الذين انتشروا بمحيط البؤرة الاستيطانية، وتأهبوا منذ ساعات فجر الأربعاء، تحسبا لأي احتجاجات ومواجهات قد تندلع مع المستوطنين خلال بدء عملية الإخلاء من قبل قوات الشرطة وحرس الحدود.
وأمهل الجيش عائلات المستوطنين 48 ساعة لإخلاء المستوطنة ومغادرتها، إلا أن عددا من المستوطنين و'شبان التلال' كتبوا شعارات على منازل المستوطنة تقول 'هذه الأرض لنا'.
يذكر أنه بالتوازي مع إعلان الجيش بساعات متأخرة من ليل الثلاثاء، عن إخلاء البؤرة الاستيطانية 'عمونا'، عن أعلن وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، أنه تقرر بناء أكثر من 3 آلاف وحدة سكنية استيطانية جديدة في الضفة الغربية المحتلة.
وقال ليبرمان إن ألفين من بين هذه الوحدات السكنية جاهزة للتسويق الفوري، في حين أن باقي الوحدات السكنية لا تزال في مراحل مختلفة من التخطيط.
المصدر: الحدث, عرب 48